" إنَّها تتخطى كلَّ شيءٍ بهدوء ، وهذا شيءٌ ثمين لا يتّقنُه أيُّ أحد "
.........………………………...……
دخلت المبنى أتوجه نحو الشّقة بعد غيابِ أسبوعٍ كامل ..
و كنت لم أسمع من بشرى أو غالية شيئاً منذ تلك الحادثة ..
لربما رفعت سقف توقعاتي لعلاقتنا ..
فإن فكرتُ تفكيراً منطقياً لوهلة - و منعتُ مشاعري من التّدخل - ستجدُ أنّه لا يوجدُ شخصٌ بكامل قِواهُ العقليّة يُنشأ علاقة وثيقة مع شخص لم يمضِ له على على معرفته أكثر من شهرٍ ربما !و لولا أنَّ جميع أغراضي هنا و أن الاستقرار في هذا المنزل أدخل السّكينة لروحي لما هممتُ بالعودة و لربما عَدلتُ عن قرارِ انتقالي من أساسه ..
لكن بعد رؤية نواه في المحطة البارحة ..
كان الزّمن قد أعاد إليّ التفكير المنطقي ..لقد صادفته و رأيته و نظر إلي و بفضلِ ما ارتديه لم يعرفني ، فمن كانت تكره التنانير بجميع أشكالها و تمتلك مجموعة واسعة من بناطيل الجينز و السراويل القماشية الملونة لن يتوقع أحد أن يصادفها بتنورة صوفية و معطفٍ طويل ..
وقتها بقيت في الحديقة القريبة من المنزل حوالي الساعتين ..
خائفة من أن أعود و أجده هناك ، فأنا بعد الحادثة في الملهى لم أره و لم أعرف ما أصابه ..عندها قررت أن العودة إلى هنا هو القرار الأكثر منطقية ..
أدخلت المُفتاح في القفل و أدرته حتى فُتِح الباب ، دخلت و نزعتُ حذائي لأضعه في خزانة الأحذية و أخرج خفيّ لأجد زوجين من الأحذية الرياضية و التي تبدو لرجل ..
لم أخطأ الشّقة أليس كذلك ؟
نظرت نحو أحذيتي و أحذية بشرى و هي كما تَركتُها ، و لكن الإضافة الغربية كانت مريبة ..لم تتزوج بشرى في غيابي ، هل يعقل ؟
لم تكن صدمتي لتقف عند الأحذية ، لكنّ منظر صالة الجلوس كان أكثر غرابة ..
هناك وسادةٌ على الأريكة و غطاء على الأرض بالإضافة إلى صحن و عدّة أكواب على الطاولة ، و عندما اقتربت أكثر باتجاه منتصف الغرفة سمعت حركة من المطبخ و هذا ما جعل دماغي يتوقف ..
وضعت حقيبتي أرضاً و نظرت حولي أبحث عن أي شيء يمكن أن أحمي نفسي به ، حتى ظهرت المزهرية الزجاجيّة البيضاء أمام عينيّ لأحملها
و توجهت نحو المطبخ أحملها بين يديّ .." من أنت و ماذا تفعل هنا ؟ "
قلت بصوت عالٍفأوقع الرجل - الذي كان يجول بالمطبخ بقميص أبيض و بنطالٍ رماديّ - الكوب الذي كان يحمله و استدار نحوي ينظر إليّ بدهشة
" اسمع يا هذا ، كيف دخلت إلى هنا ؟ "
" يا آنسة أرجوك أخفضِ صوتك فأختـ"
أنت تقرأ
سيجبر بها خاطرك
Short Storyهل باب التّوبة مفتوح للجميع ؟ و هل ذكريات الماضي ستبقى تلاحقها ؟ كانت آيات سورة الزمر تتردد في دماغ سونال و روحها لآيام .. { ۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِ...