الفصل الثاني : الظل الغامض

34 6 6
                                    

في صباح اليوم التالي، يشرق الضوء ببطء عبر نوافذ شقة ملك، مُلقيًا بظلاله على الأثاث الذي يملأ المكان. تجلس ملك على الأريكة، تلتف بغطاء ثقيل حول جسدها، وعينيها تتفحصان كل زاوية من الشقة بحذر. شعور من الترقب والقلق يملأ قلبها، وتبدو أنها تتوقع شيئًا غريبًا قد يظهر في أي لحظة.

عندما يصل أسامة إلى شقتها، يرافقه مزيج من الجدية والاهتمام. يلحظ ملك أنه يحمل حقيبة صغيرة تحتوي على أدواته الخاصة. يدخل برفق، ويتبادل التحية مع سارة، التي كانت قد أعدت القهوة وأشياء أخرى لاستقباله.

"مرحبًا، ملك. أنا أسامة. سارة أخبرتني عن مشكلتك." يتحدث بنبرة هادئة، محاولاً تهدئتها.

تبدأ ملك في شرح ما مرت به خلال الأيام الماضية، تسرد تفاصيل رؤيتها للممر الغامض في النفق وكيف أن الأحلام الغريبة والوساوس قد بدأت تؤثر على حياتها. يركز أسامة على كل كلمة تنطق بها ملك، وتبدو تعابيره مليئة بالاهتمام.

يسأل أسامة بعد أن تستكمل ملك سرد قصتها."الممر الذي رأيته، هل تذكري أي تفاصيل عنه؟"

تجيب ملك، بينما تتفحص نظرات أسامة المتفحصة."كان ضيقًا جدًا، يظهر كأنه حفرة في جدار النفق، لكنه لم يكن واضحًا تمامًا. كما لو كان مجرد ظل عابر."

يتنهد أسامة، ويبدأ في إعداد أدواته. "سأحتاج إلى معرفة المزيد عن هذا الممر. قد يكون هناك شيء غامض يتصل بهذا المكان."

يبدأ أسامة في فحص الشقة، وينظر إلى كل ركن وكأنما يبحث عن أي علامات غريبة. يجلس إلى طاولة الطعام ويفتح حقيبته، حيث يخرج مجموعة من الكتب القديمة والأدوات المخصصة للتحقيق في السحر والشعوذة.

يقول أسامة، محاولاً طمأنة ملك."سنحتاج إلى استكشاف مصدر هذا القلق. سأقوم بعمل تحقيق شامل لأفهم ماهية هذا الممر. قد تكون هناك قوى غير مرئية تؤثر عليك."

يبدأ أسامة في دراسة الكتب، وتجلس ملك وسارة في صمت، كل واحدة منهما تتمنى أن تقدم هذه اللحظة بعض الإجابات. يتبادل الثلاثة نظرات قلق، ويشعرون أن الأيام القادمة قد تكون مليئة بالتحديات.

مع مرور الوقت، يتوصل أسامة إلى استنتاج أولي، ويبدأ في شرح بعض الأفكار لملك وسارة. "الممر الذي رأيته قد يكون بوابة لشيء غير مرئي. في كثير من الأحيان، تتخذ قوى السحر أبعادًا غير مرئية تؤثر على البشر بطرق غير مفهومة."

تشعر ملك بالقلق والغموض يلف كل كلمة ينطق بها أسامة. "ماذا يعني ذلك بالنسبة لي؟ هل أنا في خطر؟"

يجيب أسامة بجدية."الطاقة التي تشعرين بها قد تكون مرتبطة بشيء قديم أو طقوس قديمة. سنتحقق من المكان الذي مررتِ فيه ونرى إذا ما كان هناك أي آثار تشير إلى وجود طاقة غير طبيعية."

في اليوم التالي، يقود أسامة وملك وسارة إلى محطة القطار حيث حدثت الحادثة. يمشي الثلاثة على طول المنصات والأرصفة، ويلاحظون كيف أن المحطة تبدو عادية، ولكن كل شيء يظل غامضًا بالنسبة لهم. يلتفت أسامة نحو النفق الذي دخلته ملك، ويبدأ في فحص كل زاوية بتركيز.

يقول أسامة، بينما يستعد للبدء في التحقيق."هذا النفق قد يكون محورًا للأنشطة الغامضة. سنقوم بتحليل هذا المكان ونبحث عن أي علامات قد تشير إلى حدوث طقوس أو تأثيرات سحرية."

تبدأ ملك في الشعور بتوتر متزايد مع كل خطوة يخطونها في النفق، وتبدو أنها تشعر بوجود ظل غير مرئي يراقبهم. كل صوت في النفق يبدو أكثر وضوحًا، ويشعرون وكأنهم محاطون بشيء لا يمكنهم تحديده. يتنقل أسامة وسارة بحذر، بينما تظل ملك في حالة تأهب دائم.

تدور محاولات أسامة في فحص النفق بدقة، ويكتشف بعض الرموز القديمة والنقوش التي لم تلحظها ملك من قبل. يلاحظ أسامة أن هناك بعض الرموز التي قد تكون مرتبطة بالطاقة السحرية.

يقول أسامة، وهو يواصل تحليل الرموز."هذه الرموز قد تكون علامة على وجود طقوس قديمة. سنحتاج إلى مزيد من البحث لمعرفة المزيد عنها."

بينما ينتهي التحقيق في النفق، يختار أسامة وملك وسارة العودة إلى الشقة. تشعر ملك بأنها غارقة في عالم من الغموض والقلق، حيث أن كل شيء يبدو أكثر تعقيدًا مما كانت تتصور. تظل تفاصيل الرموز والأحداث تتردد في ذهنها، وكأنها تلاحقها في كل لحظة.

عندما يعودون إلى الشقة، يشعر أسامة وسارة بأنهم اقتربوا من فهم جزء من اللغز، ولكنهم يدركون أيضًا أن الطريق لا يزال طويلاً. يبدأون في وضع خطة لاستكشاف المزيد ومعرفة كيفية التعامل مع القوى غير المرئية التي قد تكون خلف الأحداث الغامضة.

تجلس ملك في غرفتها بعد مغادرة أسامة وسارة، وتظل في حالة من التفكير العميق. تتجول في أرجاء الشقة، وتفكر في الرموز والأحداث التي مرت بها. تتساءل عما إذا كانت ستتمكن من العثور على إجابات لقضاياها الغامضة أم أنها ستظل محاصرة في عالم من الرعب والتوتر.

في هذه اللحظة، تشعر ملك بأن الحياة قد تغيرت بشكل غير قابل للعودة، وأن الرحلة التي بدأت في القطار قد تأخذها إلى أماكن أكثر رعبًا مما كانت تتخيل.

أسرار الظلال : أنفاق الرعب [الجزء الأول]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن