| لشوارع لندن حكايتين |

|𝟏| غَرِيبَةٌ فِي مَدِينَتي

أذا كنتِ ستستمرين في قراءة الرواية
ضعي تاريخ بدئ القراءة والوقت،
قراءة ممتعة

◇──◆──◇──◆

َما يْسِمُّونَهُ حُزْنًا
تَذَوَّقَتُ طَعْمِهِ بَاكِرًا
وَقَبْلَ الَاوَانِ .

"تاكوبوكو إيشيكاوا

◇──◆──◇──◆

لندن إنجلترا |ديسمبر 1813|

كَانَ الشفَق قد حَل، لَكِن جَمَالَ السَّمَاءِ
الرقيقة الْمنتشِرَة لَمْ يَلْحَظه أَحَد، فَقَدْ
كُشْفَ عَنْ امْتِدَادِ الظَّلَامِ الْمَشْؤُومِ بِظِلَالِهِ
الْخَائِنُهُ التِي تُخْفِي مُفْتَرِسِي الْعُنْفِ الْمُعْتَمَد
وَسُوءِ الْحَظ .

كَانَتْ شَوَارِعُ لَنْدَنْ الْمُسَوّدَةُ هَذِهِ بِمَثَابَةِ
الْمَجَالُ الْمَشْؤُومُ لِأَكْثَرِ الْمُجْرِمِينَ فَسَادًاً
وَتَعَطُّشًاً لِلدِّمَاءِ فِي الْمُجْتَمَعِ . "كَانَتْ فَتْرَة
الْأَضْمِحْلَالُ مَعَ الْبَرْدِ الْقَارِسِ الَّذِي يَلُفُّ الْجِسْمَ
بِكَفَنٍ بَارِدٍ، يَغُوصُ عَمِيقًاً حَتَّى الْعَظْمِ، مِمَّا
يُؤَدِّي إِلَى حَالَةٍ مِنْ الْخَدْر .

كَانَ هُنَاكَ ضَلٌّ صَغِيرٌ وَاضِحٌ يَشُقُّ
طَرِيقُهُ بِحَذَرٍ عَبْرَ الشَّوَارِعِ الْمَهْجُورَةِ
الَّتِي سَتَعِجُّ بِالْحَيَاةِ فِي الْغَدِ ." كَانَ هُنَاكَ
مِعْطَفٌ يَلُفُّ حَوْلَ جَسَدِ الطِّفْلَةِ الصَّغِيرَةِ،
وَكَانَ تَحتَ سُتْرَة بِهَا ثُقُوبٌ وَشُقُوقٌ
مُخْتَلِفَةٌ؛ سِرْوَالٌ مُمَزَّقٌ بِالْكَادِ يُوَفِّرُ أَيَّ دِفْءٍ
ضِدَّ لِدْخَةِ الشِّتَاءِ الْقُطْبِيَّةِ .

هَرَبَتْ مِيكَاسَا هَايِز إِلَى الشَّوَارِعِ،
بَحْثًاً عَنْ مَكَانٍ لِلِاخْتِبَاءِ يُوَفِّرُ لَهَا
الْغُمُوضُ ضِدَّ التَّهْدِيدَاتِ الْمُزْعِجَةِ .
"أُشتَدتْ مَخَاوِفُهَا، وَأَسْتَطَاعَتْ انْ تُشَم
رَائِحَةُ الْخَوْفِ الْفَاسِدِ فِي الْهَوَاءِ وَتَسْمَعُ
دَقَّاتُ قَلْبِهَا الْمَحْمُومَةُ، وَإِيقَاعُهَا مِثْلَ طَبْلَةٍ
مُسْتَمِرَّةٌ فِي أُذُنَيْهَا ." أَرْتَجِفُ جَسَدَهَا بِعُنْفٍ،
بَحْثًاً عَنْ أَيِّ دِفْءٍ يُمْكِنُ أَنْ تُوَفِّرَهُ لَهَا مَلَابِسُهَا
الْمُتَهَالِكَةُ .