وصل إلرين إلى قاعدة الجبل السماوي مع بداية شروق الشمس. كانت القمة مغطاة بالثلوج، والجو كان باردًا وقاسيًا. بدأ في تسلق الجبل، حيث كانت الصخور مغطاة بالجليد، مما جعل التسلق أكثر صعوبة. لكنه كان مصمماً على المضي قدمًا، وكانت عزيمته قوية.
بعد ساعات من التسلق المضني، وصل إلى نقطة مرتفعة حيث بدأت الثلوج تزداد كثافة. كان الهواء رقيقًا، وتزايدت الرياح القوية التي كانت تهب من كل اتجاه. مع ذلك، استمر إلرين في التقدم، وبدأ يشعر بشيء غير عادي في الهواء، كأن هناك قوة سحرية تحيط به.
وفي النهاية، وصل إلى قمة الجبل حيث وجد نفسه أمام معبد قديم مزين بالثلوج، مغطى بنقوش مقدسة. كان يبدو أنه لم يمس منذ قرون، وكأن الزمن توقف فيه. دقق في النقوش التي كانت تلمع بألوان زرقاء، وأدرك أنها تتحدث عن عنصر النقاء وكيفية الوصول إليه.
دخل إلرين المعبد بحذر، وعند دخوله، وجد نفسه في غرفة مفتوحة محاطة بالضباب. في وسط الغرفة، كان هناك حجر كبير يلمع بألوان نقية، وعلى سطحه نقش يشير إلى أن هذا هو عنصر النقاء.
بينما كان يقترب من الحجر، سمع صوتًا خافتًا يأتي من الظلام. استدار ليرى كائنًا شفافًا يتجلى من الضباب. كان الكائن يبدو كأنه روح نقية، مع عيون لامعة ونقية.
قالت الروح بصوت هادئ، "لقد اجتزت الكثير للوصول إلى هنا، ولكن لا يمكن لأحد أن يأخذ عنصر النقاء دون إثبات نقاء قلبه. يجب أن تكون مستعدًا لمواجهة اختبارات ذات طبيعة عميقة، تتعلق بنقاء نواياك وروحك."
سأل إلرين، "ما هي هذه الاختبارات؟"
أجابت الروح، "ستواجه رؤى تمثل جوانب مختلفة من روحك. يجب أن تتجاوز هذه الرؤى دون أن تدعها تؤثر على نقاء قلبك."
في لحظة، بدأت الرؤى تتجلى أمام إلرين. كانت المشاهد عبارة عن تجسيدات لمخاوفه، أخطائه، وتجاربه المؤلمة. رأى نفسه في مواقف تجعله يشعر بالذنب والأسى، وتعرض لحظات من الألم والشعور بالعجز. لكنه كان يعلم أن هذه المشاهد ليست سوى اختبار.
أخذ نفسًا عميقًا، وواجه كل رؤية بشجاعة وهدوء. كانت الرؤى تحاول استنزاف قوته العاطفية، ولكن إلرين ظل ثابتًا في إيمانه ونقاء هدفه. كلما تجاوز أحد المشاهد، شعر بقوة النقاء تتجدد في قلبه.
أخيرًا، انتهت الرؤى، وعادت الروح إلى الظهور أمامه. قالت الروح، "لقد أثبت نقاء قلبك. يمكنك الآن أخذ عنصر النقاء، ولكن تذكر أنه لا يجب استخدامه إلا بحكمة ولخدمة الخير."
تناول إلرين الحجر، وشعر بطاقة هائلة تتدفق عبره. كان العنصر يتوهج بألوان دافئة، وكأنه يجسد النقاء المطلق. وضعه في حقيبته بعناية، وأدرك أن هذه الخطوة كانت مهمة في رحلته.
بعد أن غادر المعبد، بدأت الثلوج في الذوبان تدريجياً، وكانت الشمس تشرق من جديد. شعر إلرين بالانتعاش والتجدد، وكانت عزيمته أكثر قوة من أي وقت مضى. الآن، كان عليه أن يتجه إلى أعماق البحر الأسطوري للبحث عن عنصر الشجاعة.
سافر عبر طرق مليئة بالمناظر الطبيعية الرائعة، ثم وجد نفسه عند شاطئ البحر الأسطوري. كانت الأمواج تتلاطم على الصخور، وكان البحر يبدو وكأنه يحتوي على أسرار غير محدودة. بدأ في تجهيز نفسه للغوص في أعماق البحر، مع علمه أن هذا سيكون اختبارًا كبيرًا لشجاعته.
عندما نزل إلى البحر، كانت المياه باردة وعميقة، وكانت الكائنات البحرية الغريبة تطير حوله. تعمق في الأعماق، وواجه تحديات جديدة: مخلوقات بحرية تهجم عليه، وكتل من الصخور العائمة التي تعيق طريقه. ولكنه ظل شجاعًا، مستمرًا في البحث عن العنصر المفقود.
في أعماق البحر، وجد معبدًا قديمًا مشابهًا للمعبد على الجبل، وكان يحتوي على عنصر الشجاعة. لكن لم يكن الوصول إلى العنصر سهلاً؛ كان هناك اختبارات تتعلق بالشجاعة الداخلية، وواجه مواجهات مع مخاوفه الداخلية.
عندما اجتاز إلرين هذه التحديات، استرد عنصر الشجاعة، وبدأ في صعود البحر إلى السطح. ومع كل خطوة كان يشعر بقوة جديدة، واثقًا من قدرته على مواجهة ما هو قادم.
مع العنصرين: النقاء والشجاعة، كان على إلرين الآن البحث عن عنصر الحكمة. تذكر التوجيهات السابقة، واتجه نحو أعمق بئر للمعرفة. هناك، ستنتظره آخر التحديات، وستكون معرفته وقوته العقلية في اختبار حاسم.
~~~~~~~~~~~~~~~
مع اطيب التحيات
دنيا كمال