الميدان ينتظرك ❤

340 19 1
                                        

Part 5

يتكئ بجسده الجريح على الحائط امام عتبه مقهاه , تتساقط دموعه بغزاره رغمًا عنه رغم هدوء نظراته وانطفاء بريقها , يحاول جهادًا ان ينبس بحرف كي يستغيث , ولكن لفرط وهنه , لم يستطع حتى ان ينطق بالكلام , تشوش عقله , وثقلت انفاسه , هل الذي اودى به جريحا قبل قليل هو صالح ؟ ام انه هيء له ذلك ؟ هل ابنه حي يرزق ام اصبح شخص يصنع احداثًا من وحي خياله كي تمسح على قلبه من صدء الايام وما فعلت به ..
حتى خرج شهقة الم حين بدأ يفقد وعيه , بالوقت ذاته الذي زامن عودة جومالي كعادته الى حيه متأخرًا , وانتبه الى ضوء المقهى وقد شغل باله وجود ابيه بالمقهى الى هذا الوقت وظن بداخل نفسه ان ابيه ينتظره , ف تنهد ممتعظًا , وارغم نفسه على الذهاب عند والده ف بكل الاحوال يعلم ان ابيه يعلم انه لم يعد الى الان ..
وقبل ان يصل , وصلت الى مسامعه تلك الشهقه التي جهل مصدرها اولًا , ثم صوت انفاس متتابعه , ليركض مسرعًا وثقلت خطواته , حين رأى ابيه ملقحًا ارضًا بين بقعة دماء امتدت حتى اقدامه , شهق جومالي خائفًا وتوجه نحو ابيه ورفع اياه وسط خوفه , ليقل ادريس وسط ثقل حروفه : صالح ..
قوس جومالي شفتيه ثم قال : بابا .. بابا ماذا يحدث ؟
-صا   لح ...
=سأجدهم يا ابي , صالح وياماش , ولكن ارجوك ماذا يحدث ؟ انظر الي , انظر الي , من فعل هذا ؟
ليجبه ادريس ب انفاس ثقيله : جد اخوتك جومالي , انهم قريبين بقدر بعدهم , اخبرهم ان اباهم يحبهم ..
لتتساقط دموع جومالي وهو يقول : ارجوك لا تفعل , لا تفعل , سأجدهم وانت من ستخبرهم بهذا كله ..
ليرفع ادريس يده الداميه ومسح بها وجنة ولده , وامسكها جومالي  حين شعر بها تسقط مع جفني ابيه , ليصرخ ب اعلى صوته طالبًا المساعده .
...................
في مكان اخر , وسط الغابه , حيث يعيش الابن ما يعيشه ابيه , بعدما ركض مسافه لا تعتبر هينّه وسط جرحه بعدما ضرب مارت بفوهة السلاح على صدغه ف شقه ثم اطلق على خصره بسلاح مارت ورماه هاربًا قبل ان يستوعب مارت اي من ذلك ..
وفي وسط تلك الغابه , يتكئ بجسده الجريح على جذع احد الاشجار , متألمًا , يناظر السماء بعيناه المتعبه , وترتسم على وجنتيه شبح ابتسامه خفيفه , وبصوت خافتٍ يدندن وسط انفاسه الثقيله وصوته الذي يكاد ان يكون مسموعًا , ولكن المه يظهر فيه : إحكي لي قصة يا ابي , ليكن بداخلها كل العابي , الذئب والخروف والحلوى , إحكي لي قصة يا ابي , ليكن بداخلها البحر والاسماك , المطر والثلج والشمس والقمر , بينما تحكي , امسك بيدي حتى لو غفوت لا تذهب وتتركني وحيد , احكي لي قصه يا ابي , ليكن بها كل احبائي , ليكن بها اسطنبول , احكي لي قصه يا ابي ..
وشهق عند جملته الاخيره , حين تمكن الالم منه وقال وسط ضحكات اصطنعها : انا فعلت , انا فعلت , الم افعل ؟ بالطبع فعلت ! واكمل حين احتدت نبرته : الم انتقم لطفولتي ؟ الم انتقم لصالح الذي قتله هو مره ,وقتلته انا الف مره بسببه ؟ الم انتقم للقصص التي لم يرويها لي ؟ الم انتقم لألعابي التي حرمت منها ؟ الم انتقم لأنني غفوت وحيدًا ؟ فعلت .. لما لا يذهب كل هذا اذا ؟ لما ما زال الالم ينهش بصدري ؟ الم يكن كل ما تمنيته هو ان يموت ؟ وها قد فعلت .. لما لا يهدأ قلبي , اذهب ومت , ليرتاح قلبي فقط , لأنتقم من قسوتك , من ثمن اخطائك الذي دفعته دومًا
ثم تنهد ب الم وقال : لا تذهب , ما زلت سأنتقم منك , با  با ... حيث كانت تلك جملته الاخيره , وربما لم يسمعها هو من فرط وهنه , ولفقدانه وعيه , تحت ضوء القمر في هذه الغابه وحيدًا , يصارع الالم وحيدًا كعادته .
..........
اما عند مارت , الذي يجلس رغمًا عنه على احدى اسرة قسم الطوارئ ب اقرب مشفى وامامه المدير , الذي يتفحص جرح رأسه وهو يقول : من الجيد انه لم يؤذيك بشده , قال الطبيب ان لا ضرر اصابك , ولكن ستبقى هنا خشية ان يكون هناك ارتجاج او شيء كهذا ..
ليقل مارت والنار تسري في جسده من شدة قلقه : لن ابقى يا حضرة المدير , ارجوك , ومن ثم ها انا بخير , دعني اذهب فقط ..
=ماذا يحدث ان لم تكن هنا ستكون في منزلك وحيدًا , على الاقل هنا يوجد من يهتم بك يا مارت ..
تنهد مارت بغض واجابه : لا احب البقاء هنا , تمام انا ارتاح في منزلي اكثر ..
-انت ادرى ولكن ستتوخى الحذر , بالمناسبه , جيد فعلت , لقد اصبت الرجل
ابتسم مارت بضغينه ليكمل المدير : لا اعتقد انه ما زال حيًا الى الآن , فكما تقول انك اصبته في مكان حيوي ..
وقال مارت هذا فعلًا , كي يبعد اي شبهه عن اخيه وحتى تفقد القوات الامنية الامل بالبحث عنه على الاقل هذه الليله , ف يعلم في تلقاء نفسه ان اخيه اختبئ في مكان امن ولن تستطيع يد الوصول له , ولكن احترازًا من خبث المدير اراد ابعاد الشبهات قدر الامكان وعرقلة امورهم , ليومئ مارت بغضب واضح وقال : لا بد انه فقد دماءًا اودت بحياته ..
-لم ترى وجهه ؟
=كان ملثمًا , ثم اكمل بقلق واضح: مديري , هل يمكنني الذهاب الى المنزل , انظر رأسي يؤلمني كثيرًا ولا استطيع البقاء هنا اكثر , اود النوم ..
اومئ المدير وقال : هل ارسل احد الاولاد لتوصيلك ؟
نهض مارت من مكانه مسرعًا وقال ذاهبًا : لا داعي يا مديري , اتولى امري .. تاركًا يوسف ورائه يناظر ذهابه بعيدًا ..
وما ان توجه الى سيارته وانطلق بها نحو الغابه و اخرج هاتفه مسرعًا واتصل على اخيه عدة مرات , هو الذي لا يجيب البته , ليرفع هاتفه مجددًا محادثًا ابيه الذي اجابه فورًا ليقل مارت بقلق : بابا , لقد اصيب اخي .. انا لا اعرف اين هو واللعنه .. اطلق على نفسه كي يستطيع انقاذي وكي لا اكشف من يوسف ..
ليجبه جلال بقلق : ماذا حدث يا مارت ؟
ليقل مارت متلعثما بحديثه من فرط قلقه : لا يهم  ماذا حدث الان , اقول لك اخي اصيب , اطلق على نفسه لحمايتي وانا اللعنه لا اعرف اين هو , اتصلت به عدة مرات ولكن لا يجيب ..
=تمام اهدئ , اهدئ واخبرني اين انت ..
-سأعود للغابه , سأبحث عنه
=لا تذهب , تمام انا سأذهب ولكن انت , ان رآك احد ستثير الشبهات ضدك , افعل ما قلت لك ..
-اتصلت كي اخبرك ان تبحث عنه معي ,لا يهمني اي شيء اخر , انك تعلم العنوان ذاتًا , اذ اردت تعال وان اردت لا تأتي , اما انا سأبحث عن اخي ..
واغلق الهاتف غاضبًا وهو يضرب المقود امامه بغضب وصرخ : اه يا اخي اه ..
وما ان وصل الغابه , حتى انتشل كشاف من جانبه , وغاص وسط تلك المنطقه المخفية ملامحها , حيث يدرك ان لا بداية ولا نهاية هنا .. سيبحث وسط المجهول .. وهذا كله لم يحده عن البحث , ف ما يدور بباله شيء واحد فقط وهو اخيه ..
مرت ساعه وكانت على مارت مثل عام , وسط صداعه الذي يفتك برأسه ,يركض مثل المجنون هنا وهناك , ولا اثر لأخيه , واكمل طريقه حتى وقف مستندًا على جذع شجره صارخًا ب اسم اخيه وما ان اراد الابتعاد ,حتى شعر بشيء لزج لوث يده , ليضيئ نحوها , ليجدها اصطبغت بالدماء , ليأخذ انفاسه التي سلبت منه وقال : دمائه , انها دمائه , وبدأ يبحث عن اثار الدماء , ربما يجده .. وبالحقيقة كان يعلم فارتولو جل المعرفه , ان اخاه سيبحث عنه وسط هذه الغابه مجهولة الطرق , ف كان يترك بقعًا من دمائه ك اثر كي يجده اخيه , وابتسم مارت مكملًا بحثًا , حتى انقطع الاثر , فصرخ ب اسمه دون رد من الأخر , لينتشل هاتفه متصلا به مجددًا , حتى تردد رنين هاتف فارتولو الى مسامعه , ف تبعه حتى وجد اخيه مستندًا على الشجره , مغشيًا عليه دون حركه ..
وقع قلب مارت مثل ملامحه , وتخلل الخوف مفاصله , شعر لوهله من فرط خوفه انه خسر عائلته مجددًا .. ليمسح على وجنتيه بقلق وتوجه نحو اخيه وجثى امامه بخوف متفحصًا انفاسه ,  على اي حال ف هو يعلم على اي حال سيجد اخيه , ولكن ما كان يقلقه الاصابه , هل مميته ام سيصمد ..
وعاد النفس الى جوفه حين ضربت انفاس فارتولو الدافئه يده , لينتشل اخيه لحضنه وشد عليه بكل خوفه الذي عاشه وقد ضحك وسط بكاؤه : انت حي , انت حي .. لقد وجدتك لا تقلق  , وجدك اخيك , ستكون بخير .
ومن ثم نهض منتشلًا اخيه ساندًا اياه على كتفه ومشى به مسافه بعيدة نسبيًا , حتى وصل السياره , ونقله الى احد منازل جلال الامنه ..
اسند اخيه على الاريكه ونزع عنه قميصه , ليجد جرح غائر في جانبه , وينزف بغزارة نوعا ما , فكم مضى على اصابته ولا زال ينزف , رغم ان الاخر قد شحب لونه , وابى ان يستيقظ , رغم محاولات مارت المستمره , حين اراد انتشال الرصاصه ولكن باء بالفشل ..
نهض من مكانه والخوف يملئ قلبه , انتهت افكاره , حتى انه لم يعد يفكر بشكل صحيح , ف احضر قطعة قماش كبيرة وغطى بها الجرح , وربطها على خصر اخيه مانعًا نزيفه , حتى يحضر احدًا يستطيع معالجة اخيه .
وتماما ك شخص فاقدًا لمنطقه من فرط خوفه , لم يكن حلًا منطقيًا ان يذهب ل منزل الطبيبة ملك فقط لأن ما يسبق اسمها لقب الطبيبة بغض النظر عن الاختصاص , ولكن كان حلًا في كل الاحوال , واحضرها بعد ان توسل اليها مساعدته , وهي من فرط قلقه , ولأنها مدينه له بروح , وافقت على مساعدته رغم عدم فهمها للموضوع تمامًا لأنه كان يهذي ..
ف اخذها وعاد بها عند اخيه وصدمت هي حين رأت كمية الدماء التي تملئ المكان والقماش فقالت : ماذا تفعل ؟ يجب ان يذهب للمشفى ..
=ان ذهب سيكون خطرًا على حياته , الست طبيبة , يمكنك معالجته .
-انا طبيبة نفسيه يا سيد , استمع للمريض , احل مشاكله , لا اخرج رصاصه ..
ليتنهد مارت بقلق ف اخيه امامه دون تدخل منذ 3ساعات مرت على اصابته , وقد لاحظت هي ذلك , لتقل : تمام هل هناك عدة اسعافات ؟ او شيء استطيع معالجته به ..
اومئ مارت بقلق وقد احضر كل ما طلبته لتطلب منه المساعده وتقدم هو بعدما ازالت قطعة القماش , ومسحت الدماء , وعقمت اداوتها ثم طلبت من مارت ان يحرق لها سكين كي تستطيع اخراج الرصاصه ..
وفعل , واخذتها هي , ونظرًا لسكين حامية لامست جرح دامي دون مخدر, استيقظ فارتولو من فرط المه صارخًا , لتصرخ ملك ب مارت كي يثبته وفعل هو محتضنًا اخيه , بينما اكملت هي عملها , وانتشلت الرصاصه وخاطت جرحه وضمدته , لتطلب من مارت ان يحضر لها محلولًا ودماءًا من نفس زمرته من بنك الدماء ..
بينما قد غفت عين الاخر من فرط المه , ليمسح مارت جبين اخيه من حبات العرق التي انسابت بغزاره وقال : من اين قد احضر الدماء  ؟
ثم ضرب رأسه وقال : ابي , اين هاتفي , لا بد انه يتأكل من القلق الان !!
وعاد الى سيارته واخذ هاتفه متصلًا ب ابيه بعد عدد مكالمات فائته وجدها منه تتجاوز ال عشرين مرة , ليجب جلال بقلق : مارت ماذا حدث , لقد بحثت الغابه ب اكملها ولا اثر وانت لا تجيب , ماذا تفعلون انتم ..
ليقل مارت : تمام بابا , تمام اعتذر , وجدت اخي ونقلته الى منزل من منازلك الامنه , سأرسل العنوان ولكن , انا بحاجة الى دماء من زمرة دمه عاجلا , ومحلولا ..
اومئ جلال وجاء مسرعًا بيده كل ما طلبه ولده , واخذت ملك الدماء ووضعتها لفارتولو وسط نوم الاخر وتعبه , ليقترب منه جلال ماسحًا على شعره وتنهد مطمئنًا ثم التفت الى مارت : هل يحق لي معرفة ما حدث يا مارت مثلًا ؟
تنهد مارت وقال : موضوع طويل يا ابي اخبرك به لاحقًا .
ليغضب جلال على ولده وقال : انا من اقول ما يحدث وما لا يحدث , اخبرني فورًا ما حدث يا مارت !
-كان لدي مهمه , احباط صفقة تجار وما شابه , ومن ثم فوجئت ان الصفقة التي ذهبت لاحباطها تعود لكم , حدث تبادل اطلاق نار بيننا حتى وجدت نفسي اقف مقابلا اخي والسلاح بكلا يدينا , وبذات اللحظة احضر يوسف تعزيزًا وكي لا يقترب منا تظاهر اخي ب اخذي رهينه , ثم اطلق النار على خصره بعدما ضربني على رأسي وفر هاربًا قبل ان استوعب كل ما حدث ..
فعل ذلك كي يظن يوسف ان حدث بيننا مشاجره وانا اطلقت عليه كي لا يشك بي ..
-لما لم يخبرك احد ان اليوم سيعقد اخاك صفقه في تلك الغابه .
=لم يخبرني احدًا , هل لو اخبرني كنت سأقع بهذا الموقف! 
-وانت لما لم تخبرنا ان هناك مداهمه ستقوم بها ؟
=اخبرني يوسف على اخر لحظة , ولم اظن ان هناك شيئًا متعلقًا بكم لأن لم يخبرني احد ان اليله لديكم عمل هناك , فلم اجد داع لأخباركم ..
-بدأ كل واحد منكم العمل كما يهوى , وكأنني لست موجود !
=انا لا افهم لما وصل حديثنا الى هنا بابا !
-وصل لأنني ارى ان كلامي يتم تجاهلها من قبلكم , منذ متى وانت تقرر وحدك يا بني ؟ تقومون بالاعمال كما يحلو لكم كان انت او اخاك ,ثم الحق بنا يا ابي , هل تعلم اي خوف عشته حين طلبت منك الابتعاد وانت رفضت ولم اجد كلاكما .. لم تستمع الي , وهو ايضًا لا يستمع الي , يفعل ما يحلو له وكما يريد ..
-انك تعرف الوضع الذي يعيشه ,تمام لمني انا , قل ما شئت لي انا , ولكن هو لا يمكنك لومه حتى .. يقوم بكل ما تطلبه منه مثل آلة , رغم اختلال وضعه وحالته , لم يحدث شيئًا حين اخطئنا مرة واحده .
وحين شعر جلال بثقل كلامه  هدئ من نبرته وقال : انا في هذه الحياه لدي كلاكما فقط , لا اسمح ان يصيب احدكما مكروه حتى لو كنتم انتم المتسببين .. من الان وصاعدًا اي تحرك ستخبرون بعضكم البعض به ..
ثم التفت ليجد ملك بجانب فارتولو ليقل : ومن هذه ؟
=طبيبة اخي
لتقل ملك : النفسيه .
=ماذا يعني هذا ؟
ليتنهد مارت وقلب عيناه قائلًا : تمام يا حضرة الطبيبة النفسيه , بالواقع لم اجد احدًا يا ابي , او لم استطع التفكير , فهي من خطرت على بالي اولًا حين اردت طبيبًا ..
=اين اصلان ؟
-تعلم انه خارج البلاد
=هل هي موثوقه ؟
-يبدو ان الفظاظه بجيناتكم يا سيد !
التفت جلال نحوها وقال : اي قلة تربية هذه !
-يعني اتيت الى هنا رغم كل ما فعله ابنك , واعالجه , وابقى صامته عن كل شيء يحدث حولي , ومن ثم تسأل ان كنت موثوقه .
=فقط لأنك تساعدين ابني سأغض نظر عن قلة التربية التي قمتي بها , وانا لا اثق بغريب فلن ابرر لك .
ليهدئه مارت وقال : تمام بابا ساخبرك , تعال لنخرج ..
تبع جلال ابنه ليقل مارت : لا اعلم ان كانت موثوقه ولكن لم تفعل شيئًا .
-سب ما اعلمه ان اخاك توقف عن الذهاب الى العياده منذ سنتين , من هذه ؟
=لقد تعرف  عليها قبل يومين , ذهب الى العياده ولا اعرف لماذا , ومن ثم مساءًا اختطف الطبيبة التي عالجته واراد قتلها وانا لحقت به , وتلك الطبيبة هي الفتاه التي بالداخل .
-تأكد من ان لا تفشي سرنا خصوصا بوضعك انت واخيك
اومئ مارت بينما قال جلال :سأذهب ابقى معي على اتصال حتى يستيقظ اخيك .
وذهب تاركًا ابنه خلفه هو الذي عاد الى ملك وقال : لا يمكنك الحديث مع ابي هكذا .
=انا لا افهمكم حقًا ولا افهم لأي عائله تعودون , كيف اخيك مجرم وانت ضابط شرطه .
-ليس كل شيء يجب معرفته يا حضرة الطبيبة , ولكن ان كان هناك شيئًا وحيدا يجب عليك معرفته هو انا ما حدث امامك ستنسينه تماما , والا المره القادمه لن اكون موجودًا لأنقذك من اخي وعقابه , لأنه اظن انك علمتي تمامًا انه لا ينسى ولا يسامح ..
-هل تهددني انت الان ؟
=ابدًا , انا فقط اضع النقاط  على الحروف
-فظ جدًا ؟.
-ذاك كان اخي , انما انا فبغاية اللطافه , انصحك بعدم تجربتك لفظاظتي .
تنهدت ملك وعادت الى جانب فارتولو تتفحص حرارته بغيض , بينما القى مارت بجسده على اقرب اريكه .
...............
وعلى الجانب الاخر , حيث حي مشفى الحي , يقف في اروقته امام غرفة العمليات , العائله ب اكملها , وعدد من شباب الحي , ينتظرون خبرًا عن ابيهم , ف طال وجوده داخلًا , بينما يجلس جومالي والدماء تملؤه مصدومًا من فرط ما عاشه , دون ان يعطي اهتمامًا لأي حديث يجرى فوق رأسه , ليقترب منه كهرمان قائلًا : آبي , تعال معي , لتغسل وجهك , واشرب بعضًا من الماء , ذهب لونك لا تقلقني عليك ..
تنهد جومالي ثم اغلق عيناه التي امتلئت بدموعه ثم قال بنبرة يسيطر عليها بكاؤه : قال لي جد اخوتك يا جومالي , انهم قريبين بقدر بعدهم , اخبرهم ان اباهم يحبهم ..
ماذا لو حدث له شيئًا بعدما عاش عمرًا منتظرًا عودة ابناؤه , اريده ان يخبرهم هو بذلك , ان يسعد ب اولاده حوله .. لا اريده ان يذهب قبل ان يراهم سالمين , ان يذهب قبل ان اكون له خير ابن مثلما تمنى دائمًا ولم استطع ..
=سيكون بخير يا اخي , الا تعلم عن من نتحدث انت ؟ كم بلوة مرت على هذا الرجل , وبقي امامها صامدًا , الن يصمد الآن !!
-فقط لو اعلم , من اوصله الى تلك الحاله ؟ كيف يعني , اب الحفرة في منتصف حيه , يأتي احدًا ويطعنه ! هل تدرك الى ضعف وصلنا !
=الاولاد يتحرون عن الامر , الان يجب ان نبقى بجانب ابي , وهذا الاهم ..
اومئ جومالي ونهض سرعان خروج الطبيب , الذي تقدم نحو اولاده وقال مطمئنًا : حمدًا لله على سلامته , فقد كثيرًا من دمائه ولكن اصابته لم تكن خطيره جدًا , حيث لم تصب مكانًا حيوي ..
-اذا لما اخذتم كل هذا الوقت يا حضرة الطبيب ..
= لأن قلب المريض توقف , حين نقل الينا , كان قد اصيب بجلطة , انت تعلم ان هناك بعض الشرايين المغلقه لديه وانه يحتاج عملية قلب مفتوح ولكنه رفضها  , يبدو ان الاب ادريس عاش شيئًا سيئًا ف لم يحتمل قبل اصابته , او ان الالم او النزيف اثر عليه سلبًا , وكان هذا من سوء حظنا , لم يحتمل جسده التدخل الجراحي من هذه الناحيه , كي لا نرهقه , ولكن حللنا الموضوع مؤقتًا .. بالواقع لا اعلم متى قد يستيقظ ولكن , الدعاء الان كل ما يفيده .
-ذهب الطبيب تاركًا الاخوة يتخبطون بكلامه , ليقل جومالي : ان لم يكن المدعو **** فارتولو السبب فلا افقه شيئًا , ثم صاح بكمال قائلًا : اريد عنوانه هل فهمتني !!
.....................
مضت الليله بكل احداثها وشرقت شمس صباح يوم , حيث وبعد كل شيء حدث يوم امس , فتح فارتولو عيناه المتعبه بخفه يناظر السقف بنظرات يطغى عليها الغباش مسترجعًا كل ما عاشه حتى اغلق عيناه في الغابه فاقدًا لوعيه , وما ان اتضحت رؤيته وناقل انظارها ارجاء المكان ليصدم بوجود الطبيبة بجانبه وقد غفت على كرسيها بعدما بقيت طوال فوق رأسه حتى لا ترتفع حرارته او شيء ..
وما ان استوعب وجودها حتى نهض على عجل وقد تأواه بخفه اثر جرحه , ونهضت هي على صوته وقالت : هل انت بخير ما يحدث ؟
=ماذا تفعلين انت هنا ؟
-لقد عالجتك , انك على قيد الحياه بفضلي , هل هناك عقابًا على هذا ايضًا , ام هذه المرة ستعلق مشنقتي !
=ما الهراء الذي تتفوهين به !
-اجلس حتى لا تتمزق غرزك واضطر لخياطتها مجددًا , وغالبا لن افعل ..
=اين مارت ايتها المعتوهه ؟
لتتقدم نحوه وتفحصت جبينه ثم قالت : خرج ليحضر بعض الادويه , لأن حرارتك الى الان لم تنخفض .
ابعد نفسه عنها وقال : لا تلمسيني ..
صمتت هي وزامن صمتها دخول مارت , الذي ما ان رأى اخيه مستيقظًا , حتى ترك ما بيده وهم نحوه , وجلس بجانبه متفحصًا اياه , ثم عانقه وقال : انت بخير اليس كذلك ؟
ثم ابعده وتفحص حرارته , ليمسك فارتولو بيده ثم قال بنبرة توضّح مدى تعبه حتى لو حاول التصرف خلاف ذلك : انا بخير لا تقلق , مجرد اصابه بسيطه ..
=كيف لا اقلق ؟ كيف تفعل بنفسك هذا ؟ لا يهمني ان كشفت او يوسف او اي ** من ذلك ! فقط ان لا تتأذى !
