وهَذَا اللّيلُ أوسَعَني حَنينًا
فَمَزّقَ ما تَبَقّى مِنْ ثَبَاتِي
تَلُوحُ الذّكرَياتُ بِكُلَّ دَربٍ
لِأَهرُبَ مِنْ شَتَاتِي لِلشّتاتِ
ومَابٍي غيرُ شوقٍ لا يُداوى
وبَعضُ الشّوقِ أَشبَهُ بِالمَمَاتِ
،،،،،،،سويعات قليلة منذ وصولهما للمستشفى و شروعهما بالعمل حتى بات صوت التكسير و الشتائم جليًا بالخارج، دقائق حتى اضطرت إيزابيلا لأن تغادر مكتبها و تفقد الأحوال في الممر فالأصوات كانت قد باتت تؤرقها
كان هناك شجار قد دب بين رجلين، أحدهما لم يكن بوعيه حتمًا فقد كان كالثور الهائج، و ما زاد الطين بلة هو انضمام آخرون بهذا الشجار
"لقد تجرد الناس من عقولهم حتمًا" هذا ما فكرت به إيزابيلا و هي تشاهدهم بسخرية و استنكار، لا تملك القوة الكافية للتدخل و إيقافهم، ستصبر حتى يسقطوا من تلقاء أنفسهم لتباشر عملها و هو الإشراف على علاج إصابات هؤلاء الهمجيين، لكن في أعماقها تمنت لو أن أحدهم يتدخل لإيقافهم فلم يكن هناك أطباء بالقرب منهم و المستشفى في أحد الأحياء النائية فلم يكن هناك سكرتاريين و هي سئمت هذه النزاعات العقيمة، قاطع صمتها صوت بكاء حاد لطفلة صغيرة تصرخ بانفعال برجل مخمور: بابا! توقف أرجوك لا تؤذيه!
الأب لم يعرها أدنى اهتمام و استمر بتوجيه اللكمات للرجل القابع أمامه على الأرض و هو يصرخ فيه : خالها؟ هه! و إن يكن ، لا أنت و لا أحد له الحق بأن يسلبني ابنتي، هذه ابنتي و أنا والدها ليس لك الحق بأن تتدخل في حياتنا فأنت مجرد خال
"أوقفوا هذا الهراء و اللعنة! هذا مستشفى!" صرخت إيزابيلا بحنق و اتجهت ناحية الطفلة المرتجفة على الأرض لتحتضنها و تستطرد كلامها للأب الهائج "فلتوقف هذا الهراء! و تسمي نفسك أبًا؟!"
دنا منهما الهائج و سحب الفتاة بقوة من مرفقها مما جعلها تئن بألم "أن أبوكِ يا شقية لا تطلبي الأمان و الحماية من الغرباء! أنظري كيف أظهرتني بصورة الوالد المستهتر!" صرخ بوجهها بقوة مما دفعها للتخبط بين يديه بنية إفلاتها
"اتركها أيها المجنون و إلا اتصلت بالشرطة ليزجوك بالسجن!" قالت إيزابيلا و هي تحاول تخليص الطفلة المسكينة من يديه
لم يعجب الأب كلامها فأجهر عن سكينه و بحركة مراوغة أحدث جرحًا في مرفقها، لو كان بوعيه كان حتمًا سيطعنها و لكنه كان مخمور و حركاته غير متزنةتأوهت إيزابيلا بألم و هي تمسك بمرفقها النازف و الفتاة كانت قد تحررت من يد والدها و ركضت ناحية خالها المستلقي على الأرض من الألم
الأب الهائج كان قد فقد أعصابه و نظر بحقد للطبيبة التي أفسدت كل شيء ، هو بالتأكيد يجعلها تفلت منه
اتجه ناحيتها و شرارات الغضب تتطاير من عينيه و هو مشهر بكفه بالهواء بنية صفعها، و قبيل ملامسه كفه لوجهها شعر بجسده و هو يرتفع عن الأرض ليقع فجأة و ينقلب على ظهره و هو يئن بألم
أنت تقرأ
زهيرات الأمل🥀
Short Story"بعض الأشخاص يبقون أحياء في أفئدتنا يأبون مغادرتنا و تركنا نواصل حياتنا بطبيعية دون أن يطوفوا بسرعة في عقلنا كل يوم رغم احتضان التراب لأجسادهم" أفكار عشوائية خطرت على البال و قررت جمعها لتكوين قصة ... قصتي الأولى التي اقوم بنشرها