اسكربيت الرابع ( أحببت أربعينية )

323 13 1
                                    

اسكربيت ( أحببت أربعينية)

****
تتجوز مين؟ أنت قولت مين؟
سألته بصدمة كبيرة، وهو جاوبها بهدوء:
_ نعمة يا ماما، المعلِمة نعمة

_ نعمة!! قول أنك بتهزر، مهو مينفعش اللي بتقوله دا يطلع حاجة تانية غير هزار
قالت كلامها وهي لسه مش مستوعبة إن ابنها عايز يتجوز مين، عقلها كان رافض تمامًا يصدق اللي سمعته، هو أخد نفس وحاول يتحلى بالصبر قدر الإمكان ورجع اتكلم بنبرة هادية يمكن والدته تحن وتهدى:
مش بهزر يا ماما، نعمة مالها يعني؟ ست الستات، جمال وموجود ومال تلاقي ونسب وحسب وأخلاق ومحدش عمره شاف منها حاجة وحشة، فين بقى وجه الإعتراض؟

مقدرتش تسيطر على أعصابها المرة دي واتكلمت بانفعال شديد:
_ في أنها قد امك يا حبيبي، دا انا اكبر منها بكام سنة بس، دي عدت الاربعين يعني هي اكبر منك بـ ١٥ سنة، دي لو كانت اتجوزت بدري كانت خلفت قدك، وانت تقولي فين وجه الاعتراض! انت يإما اتجننت يإما اتجننت مهو مش معقولة اللي بتقوله دا كلام واحد عاقل

سابها وقعد على الكنبة ورد عليها بهدوء:
_ يا ماما انا حبيتها، ومش فارق معايا سنها كام ومش شايف إن فيه فروق بينا أصلا، ياما فيه ناس قد بعضها في السن وحياتهم فشلت ومعرفوش يبنوا بيت، لكن انا حاسس لا أنا متأكدة أننا شبه بعض وهنعرف نبني بيت جميل، لو سمحتي قدري مشاعري

والدته كانت بتتصدم أكتر لما بيتكلم وكأن مفيش مشكلة، حست أن صوتها العالي مش هتقدر تقنعه بيه فقررت تهدى يمكن يرجع لعقله، راحت قعدت جنبه واتكلمت بنبرة اهدى من الأول:
_ يا حسين يا حبيبي، فرضًا اني اتغاضيت عن كل اللي الحاجات اللي قولتها دي واتجوزتوا وحياتكم بقت وردي، أنت مش عايز تكون أب؟

حسين بص لها بلهفة وهي استغلت الفرصة وكملت كلامها اللي حاولت تلعب بيه على وتر الأبوة:
_ الست بعد التلاتين فرص الحمل عندها بتقل وكل ما كبرت في السن نسبة التشوه بتكون كبيرة دا يعني لو حصل حمل، ودي معدية الأربعين يعني فرصة إنك تكون أب خلاص بح

قدرت تنجح في اكتساب عواطفه اتجاه الأبوة بس هو طرد كل كلامها اللي زي السم في العسل من عقله وقام وقف وصمم على موقفه:
اللي ربنا عايزه هيكون، لو ربنا كتب لنا نخلف هنخلف من غير مشاكل او بمشاكل انا كل دا مش فارق معايا، أنا بحبها وعايزها تبقى مراتي، لو جيتوا معايا نتقدم لها خير لو مجيتوش خير برده ودا اخر الكلام عندي

والدته كانت رافضة تماماً كلامه وبعد ما فشلت تقنعه من مدخل الأبوة قررت تدخله من باب الرجولة فقالتله:
_ طب بلاش كل دا، واحدة زيها هتكون لك ست إزاي؟ أنت شاب ومحتاج بنت تدلعك ومهما عدى الزمن شكلها يفضل زي ماهو جميل لكن دي كلها سنتين تلاتة وتلاقي وشها كرمش وانت لسه صغير وهتبص برا صدقني

حسين بكل برود رد عليها:
ملوش علاقة بالسن يا أمي له علاقة بالست نفسها وإلا مكنش ابويا اتجوز عليكي وانتي عندك ٣٠سنة!!

مجموعة اسكربيتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن