مَا احْتَفَظَت بِه القُلُوب سِرّاً

396 37 392
                                    


⌘ قِرَاءَة مُمْتِعَة ⌘

لَا تَنْسُوا النَّجْمَة أسْفَلاً ☆

---

مِثْلَ جَمِيعِ قَرِينَاتِهَا وَفِكْرِ لِدَاتِهَا، رُوزَان امْتَلَكَت أحْلَاماً وَتَخَيُّلَات كَثِيرَة عَن رَفِيقِ حَيَاتِهَا، شَخْصٌ يُنَاسِبُ شَخْصِيَّتَهَا وَيُحِبُّهَا بِعُيُوبِهَا ثُمَّ يَرْكَعُ عَلَى رُكْبَةٍ أرْضاً يَطْلُبُهَا لِلزَّوَاج وَيَجْعَلُ بُنْصُرَهَا يَرْتَدِي خَاتَمَه.

فِي طُفُولَتِهَا الجَمِيلَة اعْتَقَدَت أنَّ الشَّرِيكَ المُقَدَّر لَهَا سَيَمْتَطِي حِصَاناً وَيَحْمِلَ بِيَدِه ذِرْعاً يَبْرُق، أوْ رُبَّمَا أمِيرٌ يَقْفِزُ فِي شُرْفَةِ قَصْرِهَا وَيَجْعَلُهَا مَلِكَتَه.

هِيَ كَوَّنَت صَدَاقَاتٍ عَدِيدَة مَعَ الأوْلَاد الذِينَ شَارَكُوهَا حِصَصَ الرَّوْضَة وَالفِتْيَان المُلْتَحِقِينَ بِالمَدَارِس التِي إرْتَادَتْهَا، وَحَتَّى أنَّهَا كَانَت الأنْثَى الوَحِيدَة فِي حَلَقَات صَدَاقَة الفِتْيَان.

وَالِدُهَا الرَّاحِل السَيِّد بَارك وَعَدَهَا أنْ يَجِدَ لَهَا عَرِيساً بِالمُوَاصَفَاتِ التِي تَرْغَبُ بِهَا، وَعَاهَدَ نَفْسَه أنَّ الرَّجُلَ إنْ لَم يُدَلِّلْهَا بِالطَّرِيقَة التِي يَفْعَل؛ فَلَن يَحْصُلَ عَلَيْهَا.

الأوْلَاد أصْدِقَاءُ طُفُولَتِهَا كَانُوا يُرَتِّلُونَ كُلَّ يَوْمٍ تَعَابِيراً مُحِبَّة لِيَكْسِبُوا ثِقَةَ أبِيهَا، وَهِيَ لَمَّا تَكْبُر.

عِنْدَمَا بَلَغَت رُوزَان سِنَّ المُرَاهَقَة تَدَهْوَرَت حَيَاتُهَا عِنْدَمَا فَقَدَت وَالِدَهَا حَبِيبَهَا الأوَّل، أمُّهَا الأرْمَلَة بَدَأت تُنْفِقُ المِيرَاثَ لِتَسْتَطِيعَ هِيَ وَابْنَتُهَا العَيْش لِفَتْرَةٍ مُمْكِنَة مِنَ الزَّمَن.

عَاشَت هِيَ وَأمُّهَا فِي سَعَادَة مُؤَقَّتَة بَعْدَ رَحِيلِ أبِيهَا، إرْتَدَتَا المَلَابِس الفَاخِرَة، تَنَاوَلَتَا الطَّعَام الشَّهِير وَدَفَعَت أمْوَالاً كَثِيرَة مِن أجْلِ دِرَاسَةِ رُوزَان فِي أمَاكِن مَرْمُوقَة، عَالِيَة المُسْتَوى وَنِظَامٌ تَعْلِيمِيٌّ مُمْتَاز.

المُرَاهِقَة كَانَت تَشْعُرُ بِالحَنِينِ إلَى وَالِدِهَا، وَتَمَنَّت لَو بَقِيَ لِيَأخُذَ يَدَهَا بِيَدِه وَيُسَلِّمَهَا بِنَفْسِه لِلزَّوْجِ المِثَالِي، وَتَمَنَّت لَو عَاشَ لِتَكْتَمِلَ عَائِلَتُهَا الصَّغِيرَة.

فِي تِلْكَ الحَالَة، السَيِّدَة بَارك بَدَأت تَنْحَدِرُ وَتَقْتَرِبُ مِنَ الإفْلَاس، فَبِكُلِّ حُسْنِ نِيَّةٍ قَرَّرَت الزَّوَاجَ بِرَجُلٍ يُعِيلُهَا وَيَتَوَلَّى الإنْفَاق عَلَى حَاجِيَات الحَيَاة، كَمَا يَكُونُ أباً لِرُوزَان حَتَّى يُوَاصِلَ إغْرَاقَهَا حَنَاناً وَلَا يُشْعِرَهَا بِفَرَاغِ وَالِدِهَا الحَقِيقِيّ.

𝐇𝐞𝐫 𝐋𝐢𝐩𝐬 𝐖𝐢𝐧𝐞: 𝐀𝐫𝐭 𝐎𝐟 𝐊𝐢𝐬𝐬𝐢𝐧𝐠 | 𝐑𝐤Where stories live. Discover now