بارت26

4 0 0
                                        

بدأ خالد بتدريج الحقيبة وجمان جالسة عليها وتضحك وهي تقول:أيها المجنون ماذا تفعل
ضحك خالد وقال:تمسكي جيدا ساسرع
جمان:لا لا
تجاهلها خالد ودرّج الحقيبة بسرعة كبيرة وجمان تصرخ وهي متمسكة وتقول أيها المجنون توقف
أتى سامي وعارف وانفجروا ضاحكين على منظرهم
اخرج سامي هاتفه وصورهم وقد تعالت ضحكاتهم في المكان كله
وخالد يدفع جمان ويدور بها حول المنزل وهي تضحك وتطلب منه التوقف
ثم قال:والاااااااان ستتجه سيارتنا إلى المنزل تمسكي جيدا ياسيدتي
اتجه خالد للمبنى وادخل جمان وهي جالسة على الحقيبة ثم نظر وإذا انه توجد ثلاث درجات أمامه فقد كان منزل عارف الطابق الارضي وفوقه مباشرة بالطابق الأول كان بيت سامي
جمان:حسنا إلى هنا وسأنزل
خالد:لا ابقي
تقدم خالد وانحنى ليحمل الحقيبة ومازالت جمان جالسة عليها
صرخت جمان:لا ستوقعني
ضحك خالد وقال:لاتخافي
حمل الحقيبة ووضعها على كتفه واغمضت جمان عيناها بخوف وهي تقول:اريد أن انزل
ضحك خالد وصرخ:لا تتحركي
بينما سامي مازال حاملاً الهاتف ويصورهم وهو يضحك وعارف خلفه يضحك عليهم
دخل خالد المنزل وجمان تقول :حسنا وصلنا انزلني
انزلها خالد وقال:لم أعرف انك تخافين لهذه الدرجه
ابتسمت جمان:ظننت انك ستوقعني
غمز لها خالد وقال:لاتقلقي فقد اعتدت على حمل الأوزان الثقيلة في النادي ووزنك بالنسبه لي كالريشة
ضحكت وقالت:مغرور
خرجوا الاثنان وهو يتحدثون ويضحكون. لكن فجأة اندهشوا بوقوف رأفت وعائشة أمامهم ينظرون إليهم بأشمئزاز
تقدم رأفت لجمان ونظر إليها بقرف ثم شاح بنظره وقال:لم أتوقع انك ستنزلين إلى هذه الدرجة من القذارة. ثم التفت لخالد وقال اتركتك مبادئك من أجل هذه؟
تقدم خالد لرأفت وهو يستشيط غضبا وقبل أن يتكلم أشرت له جمان بالهدوء
اكمل عارف كلامه تحت أنظار جمان المليئة بالبرود واللامبالاة : لم تكتفي بالعيش لوحدك مع رجال بل أصبحت تخرجين معهم واصواتكم تملأ المكان؟
والتفت لعائشة وقال:انظري هذه هي الفتاة التي عاندتني لجعلها تعيش معنا انظري كيف جلعتنا نخفض رؤسنا بالأرض
هزت عائشة رأسها بالإيجاب وهي تنظر للارض
وجمان اكتفت بالصمت تنظر إليهم بعدم مبالاة وكأنهم لايتكلمون معها
تدخل سامي وقال:رأفت لا داعي لهذه الكلام انت تعلم جيدا أنك مخطئ
نظرت إليه جمان وهزت له رأسها بالنفي لتقول له لاتبرر
نظر إليها رأفت واكمل:رأيتك كيف كنتي تمرحين بكل وقاحة مع هذه الرجل واشر لخالد.... ولست مهتمه بما يقوله الناس عنك بالطبع لن تهتمي فأنت بالأصل فتاة لا نعرفه من والدها ولا نعرف اذا كانت بالحلال أو بالحرام
شد خالد على يده بغضب وقد برزت عروق جبيه وقال من بين أسنانه:يكففيي
تجاهله رأفت واكمل: ومنذ أن عشتي معنا جلبت لنا الحظ السيء كان عملي يسير جيدا الا ان دخلتي حياتي وقد كنت عنيدة جداا ووقحة لا تهتمي بكلام احد. وفي يوم تهربي من المنزل مع رجل ثم بعد فترة تأتيت لتقولي لنا أشياء مجنونة
كانت واقفة بكل شموخ تنظر إليه ببرود انتظرت لينهي كلامه ونطقت:هل انتهيت؟
كشر رأفت بأشمزاز ورفع حاحبيه
اكملت:إذا انتهيت يمكنك أن تذهب الان
رأفت بغضب:ماذا؟
جمان:مثلما سمعت وأيضا تعلم أن لاتتدخل بامور أشخاص لايقربوك بشيء. ثم نظرت لداخل عينيه وقالت:كل من لا يصدقني ويتخلى عني. امحيه من حياتي وكأنه لم يكن
ابتسم خالد بفخر وهو ينظر لجمان ولقوتها
نظر عارف لجمان بنظرات حقد وكره وهو ينظر إليها من الأسفل إلى الأعلى ثم سحب زوجته ورحل
أخذت جمان نفس عميق وهي تشاهدهم يرحلون
اقترب منها خالد وقال:هل انت بخير؟
هزن رأسها بالإيجاب :انا بخير ثم نظرت للأغراض وقالت:هيا نكمل العمل
خالد:لا اذهبي للمنزل
رفعت حاجبها باستغراب وقالت:لماذا؟
خالد:لا شيء فقط اذهبي. نحن سنكمل العمل
جمان:ماحزرت سنكمل معا
نظر إليها باستغراب لصلابتها وثباتها رغم كل الكلام الذي وجهه إلى والدها. كان كلامه قاسي جدا يستطيع أن يزعزع ثبات جبل ولكن جمان هذه المرة لم تذرف اي دمعة لم يتسطع خالد أن يفهمها لا يرى آثار حزن في وجهها هل اعتادت على الأمر؟ ام تخطت؟ نظر إليها بذهول وهي تمشي لتكمل نقل الأغراض بلع ريقه خوفا عليها هو فرح انها لم تبكي فبكاءها يضعفه كثيرا ولكن أيضا سكوتها اخافه وجعله يقلق عليها أكثر.

جاري المجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن