لم يكن شارع الورود مزدحمًا حتى الآن فلا يزال الوقت مبكرًا و بائعي الورود يفتتحون محلاتهم واحدًا تلو الآخر بينما يتمايلون يمينًا و شمالًا على صوت غنائهم الموحد كل صباح
عم المكان عبير الورود
و تمازجت ألوانها المختلفة لزيادة المكان جمالًا و سكينةكان يمشي بثبات بينما يبقي يديه داخل جيوب بنطاله ذو اللون البيج
بينما ينقل بناظريه نحو المحلات التي ملأت الأرجاءسَيدي! لدَينا أَجمَل أَزهار أوركيد لِتُهدي حَسنائَك
سَيدي! تَفَضل لِتدهش عَينَيك بِجمال زَنابِقنا
التوليب اختِصاصُنا فَلتَعلم بِأنَها رَمز الجَمال سَيدي!
أما هو فلم يدخل أيًا من هذه المحال كان قاصدًا لمحل معين و لكنه بادل أصحاب المحلات ابتسامة عذبة زادت من وسامته
ابتسم رجل كهل فور رؤيته للقادم اتجاهه و توقف عن سقي وروده ليستقبل القادم بود
"أهلًا بُني، كَيفَ حالك؟"
"بِخَير جَدي...أرَى بِأن الجَميع مُتَحَمس اليَوم"
"لا يا وَلَدي، هَذا الحَماس شيء يَومي، شيء روتيني لبائِعي الأَزهار"
قال بمرح و الابتسامة لم تفارق محياهران عليهما صمت لطيف حتى قام البائع الكهل ليحضر شيئًا ما بينما بقي الفتى الوسيم جالسًا على كرسيه شاردًا بجمال الروز بمختلف ألوانه الذي ملأ أرجاء المحل و تذكر اعتياده القدوم هنا برفقتها في طفولتهما ليحتسيا برفقة الرجل صاحب المحل الشوكولاتة الساخنة و قبل رحيلهما يودعان الرجل بحضن ثلاثي و يعطي كلًا منهما زهرة روز
"خُذ يا بُني"
قال الكهل العجوز بنفس الابتسامة الطيبة بينما يناول الفتى كوبًا من نفس الشوكولاتة الساخنة التي باتت روتينًا عند قدومه هنا"شكرًا جدي"
نبس و بدأ باحتساء الشوكولاتة بتلذذ"إذًا، الباقَة المُعتادة؟"
"نَعم، المُعتادة"
بعد أن أنهى كوبه و مع بعض الأحاديث السريعة شكر البائع على حسن ضيافته و دفع له مقابل الباقة التي أخذها منه
أسرع بالجري لأنه شعر و كأن الوقت تأخر حتى لمحهما
الجدة و الطبيب
فهرول ناحيتهما"مَرحبًا جَدَتي، مَرحبًا أيها الطَبيب هاري"
قال بينما يقوس ظهره لمستوى الجدة المقعدة و يحتضنها
أنت تقرأ
زهيرات الأمل🥀
Short Story"بعض الأشخاص يبقون أحياء في أفئدتنا يأبون مغادرتنا و تركنا نواصل حياتنا بطبيعية دون أن يطوفوا بسرعة في عقلنا كل يوم رغم احتضان التراب لأجسادهم" أفكار عشوائية خطرت على البال و قررت جمعها لتكوين قصة ... قصتي الأولى التي اقوم بنشرها