17|| أنتِ طَالِق

466 53 18
                                    


" يُؤتِكُم خَيراً مِمْا أَخَذَ مِنْكُم "

.......................................

" ماذا تقصدين يا أمي ؟ " قلت لها و أنا أدعوا بأنَّني فهمت بشكل خاطئ

" لقد تكلمت مع المُهرب الذي تعامل خالكم معه ، و ضَمِن لي سلامتنا و أن القارب الذي سنأخذه سيحمل عدد قليلاً من الأشخاص مقابل زيادة في المبلغ المالي المطلوب ، الأمر سيكون مضموناً و خالكم سيتكفل بالمبلغ حتى نصل و نستقر هناك .."

" دقيقة.. دقيقة ، هل تقولين ما أظن أنك تقولينه ؟ " قال عمر و هو يمسح على وجهه بحنق

" سنذهب أولاً إلى هناك ! ستكون رحلتنا في الصباح الباكر و لن يلاحظ والدكم ذلك حتى عودته و سأترك له خبراً ، إن وضعناه تحت الأمر الواقع سيلحق بنا أو نعمل على إحضاره بشكل نظامـ"

" لا هذا لا يُعقل ! هل تسمع أذناكِ ما تقولينه يا أمي ! ستتركين زوجك و تضعينه تحت الأمر الواقع في بلادٍ غريبة ! " صاح عُمر بغضب

" لا تكن كوالدك متحجر الرأس يا ولد ! أنت تدرس الآن و لكن هل أنت متأكد أنك ستكمل تعليمك أنت و أختك في بلد كهذا و وضع كالذي نحن فيه ، أنا أعرف مصلحتكم و لن أقول هذا عن عبـ "

" لا تحاولي ، حتى لو اضطررت للعمل أو التّسول لن أكسر أبي و أتركه هنا ! لن أخذله أبداً ! إن كان الأمر هيّناً عليك فهو مستحيل بالنسبة لي و لبشرى ! "

" لا تقرر عن أحد يا عُمر ! هل قالت بشرى لك ذلك ؟ أم أنك تسعى إلى فرض جبروتك كما فعل والدك المصون "

" هل أنت راضيّة عن ذلك يا بُشرى ؟ " قال عمر و هو يوجه نظره إلي

أنا بقيت أنظر بينه و بين أمي و الصمت كان حليفي مع الأسف ..

" هل رأيت ؟ نحن نستحق معيشة أفضل من هذه و نستحق أن نفكر بمستقبلٍ أفضل بدل التفكير بكيفية دفع الفواتير ! "

لم ينظر عمر إلى أمي أو يردَّ عليها و بقي ينظر نحوي

" بشرى من اللحظة التّي تقررين مرافقتها أنا لن أكون شقيقك بعدها .. "
قال ثمّ نهض حاملاً حقيبته و أغلق الباب خلفه بِقوّة

" ..."

ساد صمتٌ مقيتٌ المكان ..
لن أكون شقيقك بعدها ..
بين أبٍ و أخ .. و بين أمّ ..
هل يوضع الإنسان في خياراتٍ كهذه عادةً ؟ أم أنّ اللَّه كتب عليّ أن امتحن بامتحان ٍ كهذا ؟

" يا بشرى .. هم يقولون هذا في لحظة غضب و حسب ، و لكن عندما يواجهون ما حدث سيلحقون بنا فوراً .. "

سيجبر بها خاطركحيث تعيش القصص. اكتشف الآن