الفصل الثاني عشر "يوم زفاف "

125 10 6
                                    

الفصل الثاني عشر

حبيبة ؟
نطق معاذ إسمها بصدمة وهو يقترب منها يتحسس جسدها ليأكد شكوك عقله فوجدها كالبخار يختفي مثل فقاعة صابون في الهواء ….
فرك جفنيه عدت مرات وقد ألجمت الصدمة لسانه عن النطق فجلس محله يبكى عليها وعلى ما أوصلها له …

لم ترى والدته ما رأه هو فحاول أن يبدو ثابتًا عندما سألته من الطارق فأجاب بكلمات مختصرة :

ـ دول شكلهم العيال بتوع الشارع يا أمي أنتِ عارفه لعبهم

أومأت برأسها بهدوء ثم قالت ببكاءٍ:
ـ قلبي وجعني أوي يا ابني على أختك ،ربنا يسامحها ويغفر لها وينظر لها بعين الرحمة ..

ربت على ظهرها بحنان ثم قبل رأسها قائلًا :
ـ يا رب يا أمي ويهون علينا فراقها

تركها وذهب إلى غرفة حبيبة والدموع تتساقط دون وعي ، صورها تملأ الغرفة ، ملابسها التي كانت دومًا تتباها بها ، واكسسواراتها التي تشمل نصف الغرفة ،تركتها تركت كل شيء وذهبت لم تأخذ معها ما أغواها عن أخرتها ولا عمل صالح تقابل الله بهِ ،خيالها التى أتاه يضرب قلبه بقسوةٍ وكأنه يقول له أنت المتسبب الأوحد لما وصلت لهُ …

جلس على فراشِها يبكي كالطفل الصغير التائه عن أحضان أمه ، ولكنه توهته كانت أشد ، استغفر الله سرًا وقام يلملم أشياءها التي أبعدتها عن طاعة ربها وقرر حرقها لكي يرتاح قلبه وقلبها …

___________________
في اليوم التالي
"يوم زفاف "
"هو يوم ترابط روحين برباطٍ قوي في حلال الله ليصبحوا روحًا واحدة "

مرت الأيام تلو الآخر الجميع يستعد لذلك اليوم الموعود تحسنت حالة عائشة كثيرًا بمعاملة يعقوب الطيبة وحب بدر لها وصبره على مرضها فكان دائمًا ما يحاول إسعادها بكافة الطرق الممكنة والمستحيلة وبفضل جهوده معها وتحفيز ثقتها بنفسها ثانيًا أصبحت تستعيد طبيعة حياتها …..
كان العمل على قدم وساق في المنزلين ف خديجة كانت منشغلة بتجهيز عشاء العروس وكذلك نجلاء والفتاتين في مركز التجميل ….
"اقترب الموعد "
كان فستان رونق من النوعِ الفضفاض وأصرت على إرتداء خمارها أيضًا ولم تضع على وجهها إلى القليل من الميكب فخرجت أية من الجمال … تحاوطها هالة من نور طاعة ربها وحرصها الشديد على تجنب أن تعصي الله في يومٍ كهذا تأخذه بعض الفتيات بأنه يومًا في العمر فمنهم من تتخلى عن حجابها ،ومنهم من تتخلى عن بعض جسدها  ومنهم من ترفض هذا ومنهم من ترى أن طاعة ربها ستجلب الخير لها في بداية حياتها …

_________

تدلت عائشة بفستان بقصة واحدة بهِ تعريجه بسيطه ومنسدل بخفه على جسدها وأقنعتها رونق بالخمار فخرجوا سويًا مبتسمين فرحين بما تمنوا …

بالخارج كان يعقوب وبدر يمسكان بوكيه الورد لكل منهما فأعطى يعقوب لـ  رونق الورد وهو يقول :-
ـ "الورد للورد اللي حافظ على رونقه وجماله لحد ما أنا قطفته"
ابتسمت بخجل وهي تقول :-
ـ تسلم ايدك يا يعقوب البوكيه تحفه ، ربنا يجعلها بداية سعيدة

فجاءته تمشي على استحياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن