" لَـعَلَّهُ خَيْرٌ ."

4_" الْأحْلَاَمُ أَضْحَتْ سَرَابَاَ. "

( الفـــــصـل الرابــــع )

#حنين_العربي
#لَـعَلَّهُ خَيْرٌ.

_____________________________

" أنَـا مَنِ أجتنَبَ المعَارِكَ دوماً، مِن أينَ أتتْني كُلُ تِلكَ الخسائِر؟"

_محمود درويش

هيَ لم ترغب يوماً في دخول المعارك، تتمنى أجتناب كل شئ و العيش في سلاماً و هدوء، بـحماسها و أملها في الحياة، لكن و منذ متى يحصل الإنسان علي ما تمنى في هذه الحياة؟

......................

أشرقت شمس اليوم الثالث في هذه السنة الدراسية التي يراها كل واحد فيهم بنظرة مختلفة

و كما يوم البارحة، أستيقظ هشام ب منتهى الهدوء و أرتدى ملابسه و كما المعتاد وشاح رقبته و نزل للإفطار مع والديه في صمتاً تام، و بعدها ذهب لـعمله، و يبدو أنه سَلَمَ للأمر الواقع، و الغريب المقلق أنه ليس من طبعه الاستسلم بسهولة

و كذلك هيَ أستيقظت بمنتهى الطاقة و الحماس و كأنها لم تكن في أشد لحظات ضعفها أمساً، بدلت ملابسها و هذه المرة أنتقت تيشيرت باللون الأزرق كتبت هيَ عليه سابقاً

"يمكنك البدأ مرة أخرى دائماً"
"You can always start again"

و صحبته ب أشكال نجوم و سحاب، هذا هوَ الطبيعي بالنسبة لها كـ كتلة مفعمة بالحيوية و النشاط، لا تعرف لليأس طريق

_________________________

و في عقر المدرسة الـinternational

كان جالس في مكتبه و قد دلفه منذ دقائق فقط و سيشرع في بدأ العمل بـ هدوء شديد محاولاً تجنب إحساسه بالضيق

و قد وجدها طرقت عليه الباب و ما أن إذن لها، دلفت و في يدها كوبين من الشاي الأخضر ناولته أحدهم و هيَ تحاول التعبير عن شكرها له علي موقفه معها أمساً، قائلةً ببسمة

_" صباح النور يا هشام، خد جرب مشروبي المفضل و يا رب يعجبك"

أبتسم لها و أخذ من يدها الكوب قائلاً ب سخرية

_" صباح الخير، هاتي هاتي، يمكن يبقي دا سر التفاؤل و الحماس اللي أنتِ فيهم"

ضحكت له ب إبتسامتها المشرقة، و قد نظر هوَ لها بتعجب و هتف بصراحة كما طبعه

_" بصراحة متوقعتش أنك تيجي بنفس حماسك دا النهاردة، أنا مفهمتش كل حاجة حصلت بالظبط، بس اللي فاهمه كويس أن الإنسان لما بيتحط قدام ماضي هوَ عجز يتخطاه، بيبقي في أضعف لحظاته، ف بصراحة أحييكِ أنكِ قدرتي تتخطي الموقف بسرعة"

أبتسمت له و تنهدت قائلةً

_" ما هوَ أنا أتعودت، و أتعودت كمان أني كل ما أتحط قدام موقف صعب أثبت لنفسي اني أقوى منه، أصل بكائي علي اللبن المسكوب هيفيد ب أيه؟ و اللي زي دا ميستحقش أزعل عليه، دا ميستحقش في جنازته أشرب قهوة سادة حتى علشان مُرة، و أنا ناوياها أن شاء الله في جنازته هشرب شاي بلبن"