اسكربيت الثالث ( سطو عائلي)

559 25 4
                                    

"سطو عائلي"

***

خلصت شغلي في مكتب المحاماه المتواضع بتاعي واللي لسه فتحه بقالي شهرين وأخدت شنطتي وركبت العربية وكلمت مراتي في الموبايل، كان صوتها نعسان فسألها بعفوية:
_ أنتِ كنتي نايمة يا حبيبتي؟

ردت وهي بتتاوب:
_ أيوة خلصت اللي ورايا ونمت، أنت خلصت شغل؟

جاوبتها بحماس:
_ أيوة، طب على كدا عملتي لنا أكل ولا هنجيب جاهز؟

ضحكت وردت عليا بمشاكسة:
_ ودي عايزة كلام يا كيمو، أكيد هتجيب جاهز، أنت كل دا لسه محفظتش إن آخر الأسبوع مش بطبخ فيه؟

قلبت عيني وهزرت معاها:
_ قولت أتأكد يمكن تكون العادة اتغيرت ولا حاجة

ضحكت بصوت عالي وقالت:
_ لا مستحيل تتغير

أخدت نفس وقولتلها:
_ طيب تحبي أجيب إيه؟

من غير تفكير ردت:
_ من ماك يا كريم نفسي في تشيز برجر أوي

بنفاذ صبر مصطنع قولت:
_ ماشي يا ست أية، لما نشوف أخرتها معاكي إيه

نهيت المكالمة وروحت اشتريت الأكل ورجعت البيت وقبل ما أطلع شقتي خبطت على والدتي الأول كعادتي كل يوم أكون راجع فيه من الشغل أطمن عليها أشوفها لو محتاجة حاجة، فتحت لي واستقبلتني بإبتسامة:
_ كيمو حبيبي، تعالى يا نور عيني

مرضتش أدخل وبررت سبب رفضي وأنا برفع الشنط اللي معايا:
_ معلش يا ماما هطلع عشان ناكل قبل ما الأكل يبرد

وشها اتغير تعبيره في اللحظة دي وانفعلت عليا وقالت:
_ هو يابني كل يوم أكل جاهز، هي مراتك مش بتطبخ ليه؟ وفروا فلوسكم شوية

وضحت لها:
_ مش كل يوم ولا حاجة، دا يوم آخر الأسبوع،  تفاريح كدا، كفاية عليها بقيت الأسبوع بتتعب فيه

قلبت عينيها وهي بتتريق:
_ وهي يعني مراتك بتعمل اللي محدش عمله؟ دي يدوب بتكنس وتروق حتة سرير يعني مش تعبانة في حاجة المفروض تطبخ لك أنت بتيجي من الشغل تعبان لازم تحافظ على فلوسك

محاولتش أبين اني اضايقت من التدخل وقولت:
_ يوم دلع يا سمسم مفيهاش حاجة، وبعدين ما أنا كدا كدا هجيب غدا سواء اتعمل في البيت أو برا هصرف فلوس فمفرقتش يعني

وقبل ما تتكلم تاني سبتها وطلعت وأنا بقول:
_ يلا مع السلامة..

اتنهدت براحة إني قدرت أهرب منها وطلعت البيت، دورت على أية وكالعادة لقيتها نايمة، قربت منها وبوستها في خدها، فقلقت وابتسمت لي برقة:
_ حمد لله على السلامة

رديت عليها وأنا بقلع جاكيت البدلة:
_ الله يسلمك، يلا قومي عشان البرجر ميبردش

قامت من مكانها بحماس وجرت على برا، حطت الأكل في صينية وجابت عصير فيه قطع تلج وحضرت فيلم، كنت أنا أخدت شاوري المعتاد وجيت عشان ناكل.

مجموعة اسكربيتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن