5_" ذَكَرَاهُ الْأَسْوَأُ. "

354 23 20
                                    

( الفـــــصـل الخـامِــــس )

#حنين_العربي
#لَـعَلَّهُ خَيْرٌ.

" تحذير : قد يوجد بعض المشاهد السوداوية أو الكئيبة الغير مناسبة للجميع."

_____________________________

" لم ننسىٰ، لكننَا تظَاهرنَا التناسىٰ، و الحقيقة المُرة، أننا لم ننسىٰ أو نتناسىٰ حتى. "

خرجوا و تركوه مع أسوء ذكرياته، هوَ لم و لن ينسىٰ، أغلق عينيه و بدأ يتذكر و يرى مشهداً لـ نفسه مقيضاً في السرير مكبل الأيدي و الأرجل يبكي بحرقة في غرفةٍ بيضاء جُدرانِها، لا يوجد فيها نوافذ ولا أي شئ سوا السرير الجالس هوَ عليه، كان يرى هذا المشهد لـ نفسه و كأنها صورة أمامه و قد بدأت وتيرة أنفاسه ترتفع شيئاً فـ شئ كما لو أنه في سباقاً للعداء.

وضع يده علي رقبته و بدأ يتحسسها ثم ذهب لـ أزرار قميصه و فتح أول إثنين و هوَ يجاهد للتنفس، المشهد في مخيلته يزداد قتامة أكثر فـ أكثر.

و أما هيَ ف كانت تسير بجانب مكتبه و قد كانت سعيدة لأنه بدأ الإندماج و التأقلم مع الأطفال قليلاً تحديداً الثلاثة هؤلاء، بالرغم من أنه في البداية كان يكره الأطفال بشدة، سمعت صوت صراخه عليهم و من بعدها خروج حفصة باكية و بجانبها نوح و عيسى يظهر عليهم الاستياء و الضيق، قررت الدخول عنده لـ فهم ما حدث

و بالفعل، طرقت الباب المفتوح من الأساس ثم دلفت، رأته في حالته _الغير طبيعية تلك_، و كانت متعجبة منه، رفع هوَ عينيه الزائغتين نحوها، و هيَ كانت ملاحظة غرابته لذا دلفت و جلست أمامه و قد لاحظت التشوه الواضح من الأساس في رقبته، لـتكون صريحة أن مظهر هذا الجرح كان منفر قليلاً، إلا أنها فهمت سببه تقريباً

تنهدت و هتفت بهدوء و حذر من ردة فعله علي سؤالها مشيرة ب حديثها علي هذا الجرح

_" محاولة انتحار؟!"

نظر لها ب غضب و كأنها تفضح ضعفه، و احتدت ملامحه و كاد يطردها إلا أنها قاطعته، بِ فعلها لِما لم يتوقعه هوَ و قد شلّ حركته و جمده مكانه

أما هيَ ف عند عدم إجابته علمت الإجابة، رفعت طرف معصم قميصها لـ يظهر جرح في يدها عند منطقة الشريان، رفعتها أمام عينيه و قد اتسعتا بصدمة، فيما أكملت هيَ بهدوء و كأنها تحسه علي الإصرار و عدم اليأس

_" "مهما طالت السما بـ غيومها، هيجي يوم و تصفىٰ، لـ درجة تحسسك أن السحاب متخلقش". الجملة دي انا كتبتها علي كل حيطة في اوضتي في فترة من حياتي علشان افكر نفسي أن مفيش مجال لليأس لو أنا جوايا ذرة طموح"

تنهد بقوة يحاول ترتيب أفكاره و إصمات بوابة الذكريات تلك فيما نهضت هيَ و ابتسمت تزامناً مع قولها المشجع له

_" الإنسان بيقع كتير اوي، بس طول ما لسة فيك النفس ف فيه مقدرة علي أنك تصلح حاجات كتير اوي في حياتك، قوم و ابدأ من جديد و كأنك موقعتش قبل كدا"

" لَـعَلَّهُ خَيْرٌ ." حيث تعيش القصص. اكتشف الآن