3_" الْحَيُّ قَدْ يُمَوِّتُ فِي مُحَيَّاِهِ. "

329 27 8
                                    

( الفـــــصـل الثــالـث )

#حنين_العربي
#لَـعَلَّهُ خَيْرٌ.

__________________________________

" و لنَا في الذِكرَيَاتِ حياةٍ، لم نرغب يوماً مفَارقتِها. "

أشرقت شمس يوم جديدً تمحو ظلام ليلةٍ لم ترحم موجوعاً، و المشكلة أنه أحياناً يظهر النور يمنحنا أبصار الأشياء، إلا أن الظلام يكمُن بـداخلنا، يمنعُنا بصيرة أي شئ

اليوم، فتح هذا العنيد عينيه بنظراتٍ خاوية، و ها هوَ قد استيقظ علي صوت منبهه في ميعاد عمله_المرغم عليه_، نهض من علي السرير يمشي بخطواتٍ ثابتة يحاول إزالة إثار النوم من وجهه عن طريق مسحه مراراً، محاولاً التحلي بالصبر في كل ما يحدث في حياته، هذا الذي كان دوماً زي نوم ثقيل لا يستيقظ علي أي منبهات، ها هوَ قد استيقظ من أول لحظة سمع فيها صوت منبهه، هذا العنيد الذي يرفض الاستسلام قد خضع و أستسلم، أو هذا ما يبدو

أرتدى ملابس سوداء كما يرى حياته، كما المعتاد ملابسه المفضلة و هيَ القمصان السوداء، فـ هوَ ليس من محبين التي شيرتات نهائياً، وقف أمام مرأة غرفته يتمم علي ملابسه و يُسرح خصلاته للخلف، و أخيراً بعد أن تمم علي كل شئ، نظر لـ رقبته و قد فكر النزول دون وضع وشاحاً عليها، و قبل أن يخرج من غرفته، تراجع و عاد يرفع وشاحاً اسود اللون يغطي به رقبته كاملة، بالرغم من أن مظهره كان وسيم، إلا أنه كان غريب وضعهه لهذا الوشاح في نهارٍ لـ يوم من أيام الصيف الحارقة

نزل علي الدرج بخطواتٍ ثابتة و قد توجهت أنظار والده و والدته، الذين كانوا سيبدأون في تناول الإفطار لِتوهم، نحوه، كان كليهما يرمقاه ب استنكار، استيقظ من نفسه و ارتدى ملابسه للذهاب للعمل الذي يكرهه من الأساس؟ غريباً عليه أنه أنصاع و سلم للأمر الواقع في يوماً واحد

رمى عليهم السلام بنبرة جامدة، ثم جلس يبدأ في الإفطار ب صمتٍ تام، لم يكن يكترث لـ حديثهم حتى، فقط كان يأكل ب صمت، حتى انتهى و خرج أبيه للعمل و تبعه هوَ في سيارته الخاصة بعدها ب دقائق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دلف للعمل ثم مكتبه في صمتٍ غريب عليه، عدم اعتراضه مقلق أكثر من اعتراضه

و بعد نصف ساعة في مكتبه من العمل في صمت، أستمع صوت طرقات الباب و إذن الطارق بالدخول، لتدلف تلك مرتديةً هذه المرة سترة باللون الوردي الفاتح، مكتوب عليها "الشمس طلعت، يلا نحاول تاني" و تصميمها مختلف أيضاً و الكتابة كما لو أنها ب خط اليد، و أسفلها بنطال اسود اللون واسع، خصلاتها البنية الممتزجة بالذهبي كانت هذه المرة علي شكل ذيل حصان مرفوع، ب بسمتها الحماسية و هيَ تقول

_" صباح النور يا مستر هشام"

لم يتحدث هشام بل استمع للكلمة و ظهر الاشمئزاز علي ملامحه من ذلك اللقب و قد همس لـ نفسه

" لَـعَلَّهُ خَيْرٌ ." حيث تعيش القصص. اكتشف الآن