الفصل الثامن عشر: نهاية البداية

29 4 17
                                    

بينما كانوا يخرجون من القطار ويتقدمون نحو المدينة، كانت الشمس تغرب خلف الأفق، ملقيةً ظلالاً طويلة على الطرقات. كانت الأضواء المتلألئة من المدينة تضيء طريقهم، ولكن ظل التجربة التي مروا بها لا يزال يحلق فوقهم.

ملك وسارة وأسامة كانوا يتحدثون عن تجاربهم وكيفية العودة إلى حياتهم الطبيعية، ولكن كانت هناك لحظة من الصمت المطبق التي عمّت بينهما. كان كل واحد منهم يفكر في تداعيات التجربة التي مروا بها وكيف ستؤثر على مستقبلهم.

سأل أسامة بقلق، وهو ينظر إلى الأفق."هل تعتقدون أننا انتهينا فعلاً من كل شيء؟ ألم نشعر بأن هناك شيئًا أكبر من المذبح لم نكشفه بعد؟"

ملك نظرت إلى أسامة، ثم إلى سارة. "أعتقد أننا عالجنا جزءًا كبيرًا من المشكلة، لكنني أشعر أن هناك شيئًا ما غير مكتمل. ربما تكون اللعنة قد انتهت، لكن الظلام قد لا يكون قد انتهى بعد."

سارة وضعت يدها على كتف ملك، محاولةً تقديم الراحة. "ربما نحتاج إلى بعض الوقت لنعرف ما إذا كانت هناك آثار متبقية. ولكننا واجهنا شيئًا لم يكن متوقعًا، وقد يكون هناك المزيد من التحديات."

بينما كانوا يسيرون نحو منزلهما، لاحظت ملك شيئًا غريبًا في سماء المدينة. كان هناك وميض ضوء غير طبيعي يتخلل الأفق، يخلق شعورًا بالقلق. "هل ترون ذلك؟" سألت، مشيرة إلى الضوء الغريب.

أسامة نظر إلى السماء وقال، "هذا لا يبدو طبيعيًا. ربما يكون شيئًا ما لم ينته بعد."

توقفوا للحظة، واستداروا ليشاهدوا الضوء وهو يختفي في الأفق، تاركًا وراءه شعورًا بالترقب. كانت المدينة تبدو عادية من بعيد، لكنهم كانوا يشعرون بأن شيئًا ما قد بدأ للتو.

قال أسامة بصوت مفعم بالغموض "قد تكون هذه بداية لشيء جديد أو ربما يكون هناك تهديد جديد يظهر في الأفق."

ملكت نظرت إليهم بابتسامة غير مؤكدة. "سنواجه ما يأتي، مهما كان. لقد تعلمنا الكثير، وسنكون مستعدين."

مع تلك الكلمات، دخلوا إلى المدينة، وهم على علم بأن هذا ليس نهاية القصة بل ربما بداية النهاية!. بينما كانوا يختفون في وسط المدينة، كان هناك شعور غامض بأن الظلام لم ينته بعد، وأن هناك المزيد من الأسرار التي لم يتم كشفها.

عندما أغلقوا الباب خلفهم، كانت الأضواء تتلاشى تدريجيًا، تاركة وراءها العديد من الأسئلة التي لم تُحل،

النها-


"لطالما كان النور والظلام في صراع أبدي، يتناوبان في بسط سيطرتهما على هذا العالم. لكن رغم كل انتصار يحققه النور، يظل للظلام وجوده الخفي الذي لا يندثر. فالظلام هو الذي يمنح النور معناه، وبدونه، لا يبزغ فجر ولا يتوهج ضوء. وبينما يبدو النور منتصرًا، يظل الظلام مترصدًا، مختبئًا بين الظلال، ينتظر لحظته ليعود. فالقصة لم تنتهِ بعد... بل ربما تكون البداية فقط."

أسرار الظلال : أنفاق الرعب [الجزء الأول]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن