16|| هَل تَصافَتْ القُّلوبُ ؟

441 39 25
                                    

" إنَّها تتخطى كلَّ شيءٍ بهدوء ، وهذا شيءٌ ثمين لا يتّقنُه أيُّ أحد "

.........………………………...……

دخلت المبنى أتوجه نحو الشّقة بعد غيابِ أسبوعٍ كامل ..

و كنت لم أسمع من بشرى أو غالية شيئاً منذ تلك الحادثة ..

لربما رفعت سقف توقعاتي لعلاقتنا ..
فإن فكرتُ تفكيراً منطقياً لوهلة - و منعتُ مشاعري من التّدخل - ستجدُ أنّه لا يوجدُ شخصٌ بكامل قِواهُ العقليّة يُنشأ علاقة وثيقة مع شخص لم يمضِ له على على معرفته أكثر من شهرٍ ربما !

و لولا أنَّ جميع أغراضي هنا و أن الاستقرار في هذا المنزل أدخل السّكينة لروحي لما هممتُ بالعودة  و لربما عَدلتُ عن قرارِ انتقالي من أساسه ..

لكن بعد رؤية نواه في المحطة البارحة ..
كان الزّمن قد أعاد إليّ التفكير المنطقي ..

لقد صادفته و رأيته و نظر إلي و بفضلِ ما ارتديه لم يعرفني ، فمن كانت تكره التنانير بجميع أشكالها و تمتلك مجموعة واسعة من بناطيل الجينز و السراويل القماشية الملونة لن يتوقع أحد أن يصادفها بتنورة صوفية و معطفٍ طويل ..

وقتها بقيت في الحديقة القريبة من المنزل حوالي الساعتين ..
خائفة من أن أعود و أجده هناك ، فأنا بعد الحادثة في الملهى لم أره و لم أعرف ما أصابه ..

عندها قررت أن العودة إلى هنا هو القرار الأكثر منطقية ..

أدخلت المُفتاح في القفل و أدرته حتى فُتِح الباب ، دخلت و نزعتُ حذائي لأضعه في خزانة الأحذية و أخرج خفيّ لأجد زوجين من الأحذية الرياضية و التي تبدو لرجل ..

لم أخطأ الشّقة أليس كذلك ؟
نظرت نحو أحذيتي و أحذية بشرى و هي كما تَركتُها ، و لكن الإضافة الغربية كانت مريبة ..

لم تتزوج بشرى في غيابي ، هل يعقل ؟

لم تكن صدمتي لتقف عند الأحذية ، لكنّ منظر صالة الجلوس كان أكثر غرابة ..

هناك وسادةٌ على الأريكة و غطاء على الأرض بالإضافة إلى صحن و عدّة أكواب على الطاولة ، و عندما اقتربت أكثر باتجاه منتصف الغرفة سمعت حركة من المطبخ و هذا ما جعل دماغي يتوقف ..

وضعت حقيبتي أرضاً و نظرت حولي أبحث عن أي شيء يمكن أن أحمي نفسي به ، حتى ظهرت المزهرية الزجاجيّة البيضاء أمام عينيّ لأحملها
و توجهت نحو المطبخ أحملها بين يديّ ..

" من أنت و ماذا تفعل هنا ؟ "
قلت بصوت عالٍ

فأوقع الرجل - الذي كان يجول بالمطبخ بقميص أبيض و بنطالٍ رماديّ - الكوب الذي كان يحمله و استدار نحوي ينظر إليّ بدهشة

" اسمع يا هذا ، كيف دخلت إلى هنا ؟ "

" يا آنسة أرجوك أخفضِ صوتك فأختـ"

سيجبر بها خاطركحيث تعيش القصص. اكتشف الآن