أقتباس " لَا يُبَشِّرُ بـ أَيْ خَيْرٍ. "

193 16 31
                                    

( أقـــتــبـــاس مِـــن الفـــــصـــل التَــــــاسِــــع )

#حنين_العربي
#لَـعَلَّهُ خَيْرٌ.

_____________________________

" ظَننتُ أنني سَـأتعافىٰ، أو أنجو حتىٰ!!، لكنِ نَسيتُ أن بعض الظنِ إِثم. "

و في صبيحة اليوم الموالي، ذهب لـ عمله في هدوءاً تام و ارتدى السترة السوداء ذات الأكمام التي أعطتها له البارحة، و أنتظر قدومها له مثل كل يوم بما أنها أصبحت جزءاً من يومه، لكنها لم تأتي حتى مر من الوقت ساعة علي ميعاد بداية العمل و لم تأتي مثل كل يوم، لذا قرر الذهاب لكي يسأل عنها و بالفعل ذهب لها و ما أن رأها أبتسم و هتف ب تعجب و مرح

_" فينك كدا علي فكرة كنت قاعد مستني كوباية الشاي الأخضر!!"

نظرت هيَ له ب حدة و هتفت ب ضيق و رسمية شديدة

_" لو سمحت يا مستر هشام حضرتك مش أكتر من مديري في الشغل و كلامنا دا أساساً حرام، متتخطاش حدودك لو سمحت!!"

نظر لها بـ صدمة من طريقتها الهجومية، ثم رد بـ تعجب و هدوء

_" فيه ايه طيب مالك؟ أنا زعلتك في حاجة؟"

نطقت بنفس الطريقة الهجومية و الضيق و الحدة

_" لأ، بس بقول لـ حضرتك ملكش دعوة بيا، أظن الطلب مش صعب، بعد اذنك أبعد عني"

لم تعطه الفرصة للرد حتى بل تركته و رحلت وسط ذهوله، فيما نظر هوَ في اثرها و أبتسم ساخراً و نطق يحدث نفسه

_" يلا ما هيَ المشرحة ناقصة قُتلى، هيَ جت عليكِ يعني؟"

تركها و عاد لـ مكتبه، أما عندها هيَ فـ دخلت لـ حصتها و هيَ تحاول تهدأة نفسها، و بعد أن خرجت و ذهبت للغرفة التي تشترك فيها مع ثلاث أساتذة، لم تجلس فيها عشر دقائق حتى بل ذهبت سريعاً إلى المرحاض و ما أن دلفت، تبخرت كل قواها و عادت لها ذكريات كثيرة، لم يعد لها سلطة علي دموعها و بدأت بالبكاء، وضعت يدها علي حجاب رأسها و هيَ تنظر لـ نفسه في المرأة و قد ظنت نفسها نسيت، و الحقيقة أن الذكريات المريرة حُفِرت في قلبها لا عقلها، عادت بذاكرتها قرابة الثمان سنوات بعد ذلك اليوم المشئوم حينما ذهبت للمدرسة لـمرتها الأولى بعدما انتشرت القصة التي حدثت معها و الشخص الذي حاول ايذائها كما النار في الهشيم لأنها استأمنت خائن علي هذا السر، كانت في مدرستها و الجميع يهمس و يتحدثون حولها و ينظرون لها و هيَ في ركن بعيد تنظر لهم و الدموع في عينيها، و للمرة الثانية عادت بذاكرتها عند ذكرى خيانتها و تذكرت كم أن الجامعة تحدثت عنها بما أن تلك التي كانت تظنها صديقتها كانت إجتماعية و تعرف الكثيرين، فـ الجميع صدقوها و هيَ كاذبة، أشبه بـ شريط حياتها يمر أمامها من كل مرة سقطت فيها و كل جرح صابها من دنياها، همست تحدث نفسها بـ وجع بعدما ظنت أنها قد نسيت ليأتي موقف يمحي كل الظنون

" لَـعَلَّهُ خَيْرٌ ." حيث تعيش القصص. اكتشف الآن