نظر شاتاي حوله بعيون متعبة ، وكان الدوار اجتاح جسده وشعر بغثيان ورغبة مُلحة في التقيؤ ، وفي هذه اللحظة تذكر شاتاي هذه الأعراض ، الأعراض التي تأتيه عندما يحتاج جرعة مخدرات
- والدك زعيم المافيا وأنت تخاف أن تأخذ بعضًا من المخدرات الخفيفة ، لماذا ؟ ، هل تخاف من شكة الحقنة يا صغير ؟.
قالها احد أصدقاء شاتاي وهو بعمر السابعة عشر عامًا لينظر له شاتاي بتحدي ويمد له ذراعه:
- سأثبت لك من الصغير هنا ، لتعطني إياها .
ابتسم صديقه والتقط الحقنة وغرزها بحرص في وريده وأفرغ محتواها في جسده ليشعر شاتاي بعد وقت قصير بنشوة واسترخاء
استفاق شاتاي من ذكرياته وذهب إلى الحمام مسرعًا بسبب زيادة الشعور بالغثيان اندفع إلى المرحاض وتقيأ وعندما انتهى استند على الحائط ، يحاول التقاط أنفاسه ، أفكاره تتلاشى بين الألم والإرهاق ، تمنى لو ينسى ذلك الشعور المرير ،فهل سيعود مرةً أخرى لنقطة الصفر ؟! ، هل سيعاني مرةً أخرى للتعالج من الادمان ؟ .
زاد الالم فجأة فلم يستطع التحمل وخرج من الحمام وأمسك هاتفه ببطئ ثم بحث عن رقم معين وعندما وجده اتصل به وبعد لحظات رد الشخص الذي اتصل به وقال بتعجب :
- سيد شاتاي ؟! .
- أريد جرعة المخدرات التي كنت آخذها ، قابلي في المكان المعتاد .
واغلق المكالمة دون انتظار رد من الآخر ولكن فُتح باب غرفته ودخل كينان وقال عاقدًا حاجبيه :
- ما هذا الذي سمعته يا شاتاي ؟ .
- أعلمتك أمي التصنت ؟ ، أخرج وأغلق الباب ورائك وتعلم أن تحافظ على خصوصية الآخرين قليلًا يا أخي .
قالها شاتاي ممسكًا رأسه بنبرة هادئة ليردف كينان بعصبية :
- كنت مارًا لاذهب لغرفتي وسمعت الهراء الذي قلته يا شاتاي والآن جاوبني لماذا يا أخي ؟ ، هل عدت للإدمان ؟! .
- أنا لا أعرف شئ ، لا أعلم كيف لي أن أشعر بهذه الأعراض .
- انت عاهدت نفسك أن لا تعود يا شاتاي أتريد أن تعود لتلك الحفرة مجددًا ، هل تتذكر الأيام الصعبة التي قضيناها أثناء فترة إدمانك وعلاجك ؟! .
قالها كينان بنبرة مزيج بين الحزن والغضب لينظر له شاتاي بحزن ثم تنهد وقال بهدوء :
- هذه المرة فقط .
ثم قاطعهم صوت الهاتف وعندما نظر شاتاي للهاتف رأى أن هذا رقم الشخص الذي اتصل به منذ قليل فأغلق ونهض مسرعًا خارجًا من الغرفة ولكن أمسكه كينان من ذراعه بعنف فأردف شاتاي بغضب ونبرة ظاهر عليها الالم :
- اتركني ، ليس من شأنك أي شئ يخصني … .
ولكن قاطعته لكمة من كينان فنظر له شاتاي ورد له اللكمة بلكمة اقوى وكان كينان سوف يضربه ثانيةً ولكن قاطعهم صوت مراد :
