«تدينين لي بحياتك»

165 125 63
                                    

بعد أن طلبت رميم من المرأة ان تجتمع بسكان القرية، ذهبت تلك المرأة الى عميد القرية، واخذت رميم معها...ذهبو الى منزله..طرقو الباب فخرجت زوجته وقالت...

-السيد جلال ليس في المنزل، لقد ذهب الى صاحب الخشب خالد ليشتري منه بعض الخشب.

ذهبو الى الرجل الذي يبيع الخشب، فكانت المرأة تعرف كل من في القرية.. حتى وصلو اليه.. كان السيد جلال مع رجل الخشب خالد جالسين يتحدثون... فقاطعتهم المرأة وبصحبتها رميم... فقالت المرأة...

-طاب مساؤكم ايها السادة، لدي هنا ضيفة تريد مقابلة العمدة جلال.

نظر كل من العمدة وخالد الى رميم.. مستغربين من شكلها الغير مألوف فهم لم يروها هنا من قبل.

-اهلا بك في قريتنا، تفضلي بالجلوس.

قال العمدة وهو يرحب برميم، واحضر لها كرسي لتجلس معهم..استأذنت المرأة وذهبت الى عملها في المزرعة.. وجلست رميم والعمدة ورجل الخشب خالد..

-سيدي العمدة، لقد شاهدت اليوم، لصوص يسرقون مأونتكم واموالكم، ولم ارى احد منكم قد قاومهم، لماذا؟!

سألت رميم العمده، فأجابها..

-انهم وحوش، ومن يتعرض لهم يقتلونه، ولا نريد المخاطرة بابناء قريتنا، نحن لسنا بقوتهم.

- انهم ليسو وحوش هم بشر مثلنا، وهذه اقنعة يضعونها على الرؤوس ليخيفونكم.

-من يثبت صحة كلامك اذا؟؟

قال خالد وهو يدخل بين حديثهم... فأجابته رميم قائلة..

- سوف اثبت لكم ذلك، فقط اعطوني الفرصة والوقت الكافي، لكن حتى اثبت لكم صحة كلامي اريد منكم ان تساعدونني.

نظر العمدة لها متعجبا من اصرارها، فقال لها...

- سوف نساعدك لكن لن نعرض حياتنا للخطر حتى نتاكد مما تقولين.

- حسنا، اعدك انني لن ادع احد منكم يتعرض للأذى.

-انا سوف اساعدك فقط اطلبي ماتريدين.

قال خالد ذلك لرميم، فقط اعجبه ذلك الاصرار والشجاعة التي كانت في عينيها.

- هل لديك مكان تمكثين فيه؟!

سألها العمده.. فأجابته..

-لا سيدي.

-سوف تمكثين في منزل السيدة آمنة، تلك المرأة التي جائت بك الينا.. و أن احتجتي شيء لاتترددي في القدوم الي.

-شكرا لك سيدي هذا لطفا منك.

قاطع حديثهم، قدوم طفل صغير في الرابعة من عمره الى ورشة الخشب جلس على حجر السيد خالد.. كان ابنه طفل لطيف وجميل...نضرت رميم اليه فابتسمت له.

                             *  *  *  *  *  *  *  *  *

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


* * * * * * * * *

ذهبت رميم الى منزل السيدة آمنة، فجهزت لها غرفة صغيرة لتنام فيها... واقترب الليل... تناولت رميم وجبت العشاء التي اعدتها لها السيدة آمنة.. وذهبت الى غرفتها لتنام بضع ساعات...

الساعة 2:00 بعد منتصف الليل...

استيقضت رميم على صوت اقدام، وخطوات بالقرب من نافذة الغرفة، اقتربت من النافذة ونضرت....

- لقد جائو مرة اخرى.

قالت رميم بعد ان رأت ثلاث من اللصوص مرتدين ذلك الرأس المخيف، يطرقون بيبان المنازل ويأخذون الطعام منهم، حاملين الاسلحة بيدهم...

- لن تفلتو مني هذه المرة.

قالت رميم ذلك وهي تخرج من غرفتها ببطئ وهدوء، كي لا تستيقظ السيدة آمنة وتوقفها، فتحت باب المنزل بهدوء وحذر.. وخرجت.. كانت القرية مظلمة لكنهم كانو يحملون مصابيح من نار، كانو يمشون على اقدامهم...

ابتعدو عن المنازل، فذهبت رميم ورائهم وكانت تختبئ خلف الاشجار والبيوت كلما استدار احد منهم، لتخبئ نفسها، دخلو في غابة ماشين على اقدامهم من دون احصنة..

- ياالهى لقد نخقني هذا القناع.

قال ذلك احد اللصوص وهو يخلع ذلك القناع عن وجهه..

-لقد علمت انهم، بشر وليس وحوش.

قالت رميم ذلك في نفسها وهي تنضر اليهم، من وراء الشجرة، وهي تتقدم تعثرت بغصن من اغصان الشجرة واصدرت صوت... التفت اللصوص..

-ماهذا الصوت؟!

تقدمو نحو الشجرة التي كانت تقف خلفها رميم.....

-لااحد هنا، انها الرياح فقط.

قال احدهم عندما نضرو ولم يجدو احد خلف الشجرة وابتعدو في داخل الغابة.

* * * * * * * * * *

-كان عليك ان تنتبهي، لو انهم امسكو بك لكنتي الان ميته تدينين لي بحياتك الان.

قال خالد وهو يمسك رميم ويضع يده على فمها كي لاتصدر صوت وراء احد الشجيرات التي كانت في الغابة.

* * * * * * * * * * *

الساعة 2:00 بعد منتصف الليل...

كان خالد يجلس في ورشة الخشب، يفكر في كلام رميم، متسائلا ان كان ماتتحدث عنه حقيقة ام مجرد اوهام، فهو لطالما حاول ان يقاوم هؤلاء اللصوص لكن العمدة كان يمنعه، وكان لايريد ان يبقى ولده وحيدا، فهو الان يتحمل مسؤلية هذا الطفل لوحده بعد ما توفت والدته اثناء ولادته، لكن قدوم رميم واصرارها بعث الامل في نفسه، وعاد للتفكير في مواجهتهم... قاطع تفكيره اصوات اقدام.. فاسرع واطفأ الضوء الذي كان ينير الورشة، فتح الباب قليلا ونظر...

-ها انتم ايها الاوغاد..

قال خالد في نفسه عندما رأى اللصوص يدخلون القرية ويطرقون الابواب...

- ماهذا؟! يالهى هذه سوف تقتل نفسها.

قال خالد عندما رأى فتاة تتبع اللصوص، وكانت رميم... خرج من الورشة، وكان ابنه نائما، فنضر اليه وقال..

-هذا من اجلك كي لاتتعرض اموالك للسرقة.

وخرج من منزله،يمشي وراء رميم، ورميم تتبع اللصوص...

-يالهي لقد خنقني هذا القناع.

قال احد اللصوص وهو يخلع قناعه...انصدم خالد عندما راى راس بشري مثل رؤسهم... توقف مكانه... ورأى رميم تقف وراء الشجرة تحاول التقدم فتعثرت... سحبها خالد بسرعه خاطفة ووضع يده على فمها ، وتحول الى شجرة اخرى كبيرة...تفحصو المكان ولم يجدو احد وابتعدو داخل الغابة..

* * * * * * * * * * * * *

«بيــن صفـحات الكــتاب» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن