ما وراء الكهف...؟

الفصل التاسع عشر

المرأة رقيقة و مشاعرها دقيقة
من اهانها فقدها
و من اكرمها ملكها

__________________________

صمتت تتذكر انها هنا وحدها و لا يوجد اخوتها و صديقتيها صدمة اصابتها لتلتفت بسرعة و هي تصرخ لتجد ما أرادت...

-" اعتذر اعتذر لم اقصد اخافتك، انا حقا آسف "

قالها و هو يتقدم منها بقلق

نفخت الهواء من فمها ثم هتفت بحنق:

-" هل انت تتعمد اخافتي كل ما رأيتني يا فتى؟ "

نظر لها ببراءة  تعجبتها و تحدث:

-" لم اعلم انك شاردة و لم اقصد اخافتك اعتذر منك "

هو يتحدث و هي شاردة في ملامحه

لباس اسود مثل المرة الماضية على مايبدو انه لونه المفضل
خصلاته البنية المشعتة التي تهبط على جبينه
عيونه البندقية التي ازداد جمالها مع اشعة الشمس المنعكسة عليها
ابتسامته الدافئة التي تزين وجهه

فاقت من شرودها ثم ابعدت عينيها بسرعة  و ابتسمت له

-" لا يهم لا تعتذر انا فقط لم اشعر بقدومك، هل كنت
تتدرب اليوم ايضا؟  "

جلس على الارجوحة التانية و هي ايضا ثم هتف بنبرة هادئة:

-" لا، لم اكن اتدرب استيقظت مبكرا و اردت مشاهدة
شروق الشمس بالقرب من النهر "

نظرت له ثم هتفت بداخلها:

-" كل هذا الوقت و هو عند النهر و انا عند الشجرة
انتظر و هو بالقرب مني يا الهي ماذا افعل بنفسي "

-" اين ذهبت بمخيلتك انا أسألك؟  "

فاقت من شرودها على صوته و هي توبخ نفسها كلما رأته يذهب عقلها الى ابعد مسافة

-" اسفة لم اسمعك ماذا قلت؟ "

-" قلت لك هل جئت الآن ام انك هنا منذ مدة؟ "

همهمت و اجابته بابتسامة:

-" جئت مبكرا انظر لشروق الشمس انا ايضا "

اومأ لها ثم باغتها بسؤال لم تتوقعه بنبرة هادئة:

-" من هي"  حبيبة" ؟  "

التفتت له بسرعة لتهتف بخفوت:

-" ماذا ؟ "

ابتسم و حك مؤخرة رأسه

-" عند دفع الأرجوحة قلتي توقفي حبيبة كما رأيت
الدموع في عيونك؟ "

ظهرت علامات الحزن على وجهها و رعشة في يديها