1_" لَيْلَةَ لَا فَجَرَّ لَهَا. "

2.4K 58 52
                                    

( الفـــــصـل الأول )
#حنين_العربي
#لَـعَلَّهُ خَيْرٌ.

________________________________

" احياناً، تهبُ لنا الحياةٌ سعادةً، لكنها تنسىٰ أن تُخبِرنَا الا نعتادها لأن لا شئَ يَدوم. "

بزغت شمس يوم جديد تظهر في سماء عروس البحر المتوسط، معلنة عن بداية معاناة أحدهم، معاناته التي لم تنتهى من قبل بل كانت و لازالت تزداد سوءاً لـ يتحول الأمر من سئ لـ اسوء، كانت حياته افضل ما يكون و في غمضة عين، انهار كل شئ فوق رأسه لـ يقف أثناء صدمته يراقب حطام احلامه، طموحاته و آماله، وقف يراقب حياته التي دُمرت في لحظة، ينظر لـ ذكرياته في الماضي و يتمنى لو تتثني له فرصة يعود بالزمن ولو دقيقة واحدة يعيش في راحته و ساعدته وقتها، زاره ضيف ثقيل يُدعى الحُزن، و قد امتلك كل شئ و في غمضة عين سُلِبَ منه كل شئ و كل ما تعلق به كي يتعلم الا يتعلق من جديد، و بما أن الإنسان لا يُبتلي الا فيمن يحب، فقد اُبتُلِى في اعز ما يملك

كان يتحرك علي سريره أثناء نومه و هوَ في ثباته العميق غير ابه بـ أي شئ حوله و قد ظهر خط من خطوط ضوء الشمس علي وجهه من النافذة أمامه، لكنه لم يؤثر فيه قط و لم يقلق نومه، فـ بالفعل الساعة الآن السابعة صباحاً و هوَ لم ينم سوا منذ ساعتين فقط و كان طيلة هذه المدة يشغل نفسه بالدراسة لأجل رسالة الماجستير الخاصة به، و من المفترض أن الجميع يعلم أنه لا شئ عنده لـ يوقظوه مبكراً ، إلا أنه قاطع ثباته العميق ذلك مدبرة المنزل التي فتحت الباب بعد أن طرقته بخفة و أضاءت الضوء عليه قائلةً بنبرة هادئة

_" استاذ هشام اصحى بسرعة استاذ راجي بيسأل عليك تحت "

تحرك هشام في مضجعه، و مد يده يسحب الوسادة فوق رأسه لـمنع الضوء عنه تازمناً مع تمتمته بنعاس شديد

_" كنت سهران بذاكر بقى عايز مني ايه موراييش حاجة النهاردة، أطفي النور و اقفلي الباب يا ست كوثر بالله عليكي و سيبيني انام، مش عايز أفطر "

ردت عليه كوثر تلك السيدة البشوشة اللطيفة في منتصف عمرها و التي تعمل في منزله منذ صغره، بهدوء و هيَ لا تود أن يحدث بينه و بين والده اي مشاكل

_" يا أستاذ هشام صلى علي النبي و قوم كدا أنزل أفطر معاهم تحت أنا سمعت أستاذ راجي بيقول انك هتنزل معاه المدرسة النهاردة و كان بيزعق تحت، قوم علشان ميحصلش مشكلة "

انتفض في جلسته متجاهلاً رغبته في النوم و اعتدل جالساً بسرعة كمن لدغه عقرب قائلاً بضجر و حنق بلغوا أشدهم

_" نعم؟! مدرسة ايه دا اللي أنزلها!! مش كنا قفلنا أم الموضوع دا، ما يسيبني في حالي بقي!!"

تنهدت السيدة من رأسه الحجري، ثم هتفت بمعاتبة و نبرة هادئة حنونة كما طباعها

_" عيب يا أستاذ هشام دا مهما كان أبوك برضو، قوم ألبس و أنزل بالله عليك علشان ميحصلش مشاكل علي الفاضي و أسمع كلامه هوَ ادرى بمصلحتك "

" لَـعَلَّهُ خَيْرٌ ." حيث تعيش القصص. اكتشف الآن