الفصل الأول: رحلة فالظلام

31 5 5
                                    

تدور أحداث هذه القصة في ظلام لا يمكن وصفه، حيث تتسلل إلى أعماق النفس مخاوف غير مرئية. في كل زاوية من هذه الرواية، ستكتشف أن الحقيقة أسوأ من الخيال، وأن ما يبدو عاديًا قد يكون بوابة إلى أسوأ كوابيسك. هل أنت مستعد للغوص في أعماق الظلام؟

في صباح مشمس، تستعد ملك لرحلتها الجديدة. ترتدي فستانًا أزرق داكنًا ينساب برفق على جسدها، مع حزام يبرز خصرها برقة. شعرها الأسود الطويل ينزلق على كتفيها بتجاعيد ناعمة، وتكمل مظهرها بنظارات شمسية كبيرة تغطي عينيها اللامعتين. حملت حقيبة جلدية صغيرة، وضعت فيها مقتنياتها الأساسية، ثم خرجت من شقتها بتفاؤل. كان يومًا دافئًا، ولون السماء الأزرق يجعلها تشعر بالانتعاش

عندما تصل الى محطة القطار، تجد أنها ليس مشغولة بشكل غير عادي. يتدفق الناس على الأرصفة، وكل منهم لديه وجهة مختلفة. تلاحظ ملك كيف أن القطار المنتظر يتوقف برفق، وتنصت إلى صوته الذي يملأ المكان. بعد بضع دقائق، تتأكد من جدول الرحلات وتدخل إلى العربة، حيث تبحث عن مقعد هادئ.

تجلس ملك في النافذة بجانب المقعد، وتبدأ في الاسترخاء بعد رحلة طويلة. تشعر برائحة الهواء الطلق والمزيج الخفيف من رائحة الجلد والمعدن في القطار. يبدأ القطار في التحرك ببطء، وتدور المناظر الطبيعية حولها كصورة متحركة. الغابات الخضراء تلوح في الأفق، وتتحرك بسرعة كما لو كانت لوحة فنية تتغير أمام عينيها.
بينما يتقدم القطار، تشعر ملك بشيء من الهدوء. هذا الهدوء يتخلله أصوات القطار الخفيفة، وتبدأ في الاستمتاع بالرحلة. لم تدرك أن هناك شيئًا غير عادي على وشك الحدوث. تتابع المناظر الخارجية، وعندما يدخل القطار إلى نفق يصبح الضوء تدريجيا أكثر خفوتا. تنخفض الرؤية إلى مستويات ضبابية، ويملأ المكان بنغمة مظلمة، ولكنها لا تعير هذا الكثير من الانتباه.

تلاحظ ملك أثناء مرورها عبر النفق شيئًا غريبًا في زجاج النافذة. يظهر على الجدار الداخلي للنفق ظل خافت، كأنه ممر مظلم يتسرب عبر الجدار. كان الممر يبدو كأنه مجرد تلاشي، ولكن دون تفاصيل واضحة. لم يكن واضحًا إذا كان مجرد انعكاس أم شيئًا أكثر من ذلك. استدارت ملك في مقعدها، وكأنها تحاول تجاهل المشهد، وبدأت في التحقق من هاتفها المحمول.

عندما يخرج القطار من النفق، تنفتح الأضواء مجددًا، وتعود المناظر الطبيعية إلى حالتها الطبيعية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

عندما يخرج القطار من النفق، تنفتح الأضواء مجددًا، وتعود المناظر الطبيعية إلى حالتها الطبيعية. تعود ملك إلى وضعها الطبيعي، وتغلق نافذة القطار. تخرج من العربة عند المحطة التالية، وتشعر بأن الرحلة كانت عادية وبلا أحداث مثيرة
في المساء، عندما تصل ملك إلى منزلها، تنظر حولها في شقتها الهادئة. تجلس على الأريكة وتبدأ في تصفح بعض الكتب التي أحضرتها معها يحل الليل ببطء ويتحول الصوء الخارجي الى ألوان دافئة. تقرر ملك أن تتناول عشاءً خفيفًا، وتجلس على الطاولة تتناول طعامها في هدوء.

مع حلول الليل، تبدأ ملك في الاستعداد للنوم. تخلع ملابسها اليومية وتغير إلى ملابس النوم، ثم تستلقي في السرير. تبدأ في الاسترخاء، ولكنها تجد صعوبة في النوم. تتسلل إلى عقلها صورة الممر الغامض في النفق، وتبدأ في التفكير فيه بشكل مستمر.

في البداية، كانت الصور مجرد أفكار عابرة، ولكن مع مرور الوقت، تبدأ ملك في الشعور بشيء غير مريح. تتدفق الأفكار إلى ذهنها كتيارات غير مرئية، وتزداد مشاعر القلق. تستدعي في ذهنها تفاصيل الممر، وشعور الغموض الذي أحاطه. تحاول التركيز على أشياء أخرى، ولكن الخوف يبدأ في التأثير على هدوئها.

عندما تغلق عينيها، تبدأ كوابيس غير متوقعة في التسلل إلى عالمها. تجد نفسها في مكان مظلم، حيث يتنقل الضوء بشكل غير منتظم، وتطاردها ظلال غامضة. كلما حاولت الهروب، يبدو أن الظلام يلتف حولها بشكل أقوى، وتسمع أصواتًا غير مفهومة تتردد في الأفق. تستيقظ ملك في كل مرة وهي تتنفس بصعوبة، ووجهها مبلل بالعرق.

تشعر ملك بأن هذه الكوابيس تتكرر، وأنها محاصرة في حلقة مفرغة من الخوف والقلق. تضع يدها على قلبها وتستمع إلى دقاته، وتدرك أن ما رأته في القطار لم يكن مجرد وهم. تظل مستيقظة لوقت طويل، تتقلب في السرير وتبحث عن بعض الهدوء.

وفي تلك اللحظات الهادئة والمرهقة، تدرك ملك أن رحلتها لم تنتهِ بعد، وأن هناك شيئًا غير واضح يحيط بها. تشعر بأن الصورة الغامضة التي شاهدتها في النفق ربما تكون أكثر من مجرد ظلال. يشعر قلبها بالضيق، وتزداد مشاعرها بالحيرة والقلق.

تنتهي ملك من التفكير في الأحداث الغامضة التي مرت بها، ويبدأ الخوف في السيطرة عليها بشكل أكبر. تحاول أن تظل هادئة، ولكن الشعور بالقلق لا يفارقها. وكأن تلك الرحلة في القطار كانت مجرد بداية لشيء أكبر وأعمق.


أسرار الظلال : أنفاق الرعب [الجزء الأول]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن