3_ أساوِرٌ ذهبيّة

411 34 97
                                    

لا أدري لماذا اخترعَ أديسون المِصباح، نحنُ الفتيات نملأ الأرضَ نوراً

_________

يا له من شعورٍ غريب، أن يرتبطَ اسمكَ باسمِ شخصٍ آخر للأبد....قلبكَ بقلبهِ....روحكَ بروحهِ....حياتكَ بحياته....

ذلك الشّخص الذي ولِدَ في مكانٍ وزمانٍ مُختلف عنك، عاش في عائلة غير عائلتك، سار في طرقاتٍ عكس خاصّتك، خاضَ حروبه داخل حياةٍ بعيدة كلّ البعد عن حياتك.

ربّما كان يضحك عندما كنتَ أنتَ تبكي، ربّما كان يشعرُ بقلبهِ ينعصرُ ألماً في حين كان قلبكَ يحلّقُ فرحاً، ربّما كسرَ هو قلبَ أحدهم بينما قامَ آخر بكسر قلبك...

مَن يعلم؟ قد يكون قرأ نفس الكتاب الذي قرأته، أعجبهُ نفسُ السّطر الذي حدّدتهُ بقلمكَ وابتسامة في عينيك، سمعَ القرآن بنفس الصّوتِ الذي استمعتَ إليه، ضحكَ على نفسِ النّكتةِ التي امتعضَ وجهك بسببها ولم تعجبك، تبلّل تحت المطر في نفس اللّيلة التي بكيتَ فيها....

في أحد الأيام...ربّما أنتَ كنتَ على شرفتك وهو يجلسُ خارجاً في مكانهِ المُفضّل، كلاكما تحدّقان في نفسِ السّماء الزّرقاء في نفس اللّحظة...كلاكما سحبَ هواءً مُنعشاً إلى رئتيه يرسمُ ثغرهُ في ابتسامةٍ لطيفة، وفقط بقيتما هكذا لدقائق تحدّقان في السّماء بتركيز كأنّ كل واحد يحدّقُ بابتسامة الآخر دون أن يعلم...

ذلكَ الشّخص الغريب الآن لم يعد كذلك....في الواقع هو لم يكن غريباً أبداً....كيفَ لشخصٍ خُلقَ من ضلعكَ أن يكون؟
كيفَ لمن خُطَّ اسمه على صفحاتِ قدرك أن يكون؟

كنتما تحتاجانِ لقاءً فقط....
لتضحكا معاً على نكتة ألقاها جاركم، لتجري بلهفة مع كتابكَ نحوه تُريهِ ذلك السّطر الذي أحببته وأنتَ واثقٌ أنّه سيحبّه أيضاً، لتقرأ له القرآن بصوتكَ ويقرأ لكَ بصوته، لتعيشا حياتكما الواحدة معاً.....

ذلك اللقاء الذي جمعكما الله فيه لُطفاً، مودّةً ورحمة.

.

.

.

.

.

" تحكّم في نفسكَ قليلاً، أكاد أقسم أن أخي في أستراليا يسمع صوت ضربات قلبك من شدّتها "
همسَ لقاء في أذن بسّام مجدّداً في محاولة فاشلة لإيقاظ غرور وكبرياء باشا مسعود في داخل الأخير...هذا إن كان موجوداً! لأنّ بسّام كان يبدو كالمراهق الأحمق وهو يعبثُ بربطةِ عنقهِ تارة وبخصلات شعرهِ تارةً أخرى، يهزّ أقدامهُ بتوتّر قائلاً: أنا أقول له أنّه سيُغمى علي وهو يقول تحكّم في قلبك....عديمُ المشاعر.

" بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
أفضل الصّلاة والسّلام على سيّد الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

جميلة آل الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن