كان أحمد يمشي ببطء في شوارع المدينة الهادئة، حيث كانت نسائم المساء الباردة تلفح وجهه بلطف. كان يعشق هذه اللحظات، لحظات التأمل التي كانت تملأ فراغ قلبه. عمله الناجح في الشركة الكبرى كان يملأ يومه، لكنه لم يكن قادرًا على ملء روحه. كان يشعر دائمًا بأن هناك شيئًا مفقودًا، شيء يتوق إليه ولا يستطيع تحديده.في أحد الأيام، بينما كان أحمد جالسًا في مقهى صغير على زاوية الشارع، غارقًا في أفكاره وبين يديه كتاب قديم، لم يلحظ دخول فتاة ذات شعر بني طويل وعيون عسلية هادئة. جلست الفتاة بهدوء على الطاولة المجاورة له، وأخرجت من حقيبتها كتابًا ممزق الصفحات، بدت عليه علامات الاستخدام المتكرر.رفع أحمد نظره من الكتاب للحظة، وإذا بعينيه تتقابل مع عيني الفتاة. كانت تلك اللحظة الأولى التي شعر فيها بأن قلبه قد توقف عن الخفقان لثانية. شيء ما في تلك العيون الحزينة لامس روحه. عاد إلى قراءة كتابه، لكن عقله لم يعد يستطيع التركيز. كل ما كان يفكر فيه هو تلك الفتاة التي تجلس بالقرب منه، والتي بدت وكأنها تحمل في قلبها آلاف القصص.بعد دقائق، نهضت الفتاة بهدوء، ولكن قبل أن تترك المقهى، نسيت كتابها على الطاولة. لم يستطع أحمد منع نفسه، فمد يده ليلتقط الكتاب ويركض خلفها. "عفوًا، لقد نسيتِ كتابك"، قال لها بابتسامة مترددة.التفتت الفتاة إليه ببطء، وابتسمت ابتسامة باهتة قبل أن تأخذ الكتاب من يديه. "شكرًا لك. لم أكن لأحتمل فقدانه." كانت نبرتها تحمل خليطًا من الحزن والامتنان. ومن تلك اللحظة، بدأ شيء ما يتغير في حياة أحمد. كان يشعر بأن لقاءه بهذه الفتاة لم يكن صدفة، وأن هناك قصة ستجمع بينهما، قصة قد تغير كل شيء.
أنت تقرأ
احببت فتاة مهددة بالموت
ChickLitكان أحمد يمشي ببطء في شوارع المدينة الهادئة، حيث كانت نسائم المساء الباردة تلفح وجهه بلطف. كان يعشق هذه اللحظات، لحظات التأمل التي كانت تملأ فراغ قلبه. عمله الناجح في الشركة الكبرى كان يملأ يومه، لكنه لم يكن قادرًا على ملء روحه. كان يشعر دائمًا بأن...