-اتأذى , اموت ان تطلب الأمر .. ماذا حدث كيف اتيت انت الى هناك ..
لتقاطعهم ملك قائله : انظر كيف امتلئ ضماده بالدماء , اخبرتك ان تستلقي قبل ان تتمزق غرزك ..
لينهض مارت مذعورًا وطلب من اخيه الاستلقاء وارغمه على ذلك وسط تذمر الاخر الذي قال بغضب : من احضر هذه المعتوهه الى هنا ؟ ومن ثم هل تحضر طبيبة نفسيه لعلاجي ؟
=تظل طبيبة بالنهايه .
-اتمنى ان تصمت ريثما انهي عملي يا سيد .
ليناظرها فارتولو ثم عاد ب انظاره الى مارت وقال بغضب : اخبرني كيف اتيت الى هناك ؟
قص مارت على اخيه كل ما حدث وسط تضميد الطبيبه لجرحه ثم انهى : يوسف لم يخبرني ان هناك عمليه الا باللحظة الاخيره , وانت لم تخبرني ان لديك صفقه , فلم اظن انها تعود لك ..
=تمام , المهم انت بخير , لا يهم سوى ذلك .. وارسل هذه الى منزلها .
-يقولون شكرًا عادةً
=لم اطلب منك ..
-لم اتي لأنني اريد
=اجعلي من احضرك اذا يشكرك .
-ايها الفظ ..
ليوقفها مارت وقال : تمام ملك , اعتذر انه فقط متعب , وانت محقه , حقًا شكرًا لك , لولاك لما استطعت انقاذه .
ابتسمت ملك ثم قالت : العفو , كم انك ولد مهذب..
ليبادلها مارت الابتسام وقال : هيا سأدع احد الاولاد يوصلك الى المنزل , دعني اودعك ..
اومئت ملك وخرج مارت معها الى الخارج ثم قال : ملك , اعلم انه ما عشتيه معنا مشوش بعض الشيء , كوني بالشرطه وكون اخي يعمل ب اعمال ممنوعه , ولكن الامر اكبر مما تعتقدين , انظري انا اخبرك الأن لأنني اعلم انك فتاة طيبة وافقتي على علاج شخص كاد ان يقتلك قبل يومين .. انظري , انا واخي عشنا اشياء سيئه لدرجة لا تتخيلها , وثقنا ب اناس وخذلونا , لا تكوني احد هؤلاء الناس .. تعلمين انني استطيع انهاء الموضوع بقتلك .. ولحظة انا لا اهددك الان , انا فقط اخبرك انني رأيت بداخلك فتاة جميله وطيبة القلب , لن ترضى ب اذيتي انا واخي , فقط لا تحكمي علينا مسبقًا , واعلمي ان كل ما نعيشه هو نتاج ماضينا السيء .. وان قبلتي وباشرتي العلاج مع  اخي ستعلمين عن اي الم عاشه هو على الأقل اتحدث , ليس فظًا لأنه يريد , وليس لوحًا من جليد ايضًا لأنه يريد , لأنهم اجبروه على ان يصبح هكذا , لأنهم فعلوا له اسوأ ما قد يفعل لأنسان , لأنهم سلبوا حقه من ان يشعر ومن الحديث حتى .. الرجل الذي بداخل , قتل نفسه اكثر من عشرين مرة ولو تركته , لفعلها حتى نجح , كانت ايام من صعوبتها ابكي دمًا , وانا ارى اخي وابي وصديقي وصلتي الوحيده في هذه الدنيا يعيش ما يعيشه , لما اخبرك ؟ كي تعلمين اننا بشر ايضًا , قد نكون ملطخين , ونخطئ , وقد لا يناسب خطأنا حياتك , ولكن الحياه لم تكن عادله معنا .. هل فهمتني ؟
اومئت ملك وقالت : اعتذر انك كنت قد اسئت بمكان ما ..
=ابدًا , انك الالطف على الاطلاق , فقط كي تكونين على علم .
صافحته ملك ليبادلها الاخر وذهبت هي بينما عاد هو الى اخيه , اخيه الذي ما زال مستيقظًا ليقل مارت : الم تنم ؟
-الن تذهب الى عملك ؟
=عملي اليوم هو انت , لن اتركك بالطبع .
-قد يشك يوسف .
=انا ب اجازة , ف بفضلك لقد شق صدغي ولدي ارتجاج خفيف .
