الفصل الثالث عشر: أعين في الظلام

13 4 7
                                    

بعد تدمير المذبح، بدا أن الغرفة استراحت من الضغط المظلم الذي كانت تحت تأثيره. لكن الأمان لم يكن سوى وهم، فقد كان لديهم إحساس عميق بأنهم لم ينتهوا بعد من مواجهة الرعب الحقيقي.

توجه أسامة وملك وسارة إلى نقطة التفتيش التالية، وهي سلسلة من الأنفاق التي قادهم إليها المذبح المحرم. الأنفاق كانت ضيقة ومظلمة، وكأنها تتنفس خوفًا. الهواء كان كثيفًا وساكنًا، وكأنهم كانوا يمرون عبر شريان مظلم ينقلهم إلى مكان غير مرئي.

قال أسامة وهو يضيء المشعل الذي كان يحمله، نور الشعلة يرقص على الجدران الحجرية، ويخلق ظلالًا مريبة."يبدو أن هذه الأنفاق تؤدي إلى مكان ما عميق تحت الأرض. علينا أن نكون حذرين."❤️

كان المشهد داخل الأنفاق يعزز شعور الرعب المتزايد. الجدران كانت مغطاة برسوم ورموز غامضة، تبدو وكأنها ترسم قصصًا عن أحداث مظلمة وطقوس قديمة. كان يبدو أن كل خطوة يأخذونها تثير اهتزازًا خفيفًا في الجدران، وكأن الأنفاق تستجيب لحركاتهم.

وبينما كانوا يتقدمون، بدأوا يسمعون أصواتًا غير طبيعية. أصوات خافتة وكأنها همسات قادمة من أعماق الأرض. كانت الأصوات تزداد وضوحًا، وكأنها تهديدات متعطشة تتصاعد من الظلام المحيط.

فجأة، تراجعت سارة، عينيها تتسعان رعبًا. "أنا أشعر بشيء ما... هناك شيء يراقبنا."

توقف أسامة وملك واستداروا. الظلام حولهم كان يزداد كثافة، والشعلة التي كانوا يحملونها بدأت في التلاشي كما لو كانت تنفد قوتها. لم يكن هناك مصدر ضوء آخر في الأنفاق، وبدأت الأجواء تبدو وكأنها تخنقهم ببطء.❤️

قال أسامة، وهو ينظم أفكاره ويضع خطة لتجاوز الموقف."ابقوا هادئين. إذا كانت هناك قوى مظلمة هنا، فإنها لا تريدنا أن نواصل."

لم يكن لديهم وقت طويل للتفكير، فقد ظهرت عيون متوهجة في الظلام، تنبض بتألق مخيف. كانت العيون تتراقص في كل اتجاه، وكأنها تراقبهم من كل زاوية.

قال أسامة، وهو يحاول تحديد مصدر التهديد "هذه العيون... إنها تابعة للمخلوق الذي واجهناه." . "يبدو أنهم جلبوا شيئًا من الظلام لمواجهة هذه الطقوس."

كانت العيون تتكاثر بسرعة، وتتحرك باتجاههم. أصوات همساتهم تتعالى إلى صرخات، وكأنهم يقتربون من القمة. كانت هذه الأصوات تتناغم مع أضواء العيون، مما يزيد من شعور الذعر والتوتر.

حاولت ملك أن تركز على هدفها، وفكرت في الطريقة التي يمكنهم بها إيقاف هذا الهجوم سألت وهي تبحث في حقيبتها عن أي أداة قد تساعدها."هل هناك طريقة لإيقاف هذه العيون؟"

بدأت أسامة في تلاوة تعويذات دفاعية، بينما ملك وسارة عملتا على حماية أنفسهما. استخدموا ما لديهم من أدوات سحرية لمحاولة تصفية الطاقة الظلامية المحيطة بهم.

لكن الجهود كانت محدودة، ومع كل محاولة لإبعاد العيون، كانت العيون تزداد قوة. شعرت ملك بضغط نفسي شديد، وكأن كل جزء من جسدها يتعرض للهجوم من قوى خفية.

فجأة، ظهرت إحدى العيون بألوان أكثر إشراقًا، وكأنها تقودهم إلى جهة معينة صرخ أسامة، وهو يحاول أن يتبع مصدر الضوء "إتبعوها! قد تكون هناك طريقة للخروج من هنا."

تتبعوا العين الساطعة في الظلام، متجاوزين العيون الأخرى التي كانت تحاول عرقلتهم. بعد مسافة قصيرة، وصلت العين الساطعة إلى حائط حجري، وكان هناك فتحة صغيرة تكشف عن ممر ضيق.

دخلوا إلى الفتحة، ووجدوا أنفسهم في غرفة أخرى، أقل ظلامًا وأكثر هدوءًا. الأجواء كانت مختلفة، ولكن التوتر لم ينته بعد. كانوا على يقين أن هذه الغرفة ليست سوى بداية لمواجهة جديدة.

قال أسامة، وهو ينظر إلى ملك وسارة"ما زال لدينا الكثير لنواجهه، لكننا تجاوزنا اختبارًا صعبًا لنستعد لما قد يأتي. لن نسمح للظلام بأن يتغلب علينا."

وما زالت الطريق أمامهم مليئة بالتحديات، وكانت كل خطوة تكشف عن المزيد من الأسرار والمخاطر. كانوا مصممين على استكمال مهمتهم، مهما كانت الصعوبات.

أسرار الظلال : أنفاق الرعب [الجزء الأول]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن