" اللَّهُ لا يُعطّي أصعَبَ المعَارِكِ إلّا لأقوّى جنّودِه "
..............................
كنت شاردة في أفكاري عندما سمعت طرقاً على الباب ، ثم دخل عمي يحمل صينية بين يده و خالتي خلفه" كيف تشعرين الآن يا حلوتي ؟ " مسحت عمتي على شعري الأسود المعقود بشكل غريب .
نظرت لعينيها العسليتين و ملامحها القلقة و المتعبة و على ما يبدو أنها خائفة أيضاً ..
" وعد اسنديها لتجلس جيداً و تتناول الطعام ، هيا يا سونال هناك طنجرة حساء بالخضار ستطعم قبيلة أعدتها خالتك "
" هل تتذمر سيد رائد ، لو كانت ورق عنب لكنت ترقص فرحاً الآن "
" حشى لله أن اتذمر يا سيدتي ! حساء الخضار كنز لا يقدر بثمن "
خرجت مني ضحكة خافتة و أنا أتابع تراشق الحديث بينهما
ثم وجدت أنهما يبحلقان بي و هما صامتان" ماذا .. ما الأمر ؟ .. خالتي ! لما تبكين "
كانت دموع خالتي قد وجدت طريقها لأسفل خدها بالفعل .." آه يا طفلتي .. " ثم ضمتني إلى صدرها تعانق ظهري و كتفي ..
لم أدري كيف بدأت أيضاً بالبكاء .. و لفتت يدي حول ظهرها أتمسك بها بقوة و أنا أكتم شهقاتي ..
كنت تمسح على ظهري و شعري و تهمس لي أن كل شئ بخير ..
ابتعدت عني لتمسح دموعي و تكوب وجهي بكفيها و تقول
" سأتذمر و أُنّكدُ على رائد دائماً إن كنت ستضحكين هكذا "" الويل لي .."
" ماذا قلت لم أسمعك ؟ " قالت عمتي و هي تنظر له من بين رموشها
" قلت أن كل شيء لأجل سونال يجوز "
" هات الحساء إلى هنا لأطعم طفلتي ، و اذهب و أنجز عملك يا عزيزي "
" هل قمتِ بطردي الآن سيدة وعد ؟ "" ليس بعد عزيزي .. "
نظرت عمتي له و ابتسمت .. تلك الابتسامة المشرقة المخيفة" طعاماً هنيئاً لك سونال " قال عمي و هو يهرول خارج الغرفة ..
ابتسمت له ثم رأيت ملعقة توضع في منتصف وجهي" هياا افتحي فمك يا سونال آآآه "
عندما كدت أخبرها أني أستطيع الأكل لوحدي وضعت الملعقة في فمي .." هل تريدين الاستحمام ؟ سأساعدك ، يمكننا تغليف قدمك و يديك و ملأ الحوض و سأغسل لك شعرك ! ما رأيك "
" حسناً .. " كنت أشعر بالحكة من نفسي بالفعل ، كأن رائحة الدماء و المعقم ملتصقة بي .
..................................
أنت تقرأ
سيجبر بها خاطرك
Short Storyهل باب التّوبة مفتوح للجميع ؟ و هل ذكريات الماضي ستبقى تلاحقها ؟ كانت آيات سورة الزمر تتردد في دماغ سونال و روحها لآيام .. { ۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِ...