القلب المبتور🥀

23 10 4
                                    

وهَذَا اللّيلُ أوسَعَني حَنينًا
‏فَمَزّقَ ما تَبَقّى مِنْ ثَبَاتِي
‏تَلُوحُ الذّكرَياتُ بِكُلَّ دَربٍ
‏لِأَهرُبَ مِنْ شَتَاتِي لِلشّتاتِ
‏ومَابٍي غيرُ شوقٍ لا يُداوى
‏وبَعضُ الشّوقِ أَشبَهُ بِالمَمَاتِ
،،،،،،،

سويعات قليلة منذ وصولهما للمستشفى و شروعهما بالعمل حتى بات صوت التكسير و الشتائم جليًا بالخارج، دقائق حتى اضطرت إيزابيلا لأن تغادر مكتبها و تفقد الأحوال في الممر فالأصوات كانت قد باتت تؤرقها

كان هناك شجار قد دب بين رجلين، أحدهما لم يكن بوعيه حتمًا فقد كان كالثور الهائج، و ما زاد الطين بلة هو انضمام آخرون بهذا الشجار

"لقد تجرد الناس من عقولهم حتمًا" هذا ما فكرت به إيزابيلا و هي تشاهدهم بسخرية و استنكار، لا تملك القوة الكافية للتدخل و إيقافهم، ستصبر حتى يسقطوا من تلقاء أنفسهم لتباشر عملها و هو الإشراف على علاج إصابات هؤلاء الهمجيين، لكن في أعماقها تمنت لو أن أحدهم يتدخل لإيقافهم فلم يكن هناك أطباء بالقرب منهم و المستشفى في أحد الأحياء النائية فلم يكن هناك سكرتاريين و هي سئمت هذه النزاعات العقيمة، قاطع صمتها صوت بكاء حاد لطفلة صغيرة تصرخ بانفعال برجل مخمور: بابا! توقف أرجوك لا تؤذيه!

الأب لم يعرها أدنى اهتمام و استمر بتوجيه اللكمات للرجل القابع أمامه على الأرض و هو يصرخ فيه : خالها؟ هه! و إن يكن ، لا أنت و لا أحد له الحق بأن يسلبني ابنتي، هذه ابنتي و أنا والدها ليس لك الحق بأن تتدخل في حياتنا فأنت مجرد خال

"أوقفوا هذا الهراء و اللعنة! هذا مستشفى!" صرخت إيزابيلا بحنق و اتجهت ناحية الطفلة المرتجفة على الأرض لتحتضنها و تستطرد كلامها للأب الهائج "فلتوقف هذا الهراء! و تسمي نفسك أبًا؟!"

دنا منهما الهائج و سحب الفتاة بقوة من مرفقها مما جعلها تئن بألم "أن أبوكِ يا شقية لا تطلبي الأمان و الحماية من الغرباء! أنظري كيف أظهرتني بصورة الوالد المستهتر!" صرخ بوجهها بقوة مما دفعها للتخبط بين يديه بنية إفلاتها

"اتركها أيها المجنون و إلا اتصلت بالشرطة ليزجوك بالسجن!" قالت إيزابيلا و هي تحاول تخليص الطفلة المسكينة من يديه
لم يعجب الأب كلامها فأجهر عن سكينه و بحركة مراوغة أحدث جرحًا في مرفقها، لو كان بوعيه كان حتمًا سيطعنها و لكنه كان مخمور و حركاته غير متزنة

تأوهت إيزابيلا بألم و هي تمسك بمرفقها النازف و الفتاة كانت قد تحررت من يد والدها و ركضت ناحية خالها المستلقي على الأرض من الألم

الأب الهائج كان قد فقد أعصابه و نظر بحقد للطبيبة التي أفسدت كل شيء ، هو بالتأكيد يجعلها تفلت منه
اتجه ناحيتها و شرارات الغضب تتطاير من عينيه و هو مشهر بكفه بالهواء بنية صفعها، و قبيل ملامسه كفه لوجهها شعر بجسده و هو يرتفع عن الأرض ليقع فجأة و ينقلب على ظهره و هو يئن بألم

زهيرات الأمل🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن