5_ الخطيبُ المزعوم

232 23 59
                                    


ثُمَّ مالَ قلبي إليكَ
مُرغماً، مُغرماً....

________

' نبضاتٌ من الماضي '

بخطواتٍ سريعة وأعصابٍ متوتّرة دلفتْ إلى قاعة الامتحان تتّجه مباشرة إلى مقعدها، لم تكن قادرة على النّوم ليلة البارحة من فرطِ حماسها وضجيج قلبها الذي لم يهدأ للآن.

وصلت إلى منتصف المدرّج حيث تجلس وإذ بوردةٍ بيضاء على طاولتها.

أمسكتها بأطرافِ أناملها ثمّ رفعت رأسها تنظر حولها باستغراب، أزهار حمراء على جميع المقاعد دون استثناء وأعين الطّلاب عليها....هي الوحيدة التي حصلت على زهرة بيضاء.

ظهرت ابتسامةٌ جميلة على وجهها وهي تقرّب الزّهرة لتشمّها، يبدو أنّ وليد لن يهدأ بعد الآن.
جلست مكانها بهدوء خارجيّ فقط...بينما من الدّاخل كانت تشعرُ بفراشاتٍ تدغدغ معدتها تتذكّر ليلة البارحة عندما أخبرها والدها أنّ كبير آل ريّان اتّصلَ به وأخذَ موعداً ليزورهم مع عائلتهِ مساءَ اليوم.

مساء آخر يومٍ من الامتحانات، كما وعدها وليد تماماً.

" وردةٌ بيضاء لكِ فقط، ألا يُبالغ وليد هذا في تمييزهِ العُنصريّ؟ "
كانت صديقتها التي جلستْ جانبها ممسكةً زهرتها الحمراء.

" أنتِ تحبّين الأزهار الحمراء، لماذا تشتكين؟ "

" أشعر بالجفاف العاطفيّ...تصحّر "

ضحكت سمر بخفّة ثمّ تنهّدت تراقب زهرتها البيضاء تارة وتوزّع البسمات حولها تارة.
دخل المُراقب القاعة لتتركَ الزّهرة وأخيراً ثمّ أخرجتْ هاتفها لتغلقهُ قبل بداية الامتحان، اهتزّ الهاتف بين يديها عندما وصلتها رسالة، نظرت إلى الاسم واتّسعت ابتسامتها أثناء فتحها للرّسالة.

' أزهار حمراء لمن قلبه وحيد، وبيضاءُ لمن قلبه لوليد '

قرأت الرّسالة مجدّداً ومجدّداً ومجدّداً...لا تصدّق عينيها، إنّه لطيف جدّاً ورومانسي بشكلٍ غريب.

وصلتها رسالة أخرى ' بالتّوفيق في امتحانكِ '

ورسالة أخرى بعد ثانيتين ' أراكِ مساءً بإذن الله '

وأخرى ' سأحضر الكثير من الأزهار '

وأخرى ' البيضاء '

" أغلقوا هواتفكم وأزيلوا كلّ ما يتعلّق بالمادّة رجاءً، سيبدأ الامتحان بعد خمسة دقائق "
عادتْ سمر لرشدها وأبعدت أعينها الزّرقاء عن شاشة الهاتف على صوت المراقب المُرتفع الذي صدح في أرجاء المدرّج.

سارعت بإغلاق الهاتف تحاولُ السّيطرة على ملامح وجهها لتمنع ابتسامتها من الظهور، وأمضَتْ السّاعة ونصف السّاعة التّالية بنبضاتِ قلبٍ متسارعة حبّاً وحماساً...لا تستطيع منع نفسها من التّفكير به أو بما سيحدث مساء اليوم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

جميلة آل الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن