1_ رؤية شرعيّة

604 43 85
                                    

‏أتيت كاليقينِ في قلبٍ يملَؤُهُ الشّك
‏___________

سوريا

دمشق

السّاعة التّاسعة صباحاً

توقّفت عشرات السّيارات في ساحة قصر عائلة آل ريّان الكائن في واحدٍ من أرقى مناطق المدينة، والعديد من السّيارات الأخرى على طول الطّريق الطويل المُمتد من البّواية الحديديّة الكبيرة حتّى القصر الرّئيسي.

من سيّارة سوداء فخمة تمّ ركنها في منتصف السّاحة ترجّل شابٌّ في نهاية عقده الثّالث بابتسامةٍ وهدوء، بسّام باشا مسعود بقامتهِ الممشوقة وقفَ أمامَ السّيارة منتظراً جدّه الذي لم يتأخّر كثيراً ووقفَ جانبهُ وهو يربّتُ على ظهره برفقٍ وكلاهما يحدّقان بأفراد آل ريّان الواقفين بمهابةٍ أسفل الدّرجات القليلة المؤدّية لباب القصر.

ابتلعَ ريقه يشعر بالكثير من الأنظار عليه، جميع أفراد عائلة آل ريّان يحدّقون به بتركيز شديد وهذا غيرُ مريحٍ بالطّبع وأصعب ممّا توقّع.

أنا أقول " عائلة " عندما أتحدّث عن آل ريّان ولكنّهم كانوا أكثر من ذلك بكثير.
" عشيرة " ستكون الكلمة المناسبة لوصفهم وهذا ما كان يُطلق عليهم عندما كانوا يعيشون في ريف دمشق قبل عقود، لكن مع حداثة العصر وبعد أن انتقلوا إلى المدينة لم يعودوا يستخدمون كلمة " عشيرة " بل " عائلة " كونها ألطف وأخفّ وقعاً.

هذا لم يُنقص من هيبة وفخامة هذه العائلة العريقة أبداً، وهو ما يفسّر الضّغط الهائل الذي يشعر به بسّام باشا مسعود حاليّاً وهو يتقدّم مع جدّهِ نحوهم، كبير العشيرة " أحمد آل ريّان " وإخوتهِ السّبعة المصطفّين بنظام حوله بينما توزّع الأبناء والأحفاد خلفهم وعلى الشّرفات والنّوافذ.

وصلَ بسّام بطلّتهِ الخلّابة يمدّ يده باحترامٍ نحو كبير آل ريّان والذي يكون والد مخطوبته، مرّر أحمد أنظاره يتفحّص الواقف أمامه بدقّة وسرعة...من شعره البنيّ المرتّب ووجهه المبتسم الّذي يخفي نصفه بنظارة شمسية ثمّ ثيابه التي على الرّغم مِن بساطتها إلّا أنّها كانت تبدو مذهلة عليه.....بنطال أسود من القماش وفوقه قميص أسود مرتّب يُدخل أطرافه في البنطال ويطوي أكمامه قليلاً مبيناً ساعديه والسّاعة الفضّية الباهظة.

بينما أجرى أحمد هذا المسح خلال ثلاثة ثوانٍ كان بسّام قد خلع نظّاراتهِ مظهراً أعينهُ العسليّة، ابتسم أحمد وأخيراً يبادله المصافحة مُرَحِبّاً به وبعائلتهِ بحرارة.

علَتْ الأصوات في الأسفل والعشرات من أفراد آل ريّان يتقدمون للتّرحيب بضيوفهم، بينما خرجَت بعض العاملات في القصر لمرافقة النّسوة نحو الدّاخل حيث نساء عائلة آل ريّان في الانتظار.

........

" لقد وصلوا ! العريس وأهله قد وصلوا ! "

جميلة آل الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن