" Jeon Jungkook _ المتهور "

13

في دائرة الضوء الخافت داخل غرفة النوم، انطلقت هيلين بخطى هادئة نحو النافذة المُفتوحة، حيث تسللت أشعة الشمس الأولى ليوم جديد. كانت ترى وجوه الفتيات النائمات بسلام، تتنفسن بانسجام، وهدوء الصباح يلفهن برقة.

بدأت هيلين ترتب أغراض الرحلة بدقة متناهية، كل قطعة من ملابسهن وأحذيتهن تمثلت في ذاكرتها بأهمية لا توصف. وفي لحظة من الاستعداد والتأهب، انتابتها مشاعر تضاربت بين الفرح والقلق، فالرحلة كانت تعني الكثير بالنسبة لها كأول رحلة مدرسية و لكن الشعور بشيء سيء سيحدث لم يزل بتاتا

عندما حان الوقت لاستيقاظ الفتيات، انطلقت هيلين بثقة نحو مشغل الموسيقى، وبدأت بتشغيل أغنية صاخبة بصوت عالٍ. صدمت الفتيات من الضجيج المفاجئ، ولكن سرعان ما تحولت صدمتهن إلى ابتسامات واستيقاظ مليء بالحماس والحيوية. كانت ردة فعلهن تعكس الحب والاعتناء الذي تتلقاهن من هيلين عندما وجدن ان كل شيء جاهز ، كما لو كانت أمهن الروحية التي تهتم بهن بكل حنان وعناية.

في مكان آخر :

وفي أحد الصباحات الهادئة، انتعشت غرفة جونغكوك بأشعة الشمس الدافئة المتسللة من خلال الستائر الشبه مفتوحة ،استيقظ جونغكوك بابتسامة واسعة على وجهه، فقد كان هذا اليوم الذي انتظره بفارغ الصبر، اليوم الذي سيقضيه مع هيلين و أصدقائه بعيدا عن ضجيج والده .

بينما يستعد جونغكوك للرحلة، بدأ في تجهيز أمتعته بحماس وحرص فائق، وضع هديته المعبأة بعناية في معطفه بابتسامة تعكس فرحته. لم يكتفِ بذلك، بل قام بإعداد طعام الفطور بأنامله البراقة، وكل لحظة يقضيها في التجهيز تمر بخاطره صورة هيلين الرقيقة بينما تتذوق طعامه بلذة ليزداد حماسه للتفنن في الطبخ.

وبينما يستمتع جونغكوك بتجهيزاته، دخل والده ذو الملامح المخيفة و الجادة بكل برود الى المطبخ و بدأ يناظره بكل هدوء بينما يسكب كوبا من الماء لنفسه ليبتسم بخفية برؤيته لابنه السعيد و لكن سرعان ما اخرجه من عالمه السعيد الى الواقع المر ليبادر بالحديث اولا و الدخول في صلب الحديث قائلا دون اهتمام للمشاعر " لدينا اجتماع مهم بعد ساعة لا تفكر بالذهاب الى الرحلة قبل حضوره ، كونك وريثي فعليك مقابلة شركائنا من الخارج و تقديم مشروعنا الجديد ، انهم متشوقون لمقابلتك لذلك لا تخيب أملي بك ، انا أثق بموهبتك و قدرتك ." ليوجهه بعزم نحو اولوياته و مسؤولياته قبل التفكير في يوم ممتع ، مما أثار غضبه و استياءه ، حيث عكست ملامحه تلك الخيبة و الاحباط الذي شعر به ، فقد انتظر بفارغ الصبر قضاء يوم ممتع و مميز و لكن شتت والده كل خططه و لكنه وافق على طلب والده رغم مشاعر الاحباط و الغضب تجاه هذا الالتزام المفاجئ الذي عرقله و لكنه شعر ببعض من التفائل من والده بعد تحدثه بلباقة ودون أي استفزاز كغير عادته .