الفصل الرابع عشر: التيه في الصحراء

10 4 7
                                    

كان التعب قد بدأ يطغى على ملك وسارة وأسامة، حيث كانوا يسيرون عبر الصحراء القاحلة التي لم يكن لها نهاية ظاهرة. المشهد كان خانقًا، والأرض كانت تمتد بلا نهاية تحت السماء المظلمة المتألقة بالنجوم اللامعة التي لم تكن تضيء سوى قليلاً.

سألت ملك، وهي تمسح العرق عن جبهتها. "كيف وصلنا إلى هنا؟لم نكن نعتقد أن هذا المكان سيكون بهذه القسوة."

أسامة، الذي كان يتقدمهم، أوقف خطواته وبدأ في دراسة البيئة المحيطة. "أعتقد أن هذا هو تأثير الطقوس التي أجريناها. قد يكون هذا مكانًا مخصصًا لإغلاق أي محاولات للهرب."

كانت الصحراء مليئة بالكثبان الرملية التي تلمع تحت ضوء القمر. كان كل شيء يبدو هادئًا على السطح، لكن ذلك كان خداعًا. كانت الأجواء مليئة بشعور خفي من التهديد، كما لو أن الصحراء نفسها كانت تعاني من عذاب لا يمكن تصوره.

فجأة، بدأت الرمال تحت أقدامهم تتسرب وكأنها تتغير، وتبدأ في تكوين شكل غير طبيعي. صرخ أسامة، وهو يتراجع ببطء"انتبهوا! الشيء الذي نتعامل معه هنا قد يكون أكثر خطورة مما كنا نتوقع."

أمامهم، ظهرت كائنات مظلمة، كانت تتحرك بشكل غير طبيعي على الرمال. كانت هذه الكائنات تتسم بشراسة واضحة، وعيونها تتوهج بضوء مخيف. بدا أنها تتغذى على الخوف والقلق الذي كان يشعرون به.

حاولوا أن يحافظوا على هدوئهم، لكن المخلوقات بدأت في الاقتراب، وكانت تتحرك بسرعة غير متوقعة. قال أسامة، وهو ينظر حوله بحثًا عن ملاذ آمن "يجب أن نجد مكانًا للانكماش أو الاختباء."

بينما كانوا يبحثون عن مكان للاختباء، بدأوا يسمعون أصواتًا غريبة تتناغم مع حركة المخلوقات. كانت الأصوات تتصاعد إلى صرخات عالية وتهديدات مخيفة. كلما اقتربت الأصوات، زاد الضغط على أعصابهم.

وجدوا أخيرًا كهفًا صغيرًا بين الكثبان الرملية. دخلوا بسرعة، واستخدموا الظلام الموجود داخله لتخفيف التوتر الذي كانوا يشعرون به. قال أسامة، وهو يتنفس بعمق "هذا المكان قد يوفر لنا بعض الأمان المؤقت."

داخل الكهف، بدأت ملك وسارة في استعادة أنفاسهما، بينما كان أسامة يحاول تحديد الخطة التالية. كان الكهف مظلمًا، لكن الضوء الخافت من المشاعل التي كانوا يحملونها كشف عن تفاصيله. جدران الكهف كانت مغطاة برموز قديمة، كما لو كانت تشير إلى أنه كان يستخدم لطقوس سحرية.

قال أسامة، وهو يتفحص الرموز على الجدران"يبدو أن هذا المكان كان له استخدامات سحرية أيضًا قد تكون هذه الرموز دليلاً على كيفية الخروج من هذا المأزق."

بينما كانوا يدرسون الرموز، بدأت الرمال خارج الكهف في الاهتزاز. كانت المخلوقات المظلمة قد بدأت في تحركها نحو مكانهم، وكأنها تعرف مكان اختبائهم. بدأوا يسمعون أصوات الهمسات التي تتسلل إلى داخل الكهف، مما زاد من توترهم.

كانوا على دراية بأنهم بحاجة إلى مغادرة الكهف بسرعة قال أسامة، وهو يتفحص الجدران بحثًا عن أي ممرات سرية "علينا إيجاد مخرج قبل أن يعثروا علينا."

فجأة، اكتشفوا ممرًا ضيقًا يمر عبر الجدار، وكان مغلفًا برموز سحرية مشابهة لتلك التي على الجدران قال أسامة، وهو يتفحص الممر بحذر "هذا قد يكون الطريق إلى الخروج."

بدأوا في الزحف عبر الممر الضيق، وكانوا يشعرون بالضغط يزداد مع كل خطوة. كان الممر مظلمًا، ولم يكن هناك سوى القليل من الضوء. كانوا يعتمدون على حواسهم فقط لتوجيههم.

عندما خرجوا من الممر، وجدوا أنفسهم في منطقة مفتوحة أخرى، ولكن الصحراء كانت أكثر قسوة. لم يكن هناك مكان للاختباء، وكانت الرمال تلهب أقدامهم. كانت المخلوقات تتعقبهم، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا.

قال أسامة، وهو يقودهم نحو الأفق. كانوا يشعرون بالتعب والإرهاق، ولكن العزم على البقاء على قيد الحياة دفعهم للاستمرار "علينا أن نواصل السير، حتى نصل إلى مكان يمكننا فيه الحصول على مساعدة."

بينما كانوا يسيرون عبر الصحراء، كان لديهم أمل ضئيل في العثور على ملاذ آمن. كانت كل خطوة تقربهم من مواجهة جديدة، وداخل كل رملية كانت هناك قصة جديدة من الرعب تنتظرهم. كان عليهم أن يكونوا مستعدين لكل تحدٍ قادم، حيث كانت رحلة الهروب من الظلام لا تزال مستمرة.

أسرار الظلال : أنفاق الرعب [الجزء الأول]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن