الفصل الثامن و العشرون

10 0 0
                                    

أحيانا يكون المرء غير مكتئب و لا يتعمد العيش في أجواء الحزن أبدا، لكنه لم يجد من يفهمه حتى هو يعجز عن فهم نفسه، يعاني من نوبات حزن يأتي فجأة دون تمهيد مسبق و بلا سبب أحيانا، يشعر بألام داخل صدره و معاناة تفكيره ترهقه،
شعور الوحدة يغمره على الرغم من الزحام جواره،
لكنه ليس مكتئب بل تائه لا يعلم أي اتجاه يسلك و مالذي يساعده...


__________________________

كم من حب لا يزال حي ينتظر الفرصة و لم تصل للقاء، كلما تظاهرت أنها بخير تأتي نظراته ترجعها لنقطة الصفر مجددا و تهدم دفاعاتها، كلما حاولت الاقتراب يأتي شيء دائما  يفصلهما و يبعدهما عن بعض، قد يكون الاختلاف بينهم و قد يكون القدر...
دخلت بهدوء ينافي ضجة عقلها الى أول مكان رأته فيه و أول مكان جمعهما سويا، أول مرة و هو يمسك القوس بيده شبهته حينها كأحد أبطال ديزني، تمشت بترو تنظر للمكان حولها لقد اشتاقته بشدة منذ مدة لم تأت الى هنا، تذكرت كل شيء كانا يفعلانه سويا ضحكاتهما و مشاكستهما لبعضهما أحاديثه الدافئة التي كانت تلمس أعماقها، وصلت إلى الأرجوحة المكان الأحب الى قلبها بين الورود و الأشجار الملونة، المكان هنا حقا يشعرها بالهدنة و الراحة النفسية
أما هو فكان تفكيره صحيحا لقد أتت الى المكان مثل ما ظن وقف ينظر لها من بعيد يبتسم بحزن على ما حدث لهما، كان ينظر لها و لخصلاتها المتطايرة بفعل الرياح تنفس بعمق ثم تذكر كلام أنابيل و هي تقول له ماذا يفعل:

-" اذا كنت تريدها حقا، بإمكانك ان ترجعها اليك
  بطريقتين عزيزي آرثر "

قالت كلماتها و هي ترسم ابتسامة جانبية على ما تفكر به
جلس على الكرسي ثم وضع رجلا فوق رجل ثم هتف بسخرية:

-" جميل، أنابيل ستعلمني ماذا أفعل و ماذا أفعل
  أبهريني؟ "

جلست مقابلة له واضعة رجل فوق رجل ثم مسحت فوق كتفها و هتفت بتعالي:

-" أنا لست مثل أي أحد جلالة الملك و ستشكرني
  لاحقا تذكر هذا "

نظر لها لحاجب مرفوع و ابتسامة سخرية لتردد بتعالي :

-" أولا عليك أن تحادثها برومانسية و تشعرها بحنانك
  و أنها أغلى ما تملك و أنك تحبها كرر هذه الكلمة نحن
  الاناث نعشق من يشعرنا بحنانه "

شهق ألبرت بجانبها بصدمة مصطنعة و هو يقول بتهكم ساخر :

-" حقا أنابيل، أ رأيت أرثر لما لا تفعل مثل ما تقول
  أختي لا تكن جافا باردا اسمع الكلام "

نظر لهم آرثر و رفع جانب شفته أ حقا ما تقول هذه المعتوهة هي حتى لم تستمع له و هذه تخبره بأن يكون رومانسيا كأنه لا يعرف مثل هذه الأمور، حمحمت ليتوقفا على سخريتهم ثم قالت من جديد:

ما وراء الكهف...؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن