الفصل الثامن

2 2 0
                                    



كانت الصحراء تتلألأ تحت ضوء الشمس، لكن إلرين كان يشعر بالتعب والإرهاق. بعد أن حصل على قطعة من المفتاح السحري والتوجيهات حول "أوراق الأمل"، كان يعلم أن الرحلة التالية ستكون صعبة. يجب عليه الآن البحث عن مكان نائي ومليء بالأسرار، حيث يُعتقد أن "أوراق الأمل" تنمو.

تتبع التوجيهات التي حصل عليها، وجد نفسه أمام سلسلة من الجبال الشاهقة. كان يبدو أن الجبال تمتد إلى الأفق، وكأنها تسد الطريق أمامه. لكن التوجيهات كانت واضحة. قال الكتاب إن "أوراق الأمل" توجد في وادٍ سري محمي بجدار طبيعي، في أحد جوانب هذه السلسلة الجبلية.

مع كل خطوة، زادت صعوبة التضاريس، وكانت الصخور غير المستقرة تتناثر حوله. كان عليه أن يتسلق الجبال الصخرية بعناية، متجنبًا الانزلاقات والسقوط. كان الجهد الذي يبذله لا يقتصر على القوة البدنية فقط، بل على القدرة على الحفاظ على تركيزه في ظروف صعبة.

بعد يومين من التسلق الشاق، وصل إلرين إلى قمة أحد الجبال. من هناك، كان لديه رؤية واسعة للمحيط. في الأفق، يمكنه رؤية الوادي الذي يبحث عنه، مخبأ بين الجبال الأخرى. كان يبدو وكأنه واحة خضراء في وسط الصحراء الجافة.

بدأ في النزول نحو الوادي، وعندما اقترب، لاحظ أن المكان كان يحتوي على نباتات غريبة، وتبدو كأنها تتلألأ بألوان زاهية تحت ضوء الشمس. وسط هذا المشهد، كان هناك شجرة كبيرة ومهيبة، محاطة بأوراقها التي تألقت بألوان مختلفة وكأنها تنبض بالحياة.

تقدم نحو الشجرة، ووجد أن الأوراق على الأغصان كانت بالفعل تشبه "أوراق الأمل" التي كان يبحث عنها. لكن لحظة وصوله، لاحظ أن المكان كان محاطًا بسياج طبيعي من النباتات المتشابكة، مما جعله يشعر بأن هناك نوعًا من الحماية السحرية حول الشجرة.

بينما كان يحاول الاقتراب، سمع صوتًا من خلفه. استدار ليرى كائنًا غريبًا يقف في الظل، ممسكًا بعصا طويلة وزرقاء. كان الكائن يحمل وجهًا مستديرًا ولديه عيون لامعة، وبدت ملامحه مزيجًا من الحكمة والحنكة.

قال الكائن بصوت هادئ، "لقد قطعت شوطًا طويلًا لتصل إلى هنا، أيها الزائر. لكن هذه الأرض ليست مجرد أرض طبيعية. إنها مقدسة، وتحتاج إلى تقدير واحترام."

سأل إلرين بفضول، "من أنت؟ وما الذي تريد مني؟"

أجاب الكائن، "أنا حارس هذه الأراضي. حامي "أوراق الأمل". أنا هنا لأتأكد من أن أولئك الذين يبحثون عنها هم حقًا مستحقون. كل من يحاول أن يأخذ شيئًا من هنا يجب أن يكون مستعدًا لتقديم اختبار."

شعر إلرين بالتوتر، لكن ثباته كان لا يزال قويًا. "ما هو هذا الاختبار؟"

"الاختبار هو امتحان للنية والقلب"، قال الحارس. "سيتعين عليك إثبات أنك تستحق الحصول على "أوراق الأمل" من خلال مواجهة تحديات تكشف عن حقيقتك."

أخذ الحارس خطوة إلى الأمام، وفجأة، تحولت الأرض من حول إلرين إلى مشهد متغير. تحول الوادي إلى متاهة معقدة من الأنفاق والممرات الضيقة، وكانت الألوان والنباتات حوله تتغير بشكل مستمر.

بدأ إلرين في التنقل عبر المتاهة، محاولًا التركيز على كل خطوة. كانت هناك لحظات من الفوضى والخوف، حيث كانت الممرات تتقلب وتتغير حوله. كان عليه أن يتخذ قرارات سريعة ويختار المسارات الصحيحة لتجنب الضياع.

تجلى أمامه العديد من الصور والمشاهد التي تجسد آماله وأحلامه، لكن أيضًا مخاوفه وضعفه. كان عليه أن يواجه كل هذه المشاعر والمشاهد، وأن يظل متمسكًا بالهدف الذي جاء من أجله.

في نهاية المتاهة، وصل إلى غرفة مفتوحة تحتوي على "أوراق الأمل". كانت الأوراق تتلألأ بتوهج دافئ، وكأنها تجسد النور الذي كان يسعى إليه. لكن قبل أن يتمكن من الوصول إليها، وقف الحارس أمامه.

"لقد اجتزت الاختبار، لكن هناك مسألة أخيرة"، قال الحارس. "يجب عليك أن تقسم على استخدام "أوراق الأمل" بحكمة، ولخير الجميع."

رفع إلرين يده وقسم بكل صدق، "أقسم أنني سأستخدم هذه الأوراق لتحقيق النور والسلام، وسأحترم كل ما تعلمته من رحلتي."

ابتسم الحارس بارتياح، وسمح لإلرين بالاقتراب من "أوراق الأمل". عندما أخذ الأوراق، شعر بطاقة هائلة تنبض بين يديه، وكأنه كان يحمل قطعة من النور نفسه.

عند مغادرته الوادي، كان إلرين يشعر بأن رحلته قد أصبحت أكثر وضوحًا. كان لديه الآن جزء مهم من المفتاح السحري، وكان على وشك المضي قدمًا إلى المرحلة التالية من مهمته.

بينما كان يعود عبر الجبال والصحراء، كان يتأمل في الرحلة التي قام بها، والتحديات التي واجهها، والدروس التي تعلمها. كان يعرف أن الطريق أمامه لا يزال طويلاً، لكنه كان مستعدًا لمواجهة أي صعوبات، بثقة أكبر من أي وقت مضى.

~~~~~~~~~~~~~~~
مع اطيب التحيات
دنيا كمال

حكاية النور: رحلة العناصر الثلاثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن