ليلة ثلجية بسماء حالكة السواد، تخلو من أية نجمة من الممكن أن تضفي نورًا وسط تلك الظلمة القاتمة، لم يكن هناك وجود لأي شعاع ضوئي منبعث من القمر المختبئ خلف كتلة السحاب الداكنة ، كل ما كان يضيء طرقات المدينة هي أعمدة الإنارة البالية الطويلة المزروعة على جانبي الطريق ،،
ازداد صوت الهواء قوة و هو يطرق نوافذ منازل المدينة الممتلئة بأصوات ضحكات و بهجة ساكنيها ، حيث امتلأت طاولات الطعام بمختلف أنواع الأطعمة و الحلويات الشهية ،
و شجرة الصنوبر الخضراء الطويلة المزينة بأجراس و شرائط عديدة متعددة الألوان الزاهية ،لم يخلو من هذه الشجرة أي منزل طوال شهر ديسمبر البارد ، و العديد من الهدايا بمختلف الأحجام المغلفة و المزينة بأزهى الألوان ، و الأطفال ينتظرون بشوق و سعادة تخلو من الصبر موعد حصولهم على هداياهم من اهاليهم .نعم ليلة مثالية بكل ما يمكنك تصوره و نسجه بمخيلتك ، بالرغم من صقيعها و برودتها إلا أن دفء العائلة يطغى على البرودة و اجتماع افرادها في غرفة المعيشة معًا اذاب و بخر اي فكر بخصوص برودة الجو ، فها هم افراد الأسرة يجتمعون معاً حول النار الموقدة ، يدردشون و يتناقشون بمختلف المواضيع و الحكايات ، وهم يتبادلون الضحكات السعيدة ،،،
تأملت تلك الفتاة الهزيلة كل ذلك و هي تقف وسط الحي السعيد مراقبة جميع البيوت التي تحيط بها و بضحكات قاطنيها الصاخبة بالمٍ صامت وفكرت بأن هذه الليلة ليست مثالية لم و لن تكون مثالية لها ابداً ، أجل هذه الليلة شديدة البرودة ،، و الصقيع ينخر اضلعها ،، و هي تشعر نوعاً ما ، بغصة ، تكاد تخنقها
بقت ميا مسندة ظهرها لأحد الاشجار التي كان تظن بأنها تشبهها لحد ما في هشاشتها و عجزها و حزنها، و الألم يعصر قلبها ، وهي تحارب و تقاوم عبراتها التي كانت على وشك الانسياب على وجنتيها المنهكتين كشلال يأبى التوقف ،، و أثناء صفونها و سرحانها بمطالعة هذه الاجواء السعيدة ،، بقت تفكر في خلدها، هل هي تشعر بالغيرة ؟ أم أنها تريد فقط أن تحظى بيوم كهذا برفقة أشخاص عرفت و ايقنت في سريرتها بأن ليس باستطاعتها الحديث معهم او رؤيتهم لحظة أخرى،، و أقنعت نفسها أخيراً بانه لا يمكنها أن تحظى بهذا الدفء مجددا ً...أو كما هي كانت تضن
" اوه لقد تأخرت، ينبغي علي العودة للمنزل لا بد و أن جدتي تنتظرني الآن،، يا الهي أخشى أن تكون غاضبة و قلقة كعادتها بسبب تأخري"
اخذت تركض و تركض بأسرع ما يمكن لجسدها الصغير فعله، و هي تحمل بعناية الأكياس الممتلئة بالأدوية الخاصة بجدتها
بعد بضعة دقائق من الركض السريع كانت ميا قد وصلت لمنزلها المتداعي والمتهالك، لتدخله بسرعة و كامل جسدها من اخمض قدميها الى قمة رأسها يرجف من البرد الشديد في الخارج،
أنت تقرأ
زهيرات الأمل🥀
Short Story"بعض الأشخاص يبقون أحياء في أفئدتنا يأبون مغادرتنا و تركنا نواصل حياتنا بطبيعية دون أن يطوفوا بسرعة في عقلنا كل يوم رغم احتضان التراب لأجسادهم" أفكار عشوائية خطرت على البال و قررت جمعها لتكوين قصة ... قصتي الأولى التي اقوم بنشرها