رجل يقود السيارة بأقصى سرعة ، وهو يكاد يموت من القلق، فمنذ دقائق تلقى مكالمة من شخص لا يعرفه يقول له أن والده على فراش الموت ويردد اسمه
بعد نصف ساعة توقف أمام قصر والده " السيد كيرال "
فهبط بعجلة من السيارة ودخل ولكنه تفاجئ قليلا أن الحراس الذين على البوابة لم يوقفوه لأنهم لا يعرفونه ولكنه لم يهتم وكل ما كان يشغل باله والده
بعد أن دخل همس الحارس لزميله :
- ألا تعرف من هذا ؟ ، لقد قال لنا السيد نيار أن ندخله، ولكني لم أره مطلقا منذ عملت هنا وعلى ما أظن أن أسمه آراس سمعت نيار منذ قليل يتكلم في الهاتف ويقول كلام لم أسمعه بوضوح ولكن سمعت اسم آراس .
همس له الآخر :
- أنا أيضا لا اعرفه ولكن أتلاحظ الشبه بينه وبين السيد كيرال .
اعتدل الآخر والتزم الصمت عندما لمح نيار يدخل إلى القصر وهكذا انتهى الحديث بينهم
في الداخل كان آراس لا يعلم أي شئ في القصر ولا يعلم أين غرفة والده فظل يحاول الاتصال بالرقم الذي اتصل به ولكن لا يوجد رد
وفجأة دخل نيار مساعد السيد كيرال فذهب له آراس وقال بلهفة :
ـ أين أبي ؟؟! .
ردف نيار بنبرة تحذيرية :
- أخفض صوتك .
ثم مشى إلى السلم بخطوات سريعة ويتبعه آراس بتوتر من مقابلة أبيه وخوف أيضا عليه صعدوا السلالم وكان هناك صورة كبيرة للسيد كيرال مقابلة للسلالم وفجأة توقف نيار أمامها ونظر له آراس مستفهمًا
اقترب نيار من الصورة وتمتم بكلمات لم يفهمها آراس وابتعد بسرعة كان آراس يقف لا يفهم شيئًا ولكن فجأة تفاجئ عندما ظهر خط طولي في الصورة ثم ابتعد الخط عن بعضه مسافة صغيرة ثم فتحوا كالباب مظهرين غرفة فخمة مصممة بطراز كلاسيكي كباقي القصر وكل هذا حدث وآراس يشاهد بدهشة وفم مفتوح
نظر له نيار ورفع حاجبه :
- ألن تدخل ؟
حمحم آراس ثم قال بتوتر :
-نعم ، سأدخل بالطبع .
ثم دخل بخطوات بطيئة ونظر إلي السرير فرأى والده السيد كيرال الرجل الذي كان يراه في الأخبار منذ كان صغيرًا على أنه رجل اعمال ولكن كان يعلم حقيقته
كان السيد كيرال يمدد على السرير ولكن بهيئة لم يراه بها من قبل فكان كيرال يُعرف بجسده القوي وهيبته ومظهره الذي إن رآه احد يظن أنه في الثلاثينات ولكن الآن ...جسده نحيل وضعيف يظهر عليه التعب والكبر جدا
اقترب منه آراس بلهفة وأمسك يده ففتح كيرال عينه ونظر له
امتلأت عيون آراس بالدموع وقال بصوت مهزوز : أبي .
ابتسم كيرال ورفع يده ووضعها على كتف آراس وردف بصوت خافت : آراس ابني .
صمت كيرال للحظات يتأمل ابنه ثم قال :
