الفصل السابع "مرض نفسي "

160 9 0
                                    

"الفصل السابع "
" مرض نفسي سببه كثرة التركمات و هول الصدمات "
فحصتها الطبيبة بعناية فهتفت بعد مدة قضتها في الصمت الطويل مما أدي قلبه إلى الخوف فقالت بهدوء يصاحبه بعض التوتر :-
ـ المريضة بتعاني من ضغط معين، أو اتعرضت لصدمة قريبًا؟
خفض نظره عنه ثم أردف قائلًا :-
ـ ايوه تعرضت لصدمة وضغط الفترة دي
تنحنحت بهدوء ثم هتفت قائلة :-
ـ للأسف أخت حضرتك اتعرضت لمرض نفسي وهو
« اضطراب ما بعد الصدمة » بجانب أنها بتعاني أيضًا من مرض نفسي آخر ويسمى في الحالة العلمية
« إيذاء النفس غير الانتحاري » ودليله أنها حاولت تأذي نفسها بقطع شرايين يدها
صدمة وراء صدمة وقعت على رأسه فقال بقلق :-
ـ وده علاجه ايه ؟
نظرت له وهي تجيب بهدوء :-
ـ الاضطراب ممكن يقعد علاجه من شهر ل ٦شهور على حسب تقبل الحالة لبروتوكول العلاج ..
ثم تابعت بجدية :-
ـ أما الإيذاء النفسي بيقعد فترة، وليه كذا طريقة للعلاج.
والأفضل في الحالات اللي زي دي أنها تحتجز في مصحة نفسية عشان متأذيش نفسها…
رد عليها بنبرة قَلقة وخوف تجلي على ملامحه :
ـ مصحة لا مستحيل نفسيتها تتعب أكتر وانا معنديش استعداد أخسرها …
وزعت عائشة نظراتُها بين الطبيبة وبين يعقوب فهتفت بألم ممزوج بالقهر :-
ـ أنا موافقة اتحجز في المصحة يا يعقوب يعني مش هيحصل حاجه انا كده كده ميته نفسيًا ..
اقترب يحتضنها بخوفٍ وهو يهمس لها بحنان :-
ـ مستحيل أسمح بكده انتى هتتعلاجي وانتي في بيتك وهتبقي احسن من الاول واكتر..
هتفت الطبيبة حسناء بهدوء :-
ـ ممكن تتعالج في البيت بس هيكون في شروط
طلع بها وهو يقول بجدية :-
وايه هى الشروط دي انا مستعد لاي حاجه ..
قالت الطبية مسترسله حديثُها :-
ـ أولًا العامل النفسي مهم جدًا وممنوع نذكر قدام المريض سبب مرضه أو اي حاجه من اللى كانت سبب في صدمته حاليًا هي كده كده فاكره او عارفه مع الوقت هتتعايش مع كل ده
ـ ثانيًا يا عائشة احكيلي الاعرض اللي بتحسي بيها :
انزوت على حالها ببكاء وهي تنظر لهم بخوف وقلق فخرج صوتها متوتر :-
ـ مش عايزه اشوف حد
تطلع بها بحزنٍ وهو يمسد على كتفيها بحنان :-
ـ متخافيش يا حبيبتي انا معاكي اتكلمي
صمتت قليلًا وهي تحاول الحديث بغير بكاء فخرج صوتها مهزوزٍ :-
انا بشوف كل الناس مؤذية كلهم بلا استثناء حتى ماما معايا في البيت بحس انها عاوزه تأذيني، مش عايزه اكلم حد ولا اشوف حد بحس إن الناس كلها بتكرهني واني وحشه ومش مرغوب بيا ….
استمعت لها الطبيبة باهتمام فقالت بابتسامة حانية :-
ـ كله هيعدي إن شاء الله
دلفت الممريضة إلى غرفة الكشف وبيدها إبرة حقنة مهدئة أشارت لها الطبيبة بصمت وهي تحقنها بهدوء حتى ذهبت بعد مُهله في سُباتٍ عميق..
تعجب يعقوب من هذا الأمر فأردف قائلًا :-
ـ ايه الحقنه دي ؟
ردت عليه معقبةً:-
ـ عشان اقدر اشرحلك مرضها بالضبط
أومأ لها بأن تتحدث فقالت :-
ـ  إيذاء النَّفس غير الانتحاري؟
إيذاء النَّفس غير الانتحاريّ هُو  محاولة من المريض إن يلحقُ الأذى بنفسه ، عن قصد من دُون مُحاولة قتل النَّفس؛ فعلى سبيل المثال،
لو قام الشخص بجرح جلده بغير بقصد قتل نفسه،
هنا يسمَّى هذا الفعل إيذاء النَّفس غير الانتحاريّ-
أي ليس بقصد انه ينتحر…
ثم استكملت حديثُها  قائلة:
ـ اشرح لحضرتك مثال.
ممكن المريض يجرح أو يطعن جلده
بأداةٍ حادَّةٍ (مثل السكِّين أو موس الحلاقة أو إبرة)
حرق الجلد (بسيجارة عادةً)
نظر لها بخوفٍ وهو يقول :-
ـ وده فعلاً اللي عملته عائشة
أكدت حديثه بجدية ثم تابعت :
ليه المريض يعمل كده بقي ! وأنه يحاول يأذي نفسه عن قصد ؟
مفيش سَّبب واضحًا دائمًا،
ولكن قد يكون إيذاء النَّفس طريقةً يستخدمها الأشخاص لمُحاولة:
التقليل من المشاعر التي تُسبِّب الشدَّة أو المشاعر السلبية
أو مُعاقبة الذات بسبب شيء يعتقدون أنَّهم أخطؤوا في فعله
استِجابة لمشاكل في العلاقات يعني ممكن علاقة تدمرت بين شخصين تعمل كده او صدمة في حاجه كانت مفكرها أمان ليها وبقت مصدر خوفها ..

فجاءته تمشي على استحياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن