اسكربيت الخامس (أريد عناقًا)

246 12 4
                                    

'أُريدُ عِناقًا'
بقلمي/ تسنيم المرشدي

                               ***

بالطبع عزيزي القارئ قد أثار العنوان فضولك وتسائلت من يريد العناق؟
تابع القراءة وأنت بنفسك ستعرف إجابة سؤالك دون العودة لي..

***
للتو وصلت إلى مقر الشركة التي تعمل بها متأخرة، مرت بين الجميع تحت ذاك الصخب التي تواجهها للمرة الأولى، تعجبت منهم فلم يسبق لهم وأن حدثو ضجة كتلك وخصيصًا أن المدير حتمًا موجود.

هدأت الضجة تدريجيًا وتحولت الأنظار صوبها، لوهلة شعرت بالخوف وانقبض قلبها وهي لا تعي السبب خلف تلك النظرات، تابعت سيرها حتى كادت تصل إلى مكتبها لكنها تفاجئت بذاك الثائر الذي خرج من مكتبه ووقف أمامها هاتفًا كلماته الهوجاء:
_ أنا زهقت من.. لا زهقت إيه انا قرفت من تأخيرك، حضرتك فكراها تكية الوالد بتيجي على مزاجك، أنتِ عارفة النهاردة انا خسرت إيه؟
خسرت صفقة بـ ٧ مليون عشان خاطر الهانم اللي معاها أوراق الصفقة واللي المفروض هتشرحها للوفد الألماني اتأخرت كعادتها

صمت لثانية يلتقط أنفاسه التي هربت من رئتيه وعاد مواصلًا بنبرة أكثر هدوءًا لكنها تحمل مزيج من الشدة والغيظ:
_ أنتِ مرفودة يا آنسة!

أولاها ظهره وعاد إلى مكتبه دافعًا الباب خلفه بعنف، بينما هي كانت في حالة يرثى لها، تسارعت نبضاتها وكأنها في سباق، ناهيك عن تلك الوخزة التي لم تذهب عنها منذ بداية تعنيفها، كانت عينيها مصوبة على بابه الذي اختفى خلفه لا تجرأ على رفع عينيها في أحدهم.

ابتلعت ريقها محاولة العودة لرشدها ففشلت محاولاتها حين وقعت عينيها على نظرات الجميع المشفقة عليها، لم تستطيع الوقوف لثانية أخرى وهربت مسرعة خارج الشركة، كم أرادت البكاء بشدة لكنه لا يريد الخروج والتنفيس عن حالها.

عادت إلى البيت وكلنا مر الوقت يضيق صدرها أكثر وتشعر بالاختناق أكثر فأكثر، كان زوجها مازال في المنزل لم يغادر بعد، تعجب من عودتها باكرًا هي قد خرجت للتو وتسائل بقلق:
_ أنتِ رجعتِ تاني ليه؟ حصل حاجة؟

شعرت بغصة في حلقها وكأن الكلمات قد اتحشرت داخلها ولا تعرف لخروجهم سبيل، اقترب منها وقد سيطر عليه القلق وأعاد سؤاله بتوجس:
_ مالك يا حبيبة؟ أنتِ كويسة؟

نفت بحركة من رأسها ثم اكتفت بقول:
_ أنا اترفدت!!

اتسعت عيني زوجها متسائلاً عن السبب:
_ ليه؟

" عشان التأخير بتاع كل يوم"
قالتها وانتظرت منه شيًا واحد فقط، ربما حينها ستكون أفضل، تنهد وحاول اعطائها بعض الحلول:
_ طيب أنا هاجي معاكِ وهعرفه إنك بتتأخري عشان أبننا عنده حالة خاصة ومش بتعرفي تنزلي غير لما تطمني عليه وهو أكيد هيقدر ظروفك

مجموعة اسكربيتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن