صديق ليس ببشر🐾🥀

25 10 3
                                    

هل أنتم من هواة القطط؟🤭

أتمنى لكم قراءة ممتعة
،،،،،،،،،

اتخذت الدموع مجراها فور خروج قدمها من عتبة باب المستشفى ، و كتمت صوت شهقاتها ، و لكنها لم تستطع جعل صدرها يتوقف عن الصعود و الهبوط بقوة ، كانت تشعر و كأن صدرها سينفجر ، أظلم المكان من حولها و كانت لا تسمع سوى قلبها و هو ينبض بعنف ، انقطع احساسها عمن حولها ، لسعات هواء باردة ضربت رجليها الهزيلتين، لم تستطع كبح يأسها و شفقتها على حالها ، الكثبر من الأمور كانت تتضارب داخل رأسها الصغير، لاخوف من المجهول و الكثير من الأمور،

صوت طفل ايقظها من شرودها و هو يوجه كلامه لأمه : ماما ما بال الفتاة ترجف هكذا خائفة؟

أصمتت الأم ولدها و نظرت نحو ميا بقلق

و عند ملاحظة ميا لأنظار الناس لها و الأم التي كانت على وشك سؤالها عن خطبها قررت الركض مبتعدة ، هاربة من نظراتهم ، ليست بمزاج يسمح لها بمشاركة معاناتها مع أحد ، فهي كرهت أن تكون محور للأنظار سواء كانوا ينظرون بالشفقة او الأسى نحوها او السخرية ، لطالما كرهت التواجد بمكان يعمه الناس من كل جنب، تكره أن تكون ضعيفة ، فهذه الحياة لا ترحم الضعفاء فالضعيف لن يصمد في وكر الوحوش ، و هناك قاعدة ملتزمة باتباعها و هي أنك لن تجد شخص يتفهمك كما تفهم أنت نفسك لن يشعر أحدهم بأحاسيسك و آلامك كاملة، حتى الطبيب الذي رسمته في مخيلتها و شاركت مفهومه مع الطبيب قبل قليل ليست متأكدة إن كان هو ايضًا سيتفهم كل شيء ، هو سيسمع و يساعد و لكن الوصول لمرحلة الشعور بنفس الأحاسيس لهو شيء مستحيل ، لطالما حلمت لأن تصبح هذا الطبيب و الذي اشتقت مفهومه من والديها العزيزين اللذان لطالما كانا قدوتها لتشق طريقها الأخرى و تبني مفهومها الخاص بالطب

التضحية هو ما تميزا به و بنظرها كل طبيب يجب أن يكون مضحي، بقت تركض و تركض بأسرع ما لديها عن هذا المكان المشؤوم ، فلم تدخل عتبة المستشفى يوماً إلا و هناك خبر مشؤوم تسمعه أو علاج تأخذه إكراهاً لتسكين ألمها، و لكنها مجبرة حتى تضمن بقائها فترة أطول برفقة جدتها و مستغربة من نفسها كيف تريد العمل به مستقبلًا أن كانت تشعر بالرهبة
داخل ممراته !

الهواء كان يضرب وجنتيها بقوة نظرًا لسرعة جريها، و وصدرها يابى التوقف عن النبض بسرعة، و دموعها تتطاير من خلفها و كأنها زخات مطرٍ غزيرة

بضعة دقائق مرت ببطء و كأنها ساعات من الركض المتواصل حتى وصلت لحديقة كبيرة ، بقت تلهث بتعب تقبض بإحدى يديها على صدرها بقوة و الأخرى على ركبتها ، ظلت تناظر الحديقة بصمت ثم قررت الدخول لها بعد تأكدها من خلوها من أي شخص ، فجلست على العشب الأخضر الرطب أثر هطول المطر ، و أراحت جذعها على شجرة التفاح الكبيرة ، صفنت بضعة ثواني تحدق بالحديقة الكبيرة بتملل ثم عادت لتنظر نحو أكمام معطفها البالي و كانت تشعر ببرودة رسغها لتلاحظ بأن أطراف أكمامها مبتلة أثر مسحها لدموعها التي
كانت تهطل بهستيرية

زهيرات الأمل🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن