الفصل السادس عشر

41 2 0
                                    

صلوا على نبي الرحمة.
ڤوت+ تعليق.
قراءة ممتعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم الأربع..
انتشر الخبر بسرعة البرق، حتى وصل لذلك الذي كان في طريقه للمنزل،
ذلك التلفاز المعلق في إحدى القهاوي ويبث لهم مباراة..

ثوان وتوقف كل شيء، وظهرت مذيعة منمقة تتحدث بجدية شديدة عما حدث للطائرة المتجهة لليابان، لينتفض جسده بشكل ملحوظ وهو يفتح هاتفه ينوي الرن على والدته، لكن رؤيته لرقمها يتراقص أمامه وهي ترن عليه قبل أن يفعل .. جعل قلبه ينتفض بقوة شديدةوهو يتمنى أن يخطئ حدثه.

وما هي إلا دقائق حتى كان يقف أمام غرفة والده الذي كان في حالة حرجة للغاية، يجلس أرضاً وهو ينظر أمامه بحسرة، يتذكر مواقفهما، مشاكستها الدائمة له، نظراتها له يوم عرسها، ودعمها الدائم له، يتذكر تلك النظرات التي كانت ترمق بها الفتيات حينما ترمقهم إحداهن بنظرة إعجاب، ثم تدعي أنها لا تهتم ولكنها كانت تفتعل مصيبة مع من تفعل ذلك…
يتذكر ضحكاتها الصاخبة، تلقي عليه وسادة وهو يلقي بأخرى، تتحدث وتثرثر دون داعٍ،
حبها لأن ترتدي مثله دائماً.. سرقتها لملابسه، ومحاولاته الفاشلة لإخفاء ملابسه الجديدة عنها.
صراخها يوم العيد لأنه يتمسخر على وجهها وما تفعل به تحت مسمى_ الإعتناء_
، حبها لجذب خصلات شعره دائماً، وحبه لأن يعض يدها.. تشبثها في ظهره وصرخاتها بأن والدتها تحبه هو أكثر… كل ذلك كان يمر أمامه وكأنه يودعه!

وفقط هو ترك الحرية لنفسه ليبكي، ليشهق، ليصرخ وينادي على توأمه.. توأمه الروحي، كانت تعلم أوجاعه دون أن يحكي، تضحكه وقت البكاء، وتضربه وقت المزاح، وتحميه من عيون الفتيات.. إنها أخته التوأم يا بشر.

لكنه ما عاد سيراها مجدداً، لأنها غادرته، وتركته في الحياة تائهاً…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
، مكان منظم ونظيف، ستائر منسدلة بشكل مثير، مكتب عملاق وأوراق منسقة بشكل ما، إنه مكتب المدير العام…

لا عزيزي أنا لست ساحرة، لكن تلك اللوحة الخشبية المزخرفة، ذات درجات الألوان البنية، وقد كتب عليها بخط منسق" المدير العام" ، وتجلس تلك ترفع رأسها للأعلى بكبرياء اعتادته…

بينما يقف هو ينظر أرضاً باحترام لمديره، وما كاد يتحدث بكلمة يدافع بها عن نفسه، حتى هتفت هي ببرود شديد:

" ما عنديش وقت أكتر من كدة.."

هكذا تحدثت بأسلوبها الرخيم في الحديث، ونظراتها المتعالية المعتادة، رمقها المدير بنظرات تمنى لو أنها تقتل تكبرها هذا، ولكنه سرعان ما حول نظره لذلك الذي يقف يهز في قدمه، يحاول منع نفسه من قتل تلك المتعجرفة:

"اعتذر للآنسة جونا يا أدهم."

رفع أدهم حاجبيه بعدم فهم، هاتفاً باستنكار:

الدمار "مكتملة " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن