٩- بدايَةٌ جَدِيدَةٌ

106 16 4
                                    



. ݁₊ ⊹ . ݁˖ . . ݁₊ ⊹ . ݁˖ . . ݁₊ ⊹ . ݁˖ . . ݁₊ ⊹ . ݁˖ .

قَرَّرُوا أَنْ يَبْقَوْا اجْتِمَاعَاتِهِمْ عَارِضَة، مُمْزَوَجَةً بِرِحْلَاتٍ تَبْدُو أَقَلّ كَأَنَّهَا جُلْسَاتُ عِلَاجٍ وَأَكْثَر كَأَنَّهَا مَوَاعِيدَ، ذَهَبُوا إِلَى السِّينِمَا، تَعَانَقُوا أَيْدِيهِمْ فِي الظُّلَامِ، يَتَبَادَلُونَ الهَمْسَاتِ وَالضِّحْك.


زَارُوا الْمَتَاحِفَ، حَيْثُ أَشَارَ جِيمِين إِلَى قِطَعِ الْفَنِّيَّةِ الْمُفَضَّلَةِ لَدَيْهِ، صَوْتُهُ مَلِيءٌ بِالْعَاطِفَةِ وَالْحَيَاة، كُلُّ تَجْرِبَةٍ مُشْتَرَكَةٍ جَعَلَتْهُمْ أَقْرَب، رَابِطَتُهُمْ لَمْ تَعُدْ سِرًّا يَجِبُ إِخْفَاؤُهُ.

وَأَثْنَاءَ تَجَوُّلِهِمَا عَلَى ضِفَةِ النَّهْر، وَبَيْنَمَا كَانَ الْقَمَرُ يُلْقِي تَوْهُّجَهُ الْفِضِيَّ عَلَى الْمَاء، قَرَّرَ جِيمِين أَنْ يُشَارِكَ لِيُونغي شَيْئًا خَاصًا. بَدَتْ عَيْنَاهُ مُلِيئَتَيْنِ بِالْعَزْمِ وَالْهُدُوءِ وَهُوَ يُعْبِرُ عَنْ قَرَارِهِ بِكُلِّ جِدِيَّةٍ. "لَقَدْ رَسَمْتُ شَيْئًا لَك"

قَالَ بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ وَجَادٍ، مُشِيرًا إِلَى أَنْ هَذَا الشَّيْءَ الَّذِي قَدْ رَسَمَهُ لَمْ يَعُدْ مُقْتَصِرًا عَلَى جِلْسَاتِهِمَا فَقَط.

شَعُرَ يُونغي بِقَلْبِه يَرْتَعِشُ مِنَ الشَّوْق. "هَلْ يُمْكِنُنِي رُؤِيتَهُ؟"

أومأ جِيمِين بِرَأسه، وَقاده إِلَى مَكان هادئ تَحْتَ شَجَرَة الصُّفْصَاف، سَحَب لَوْحَة مَلْفُوفَة مِن حَقِيبَته، وَكَانَت أَشْعَة ضَوْء الْقَمَر تَرْاقُص عَلَى النَّسِيج، بَيْنَمَا كَانُوا يُكْشِفُون عَن لَوْحِةٍ، كَشَفُوا عِن لَوْحِةٍ، وكَانَتْ لَوْحَةٌ تَحْتَوِي عَلَى السَمَاء لَيْلِيَّة مَلِيئَة بِالنُّجُوم، وَظِلَال لِشَخْصَيْن يَقْفَان يَدًا بِيد عِنْدَ حَافَّة صَخْرَة.

كَانَت اللَّوْحَة رَمْزًا لِرِحْلَتهم، حِيثُ أَعْطَت ظُلْمَة مَاضِيهم الطَّرِيق لِنُور مُسْتَقْبَلِهم الْمُشْتَرِك.

"عندما وَقَفَ يُونْغِي أمام اللَّوْحَة، شَعَرَ بالعُوَاطِف تَمْلأ عَيْنَيْه، وهُو يَسْتَمْتِع بأدْق تَفَاصِيل العَمَل الفَنِّي الرَّائِع. "إنَّهُ... إنَّهُ رَائِع"، هَمَس بصَوْت مَلِيء بالعَاطِفَة، وكانَت دُمُوعُهُ تَتَلَوَح فِي عَيْنَيْه، لَكِنَّهَا لَم تَنْزِل بَعْد. "هَذَا لِي؟"

أومأ جِيمِين برأسِه، عَيْناه تَلْمَعان بالبَهجة. "إنَّها نَحْن"، قال، مُشِيْرًا إلَى الشَخْصِيَّات فِي لَوْحِةٍ وَاقَفُين عَلَى حَافَّة شَيْء جَمِيْل، حَيْث الأمَل يَشُعّ مِن بَصِيرَتِهِم، كَأَنَّهُم يَسْتَعِدُون لِلْغَوْص فِي بَحْر مِن الْفَرَح وَالتَحَدِيَات.. "نَحْن نَقْفُ عَلَى حافَة شَيء جَمِيل."

ضَيَّقَت صَدْر يونغي وهو يَدْرِك التَفَاصِيل الْمُعَقَّدَة، وَالْعُواطِف الَّتِي تَم تَجْسِيدُهَا فِي كُل ضَرْبَة فَنِيَّة، عَرَفَ فِي تِلْك اللَّحْظَة أَنَّ حُبَّهُم لَم يَعُد هَمْسًا فِي الظِّلَال، بَل إعْلانًا هائجًا لَم يَعُد يَمْكن احْتِوَاؤُه، مَدَّ يَدَهُ، أَطْرَاف أَصَابِعه تَلامِس الْقُمَاش، يَشْعُر بِدِفْء حُبِّ جيمين يَتَسَرَّبُ إلَى رُوحه.

"شُكْرًا," تَمَكَّن مِن قَوْلِه، صَوْتُه مُبْحُوحًا بِالإِحْسَاس. "إِنَّهَا أَجْمَل شَيْء رَأَيْتُهُ عَلَى الإِطْلاق."

ابْتِسَامَة جيمين كَانَت مُشْرِقَة، عَيْنَاهُ تَتَأَلَّقَانِ بِحُبٍّ كَانَ مُكْبُوتًا لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ. "إِنَّهَا قَصَتُنَا," قَال بِلُطْف. "بِدَايَة جَدِيدَة لَنَا."

شَعُر يُونْغِي بأن إصْرَارَه يَتَلاشى، تَمَدَّدَت حُدُود عَلاقَتِهُما إلَى أقْصَى الحُدُود، وعَلِم أنَّهُ لَم يَعُد يُمكِنُهُ إنْكَار مُشَاعِرِهِ، مَدَّ يَدَهُ نَحْو جِيمِين، قَلْبُهُ يَنْبِض بِقُوَّة فِي صَدْرِه. "لنُجْعَلهَا حَقِيقَة"، هَمَس، صَوْتُهُ يَكاد يَكُون غَيْر مَسْمُوع بِسَبَب لُمُوج النَهْر.

بَحَثَت عَيْنَي جِيمِين فِي عَيْنَيه، الأمَل وَالْخَوْف مَتَشَابِكَان. "هَل أَنْت مُتَأكِد؟"

بَعْدَمَا أَخَذَ يُونْغِي نَفَسًا عَمِيقًا، امْتَلَأَت رِئَتَاهُ بِالْهَوَاء الْبَارِد لِلْمَسَاء. "نَعَم"، قَالَ بِصَوْت ثَابِت. "لَقَدْ وَصَلْنَا بَعِيدًا جِدًا لِنَتَجَاهَل مَا بَيْنَنَا."

ابْتَسَمَ جِيمِين، وَانْتَشَرَ الدَّفْء فِي جَسَدِه مِمَّا بَدَا وَكَأَنَّهُ يَطَارِد آخَر أَجْزَاء خَوْفِهِ، اقْتَرَبَ بِخُطُوَة، عَيْنَاهُمَا مُتَصِلَة فِي وَعْد صَامِت. "لَمْ أَشْعُر مِثْل هَذَا مِن قَبْل"، هَمَس.

مَعْ إِبْهَامِهِ يَتَتَبَّعُ خَطَّ فَكِّهِ، قَالَ يُونْغِي بِصَوْتِ هَمْسٍ، "لَمْ أَشْعُرْ مِثْلَ هَذَا مِنْ قَبْل، لَكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ صَحِيحٌ." انْحَنَى يُونْغِي مَعَ ارْتِجَافٍ فِي قَلْبِهِ، وَقَبَّلَ شَفَاهُ جِيمِين بِلَطْفٍ وَحُنَانٍ.

كَانَتْ هَذِهِ اللَّحْظَةَ الَّتِي حَلَمَ بِهَا جِيمِين طَوَالَ السِّنِين، دَفْءُ عِنَاقِ يُونْغِي كَالْعِلَاجِ لِرُوحِهُمَا، تَحْتَ شَجَرَةِ الصُّفْصَافِ، وَقَفَا وَسَطَ لَوْحَةٍ تَشْهَدُ عَلَى بِدَايَةِ حَيَاتِهِمَا الْجَدِيدَةِ مَعًا.

....

⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.




⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣⌣

يُتبع...

𝐘𝐌 || مَصْدَرُ إِلْهَامِيِّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن