الفصل التاسع و العشرون

15 1 0
                                    

يُعرَفُ الناسُ بالقُربِ لا بالمُراقبة، و تُبنى العلاقاتُ بالوِدّ الخالص لا بالتودّد المُفتعَل و لا ينمو الجفاءُ ببُعدِ المسافات بل بتباعُد القلوب.
الغضبُ أكبرُ من الحُب حجماً لكنّه أقصرُ عُمراً وأضعف قوّة.
لا تبحثوا عن الحب ابحثوا عن الصدق الذي يُغلف الكلمات والإخلاص الذي يستند خلف الأفعال ابحثو عن ثقةٍ لا تهزها عواصف الدنيا
فليس الطريق لمن سبق إنما الطريق لمن صدق

___________________________________

الحب له قوة هائلة و تأثير عميق على صاحبه، يمكن أن يغير طريقة التفكير  و يزيد من الإبداع و يحفز الشخص على أن يكون أفضل نسخة من نفسه.
الحب يمنح القوة و الراحة النفسية و يجعل الحياة مليئة بالمعاني و السعادة كما يمكن أن يرفعنا إلى أعلى مستويات السعادة، لكنه أيضاً يمكن أن يجعلنا نـشعر بأعمق مشاعر الألم في حال الخذلان، و هذا الأخير هو ما كانت تشعر به ألم و خذلان و تفكير مفرط يكاد يصيبها بالجنون...
ظلت تحوم حول نفسها في الغرفة ماسكة خصلات شعرها و هي تهتف بغضب للماثلة أمامها و التي كادت تموت من الملل من كثرة الحديث حول نفس الموضوع منذ أربعة أيام :

-" أكاد أجن آدا، من أخبر تلك الافعى أني أحب أرثر
  أخبريني من قال الله كيف علمت و تهددني ايضا
  بالابتعاد عنه سأقتلها اقسم سآكلها بأسناني "

ضربت آدا على وجهها ثم قالت من بين أسنانها:

-" قلت لك سبعون مرة، قد تكون سمعتنا و نحن
  نتحدث بالطبع لن نذهب نحن و نخبرهما على علاقتك
  السابقة مع أرثر "

رفعت اصبعها في وجهها و هي تقول بشر:

-" ليست السابقة، سيرجع كل شيء مثل السابق و إلا
  قتلتك معها "

أومأت لها بسرعة و هي تبتسم لها إبتسامة صفراء مستفزة لتدخل أنابيل عليهما و هي تنظر لهما بسخرية لتوجه حديثها لآدا:

-" ما بها هذه المجنونة، هل تذكرت الآن حبها للملك؟ "

نظرت لها أبرار و هي تضع ذراعها على خصرها:

-" أجل تذكرت الآن هل أزعجك الأمر سيدة أنابيل؟ "

رفعت لها يديها بإستسلام و هي تقول وسط ضحكاتها:

-" لا لما انزعج تذكرت كلامك فقط، انا لا أناسبه، أنا
  طباخة و هو ملك "

قلدت كلماتها و حركاتها بينما آدا تضحك بشدة على مشاكستها لها و أبرار تكاد تموت من الغيظ بسبب أفعالهما، بينما أنابيل وقفت تبتسم بخبث و هي تتذكر اليوم الذي وقفت تتحدث فيه مع أخيها على الدرج

وقف ألبرت رفقة اخته بعدما وجدها تنتظره في الخارج عند الدرج و بعد ارساله خبر لكارولين مع احد الحراس لمقابلة الملك مسح على خصلاتها القصيرة ثم هتف بحنان اخوي:

ما وراء الكهف...؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن