الفصل الأول

710 15 2
                                    

« فجاءته تمشي على استحياء»
  
"المقدمة"
"جاءتني مستتِرةٌ بِكُمَّ درْعها تمشي مشى الحرائر، لَيْسِتْ بالجريئة السليطة، بل بثوبها يزين نور وجهها، أعطتني املًا أن مرادي أن انال ما يرضى ربي هو أتٍ لا محاله،
وأن الخير والحياء مازال موجودٌ في دُنيانا، وأن هناك نسوةٌ مازلنا يلتحفنٰ برداءِ أمهاتنا المؤمنين،
فتحدث عقلي وقتها أن ما تمناه قلبي أن يجد فتاةٌ تنيرُ دربي بنورِ حيائِها تكون لي نصفًا لا ينشطر عني أبدًا.
تأخذني إلى طاعة الله قبل طاعة البشر تحفظ عيني من النظر فيبقى نورُها يُضيء الأثر…."
بقلمي
«خلود بكري »
—------------------------------
#الفصل_الأول"
« محاولة إقناع بالزواج »

في إحدى القُرى التابعة لإحدى محافظات القاهرة، وحيثُ تلك القريةُ النامية عن صخب المدن ، صوت زقزقة العصافير يغرد فوق تلك الأشجار النابتة أمام تلك البيوت البسيطة بتطريزُها القديم لما يشير لعمرها التسعيني، نجد ذلك المنزل بتراثه الحديث بعض الشيء يتكون من طابقين ، يضم الطابق الأرضي بعض المحلات الناشئة في ذلك البيت للايجار، وفي الطابق الثاني تحديدًا كان هدوء الليل يسيطر على تلك المنازل لما تُشير إليه الساعة إلى الثانية بعد منتصف الليل،
تململت تلك الفتاةُ فى نومها بهدوء فور سماعها رنين الهاتف الخاص بها، فقامت مسرعة بخوفٍ أن موعدها المحدد بطاعة ربها قد فات، نظرت للهاتف براحةٍ عندما وجدت الساعة الثانيةُ بعد منتصف الليل، حمدت الله سرًا و ذهبت لتتوضئ لأداء صلاة قيام الليل المحببة لقلبها قبل آذان الفجر بساعات،
أدت فرضها بمحبة وبسمة مشرقة تُنير ثُغرها براحةٍ وهناء، ثم جلست على سجادتها ترتل سورة البقرة كم تفعل يوميًا، فبها تجد راحتها وآمنُها ….
فُتح باب غرفتها بهدوء فتطلعت لها بحبٍ وهي تقول :-
ـ اتفضلي يا أمي ايه اللي مصحيكي دلوقتي، لسه فاضل ساعة على الفجر كنت هصحيكِ.
ابتسمت لها بمحبة وهي تقترب منها قائلة بحنان :-
ـ قلقت من نومي وعارفه إنك بتكوني صاحية في الوقت ده واخوكِ جاي الساعه ٢ من بره يا بنتي غُلبت كلام معاه مفيش فايده .
ضحكت ملء فمها وهي تقول بقلة حيلة:-
ـ السبب في البلاستيشن اللي فتح تحت البيت سيبيه يلعب يا ماما .
استرسلت حديثها بحزن :-
ـ بس ده بيمنعه من الصلاة يا « رونق  »وبيبعده عن طريقة يابنتي انا عايزاه يكون حاجه كويسه.
ابتسمت بهدوء ثم قالت بيقين :-
ـ متقلقيش يا ماما انا هتكلم معاه
تابعت حديثها بجدية :-
ـ وانتِ يا « رونق » امتى هتفرحيني بيكِ يا حبيبتي بقي عندك ٣٠سنه وترفضي كل اللي بيجي يتقدم .
ابتلعت غصةٌ مريرة في حلقها واسترسلت حديثُها بهمس :-
ـ انا مش عايزه زوج والسلام يا ماما انا عاوزه واحد عارف الدين كويس ويتقي الله عشان يتقي ربنا فيا .
قالت خديجة باهتمام :-
ـ يا بنتي وماله محمود ابن عمك قمة الذوق والأدب، وطلبك كذا مرة .
حاولت انا تهدء قليلًا فقالت باحترام:-
ـ يا أمي يا حبيبتي انا مقولتش إنه مش كويس بس انا مش شيفاه زوج ليا، وبعدين طول عمرك تقولي،
" إن جواز القرايب يجلب المصايب."
وانك مش بتحبي جواز القرايب، علشان تفضل النفوس حابه بعض، لأن أي مشكلة بتشيل النفوس من بعض…
التمعت الدموع في مقلتيها واسترسلت حديثُها بحزنٍ:-
ـ انا تعبت من كلام الناس يا بنتي في الطالعة والنازلة وانتي ماشاء الله تبارك الرحمن مفكيش غلطه، مش عايزه حد يقول كلمة تزعلك..
اعتلى الألم قسمات وجهها فقالت :-
ـ هي القرى كده يا امي كل الناس تتدخل فيما لا يُعنيها .
نصيحة مني متديش ودنك لأي حد وسيبي اللي يتكلم يتكلم احنا عند ربنا لينا كتير،
" وما جزاء الصابرين إلا الجبر يا أمي."
احتضنتها بحنانٍ وقالت من بين ابتسامتها :-
ـ ربنا يرزقك بابن الحلال اللي يسعدك ويتقي ربنا فيكِ يا عيوني.
ابتسمت بهدوء قائلة:-
يلا يا ست الكل روحي صلي وادعيلي، وانا اصلي وانام ساعه كده عشان الشغل الصبح .
قبلت رأسها بمحبة وضمتها مرةً ثانيةً إلي أحضانها :-
ـ ربنا يزيدك يا بنتي ويرزقك من نعيمه.
رددت بهدوء :-
"اللهم امين "
ثم تابعت حديثُها بجدية :-
ـ متنسيش تتكلمي مع عادل قولي له إن البتاع اللي بيضيع وقته فيه ده هيدمره، هو يقبل منك يا حبيبتي.
قالت مبتسمة:-
ـ حاضر يا ماما لما اجي من الشغل هكلمه بإذن الله.
استدارت لتذهب وهي تقول :-
"ربنا يبارك فيكم وميحرمكوش من بعض يارب "
……………………………………….

فجاءته تمشي على استحياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن