6_" الْبُؤْسُ مَحْتُومًا. "

242 18 18
                                    

( الفـــــصـل الســــــادِس )

#حنين_العربي
#لَـعَلَّهُ خَيْرٌ.

_____________________________

" مازِلتُ كلما أنظر لمن حققك حلمي، أتمنى لو أني مكانه، كان حُــلمـي، لكني نسيت أنهُ ليس كل الأحلام تُدرَك ولا كل المُبتغَىٰ يُنال ..."

أستيقظ في صبيحة اليوم الموالي و قد بدل ملابسه و ذهب لِـعمله في صمتٍ تام، مازال موهمهم أنه تأقلم و قد قرر إلا يتأقلم و إلا يتعايش، و ستأتي ثورته تحرق كل شئ، لكنه لم يضمن بعد .. أن النار لن تطوله.

_____________________________

و في جانب آخر، كان تأني قد جاء لإيصال أولاده وحده بما أن صهيب قد أصيب بـ الزكام و لم يذهب للعمل اليوم حتى، و من الأساس تأني متعلق بهم بشدة، لذا لم يكن عنده اي مانع بل و كان مرحب بـ توصليهم و أخذهم من المدرسة، أوصلهم أمام المدرسة و قد كان الوقت مبكر عن الميعاد المحدد، و لذا قرر الجلوس معهم قليلاً قبل أن يجعلهم يدخلون للمدرسة، نزل من السيارة و ذهب لـ محل لـ بيع القهوة و لكن هذه المرة لم يشتري قهوته السادة فـمنذ مدة لم تعد أيامه بـ نفس مرارتها، لذا ها هوَ و أخيراً عاد يحتسي القهوة المُحلاة.

أشترى كوباً ثم عاد للسيارة يقف ب جانبها و هوَ مستنداً ب يداً علي سقف السيارة و باليد الأخرى يحتسى القهوة، و الأطفال بداخل السيارة يتحدثون و يلعبون، و قد أخرج عيسى رأسه من النافذة يهتف ببراءة مشيراً ب حديثه علي كوب القهوة

_" بابا، أنا عايز ادوق"

ابتسم له تأني قائلاً

_" مينفعش القهوة مُضرة"

نظر له عيسى ببراءة و هتف يترجاه

_" علشان خاطري"

نظر تأني لـ نظرته البريئة تلك و قد هتف ب غيظ

_" ولا متبصليش كدا، انا بضعف قدام عيونك البريئة دي"

مازال عيسى ينظر له نفس النظرة و قد مط شفته السفلى للإمام ب حركة طفولية، و حينها استسلم تأني و مد يده بالكوب تجاه عيسى يذوقه منه تزامناً مع قوله بيأس

_" كوباية القهوة و صاحبها و مطحنة البن نفسها تحت أمرك"

ضحك له عيسى ثم ارتشف جزءاً من الكوب، و بالرغم من أنه قلما يُعجب الأطفال بالقهوة إلا أنها أعجبته، ثواني و أخرج نوح هوَ الآخر رأسه من النافذة بجانب عيسى قائلاً ب مرح

_" خالو بقولك إيه أنا مش عايز أدخل المدرسة، ما تاخدني معاك الشغل"

ضحك تأني قائلاً ب سخرية

_" مستعجل علي الهم ليه يا حبيب خالو، مسيرك تكبر و تروح الشغل و تقول ولا يوم من أيامك يا مدرسة"

رد عليه نوح ببراءة

_" خلاص تعالى معانا المدرسة"

ضحك تأني ثم رد عليه و هوَ يمسك وجنته يمازحه قائلاً ب مرح

" لَـعَلَّهُ خَيْرٌ ." حيث تعيش القصص. اكتشف الآن