2_" غَدْرُ الدُّنْيَا. "

420 29 11
                                    

( الفـــــصـل الثــانـي )

#حنين_العربي
#لَـعَلَّهُ خَيْرٌ.

__________________________________

" في بعض الأحيان نظنها النهاية، نظن الحال دائماً و هذه هيَ حياتنا الأبدية، لكننا عندما نظنها نهاية الرواية ربما تكون بدايةً لـحكاية جديدة سـنتعلم منها درساً في الحياة و ربما يكون الدرس قاسياً، إلا أننا حتماً سـنتعلم. "

مر اليوم الدراسي الأول، كان جيد علي المعظم عدا هشام الذي كره نفسه و كره وجوده في هذا المكان و كان يومه الاسوء علي الإطلاق فقط يود العودة لمنزله، كان طيلة اليوم عصبياً بشكل مبالغ فيه، يغضب و يثور علي أي شئ و علي أي طفل اذا جاء يحدثه، ربما ليس لـ هؤلاء الأطفال ذنباً في شئ، إلا أنه أيضاً لم يقترف ذنباً لـ يأتي إلى هنا، لكنه أتى، كيف انتهى به المطاف هُنا؟

انتهى اليوم الدراسي الذي كان جيد نوعاً ما علي الاطفال

و بعد قرع الجرس معلناً عن موعد رحيل الطلاب، خرج الاطفال فوجدوا صهيب و تأني قد جاءوا إلى أخذهم للمنزل، بعد أن كانتا عائشة و صدفة مشغولتين في عملهم و لم يستطيعوا القدوم لهم و قد أقر الجميع علي أن يوصلهم اي احد من اهلهم علاوة علي اشتراكهم في الحافلة الخاصة بالمدرسة أو حتى جلب تأني أو صهيب سواق خاص لهم بالرغم من قدرتهم علي ذلك إلا أنهم ودوا مشاركتهم هذا الطريق كل يوم و أيضاً ودوا أن لا يكبر أبناءهم و قد تربوا كما يقال "في أفواههم معالق من ذهب"، كانت هذه وجهة النظر التي اتفق عليها الجميع

لذا ذهب صهيب و تأني ينتظروهم لـ يعودوا معهم للمنزل بعد أن خرجوا من عملهم مبكراً فقط من أجلهم

خرج لهم الاطفال و بمجرد أن ركبوا السيارة و ألقوا حقائبهم بدأوا بالثرثرة و هم يقصون أحداث يومهم الحافل بالأحداث، و تأني و صهيب يستمعون لهم و هم منصتين بحق

قصوا لهم كل ما حدث بصدق و براءة اطفال حقيقية، حتى وصلوا إلى الجزء الخاص ب هشام ف هتف عيسى قائلاً ب ضجر

_" و مدير المرحلة أبو طويلة دا، طول اليوم بيزعق و صوته عالي و طريقته وحشة مع الكل و خوف حفصة و عيطت بسببه كذا مرة أشتكيه لـ مدير المدرسة يا بابا "

زفر تأني بقوة و قد توقع أن يعود أبناءهم محملين بالمصائب كـ عادتهم، نظر لـ عيسى مبتسماً قائلاً بهدوء بعد أن أنصاع لـ مطلبه في ثواني

_" خلاص يا عيسى أنا هنزل أتكلم معاه و مش هخليه يزعق تاني علشان ميخوفش صوفي، و لما اجي بقي نتكلم ف موضوع الولد اللي ضربتوه دا و نشوف مين اللي غلطان، و عيب متقولش أبو طويلة مش بنتريق علي حد أكبر مننا"

رفع عيسى كتفيه يهتف ببراءة

_" ما أعمله أيه هوَ اللي طويل أوي"

ضحك تأني بيأس فيما هتف صهيب يسخر منه بقوله

_" و يعني مش بنتريق علي حد أكبر مننا بس بنتريق علي اللي في سننا عادي؟"

" لَـعَلَّهُ خَيْرٌ ." حيث تعيش القصص. اكتشف الآن