يَعُضُّ أصَابِعَهُ نَدَماً وَحَسْرَة

334 36 402
                                    


⌘ قِرَاءَة مُمْتِعَة ⌘

لَا تَنْسُوا النَّجْمَة أسْفَلاً ☆

---

ثُنَائِيٌّ سَعِيد أعْلَنَ خُطُوبَتَه، وَآخَر تَعِيس أعْلَنَ تَفَرُّقَه، لَيْلَتُهُمَا تِلْك كَانَت سَيِّئَة، مُرَّة، خَانِقَة وَتَسَبَّبَت بِإحْزَانِهِمَا، أحَدُهُمَا غَادَرَ مَجْرُوحَ اليَد وَالطَّرَفُ الآخَر مَجْرُوحَ القَلْب.

فِي الصَّبَاحِ حَاوَلَ دُونَ اسْتِسْلَام الاتِّصَال بِهَا لَكِنَّهَا لَم تُجِبْهُ وَتَجَاهَلَت رَسَائِلَه أيْضاً، الشَّيْءُ الذِي دَفَعَه إلَى التَّفَاؤُل أنَّهَا لَم تَحْظُر رَقْمَه.

«إنْ قَالَت أنَّهَا لَم تَكْرَهْنِي فَهِيَ حَتْماً تَفْعَل الآن»

بِمَزَاجٍ وَمَعْنَوِيَاتٍ تَحْتَ الصِّفْرِ جَرَّ نَفْسَهُ إلَى حَمَّامٍ صَبَاحِيّ مُنْعِش عَلَّهُ يُزِيلُ مَشَاعِرَه وَأفْكَارَه السِّلْبِيَة تِجَاهَ ذَاتِه.

وَصَلَ الشَّرِكَة بِضِمَادَة حَوْلَ يَدِه، مَلَامِحُه بَارِدَة وَعَصَبِيَّتُه تَصَاعَدَت لِأسْقُفِ الجُدْرَان تّهَدِّدُهَا بِتَدْمِيرِهَا، يَعُودُ لِشَخْصِيَّتِه القَدِيمَة بَعْدَ أنْ أظْهَرَ جَانِبَهُ اللَّطِيفَ الرَّقِيق.

انْفَصَلَ عَنِ المُحِيط البَشَرِي وَاخْتَلَى بِنَفْسِه فِي مَكْتَبِه، عَكَفَ عَلَى أمُورِه وَأوْرَاقِ مِلَفَّاتِه حَتَّى يُشْغِلَ عَقْلَه بِالعَمَل بَدَلاً مِنَ التَّفْكِير بِاللَّيْلَة المَاضِيَة وَبِرُوزَان.

:[هَلَّا تَقَابَلْنَا لِنُصْلِحَ مَا أفْسَدْنَاه؟ لَا مُشْكِلَة مَعِي لَو أرَدْتِ مُعَاتَبَتِي وَإلْقَاءَ اللَّوْمِ عَلَيَّ].

رِسَالَتُهُ قَد وَصَلَتْهَا مُنْذُ سَاعَة وَنِصْف، تَمَّت رُؤْيَتُهَا غَيْرَ أنَّهَا لَم تُجِب وَلَم تَتَكَبَّد عَنَاءَ إرْسَالِ كَلِمَةٍ لَه.

تَنَهَّدَ بِصَوْتٍ عَالٍ يُمَرِّرُ أصَابِعَ يَدِه بِخُصُلَاتِ شَعْرِه يُحَاوِلُ جَاهِداً إخْمَادَ رَغْبَتِه فِي تَكْسِيرِ وَتَحْطِيمِ كُلِّ مَا يَتَمَثَّلُ أمَامَه.

«بِئْساً! بِئْساً! بِئْساً! بِئْساً!!»
رَكَلَ مَكَتَبَه بِقُوَّة

رَكْلَتُه تَسَبَّبَت بِاهْتِزَازِ مَا كَانَ مُنْضَداً مُرَتَّباً عَلَى سَطْحِ المَكْتَب، مَزَاجُهُ فِي حَالَة سَيِّئَة وَغَضَبُه يَطْغَى عَلَيْهِ وَانْعَكَسَ فِي تَصَرُّفَاتِه.

𝐇𝐞𝐫 𝐋𝐢𝐩𝐬 𝐖𝐢𝐧𝐞: 𝐀𝐫𝐭 𝐎𝐟 𝐊𝐢𝐬𝐬𝐢𝐧𝐠 | 𝐑𝐤Where stories live. Discover now