-انظر الى اخي المدلل هنا , انا اشكو رصاصه وانت تشكي جرحًا 
ابتسم مارت ليكمل فارتولو : هل جاء ابي ؟
=جاء امسًا وبخني وذهب .
-استحقيت .
=هل هكذا اذا ؟
-لأنني اخبرك ب استمرار بضرورة ذهابك وانت تأبى .
=كي اتركك للموت هكذا , لا تحلم .
تنهد فارتولو ب الم خفيف , ليحضر مارت الدواء ووضعه له ثم جلس بجانبه بعدما انتهى وقال : هل لك ان لا تفعل هذا مجددًا ؟ انظر ذهبت روح من روحي , انا لا استطيع حتى التفكير بالأمر , بالامس شعرت بسيخ من نار يشق صدري , هذا الالم لا يحتمل , اختبارك دوما لي بك سيء جدًا .. انا لا اريد منك ان تضحي بنفسك من اجلي , ان اردت ان اكون سعيدًا حقًا , وان كان لدي عندك ذرة محبه , لا تضع نفسك اولًا امام فوهة السلاح , عدني
تنهد فارتولو ثم قال : اعدك , ولكن ان كان هذا ما تبقى لدي من حلول , ف سأفعله .. لو كلفني الامر موتي , حتى النهايه سأحارب الا يمسك اذى ..
تنهد مارت ممسكًا يد اخيه الذي بدأ بغط بنومه اثر تعبه , وسط انظار مارت , الذي مضت فترة , وهو بمكانه , حتى رن هاتفه , ف اخذه للخارج مجيبًا على الاتصال ..
..................................
في مطعم الكباب , حيث يجلس جلال خلف مكتبه , وامامه احد رجاله ينتظره ان ينهي محادثته على الهاتف , والتي انهاها قائلًا : اذا اخاك اصبح بخير يا بني ؟ تمام انا سآتي ب اقرب وقت , انتبه على نفسك .
واغلق الهاتف ثم اشار للرجل امامه وقال : قل ما لديك لأرى .
ليقل الرجل : يوم أمس كان السيد فارتولو ب حي الحفرة , ذاك الحي الذي طلبت منه العمل فيه , بقي على السطح المقابل للمقهى , وقت طويل ثم نزل للأسفل وطعن المدعو ب ادريس كوشوفالي اب الحفرة .
ابتسم جلال بغيظ واضح , ثم قال : ومارت ؟
=انه من عمله الى منزله , الا اذ اراد الذهاب لرؤية السيد فارتولو , فيذهبون لمنزل في اطراف المدينه , بحثت عنه , واتضح انه يعود لرجل يدعى احمد باكير , وهذا الرجل ان حيًا الى وقتنا هذا فعمره يقدر ب مئة وعشرون عام , لا يوجد له احفاد او اولاد .. فالمنزل يبقى مهجورًا , حتى قبل سنوات قليلة اشتراه السيد فارتولو من الدوله , وسجل النصف ب اسمه والنصف الاخر ب اسم السيد مارت .
اومئ جلال ممتعظًا وقال : هل هذا كل شيء ؟
-بالواقع  من خلال مراقبتي لمكالمات كلا السيدين , وجدت لدى السيد مارت مكالمات مع رقم ينتهي ب 889 بكثرة , بحثت عن صاحب الرقم , يعود لشخص يدعى يامان تكين , وبعد الوصول الى سجل المكالمات المسجله اتضح انه يساعد السيد مارت بالبحث عن عائلته هو واخيه السيد فارتولو ..
ابتسم جلال بخفه ثم تعالت صوت ضحكاته وقال : جميل جدًا .. ثم اشار للرجل بالخروج وقد احتدت نظراته ثم طلب من رجله المقرب ان يحضر لذهابه  لزيارة احد عزيز على قلبه كثيرًا , وكثيرًا للحد الذي لا يتصوره احد .
............................
مضى يوم اخر , حيث استعاد فارتولو عافيته نسبيًا ووسط اصراره , طلب من مارت ان يعيده الى المنزل , مصرًا انه بخير ولا ضرر قد يصيبه , والهدف الاهم الذي يدور برأسه بعد يومان من اصابته هو معرفة ان كان ادريس كوشوفالي قد مات , ام مثل القط  ب سبع ارواح كما يقولون , وانتظر ذهاب اخيه حتى يستطيع الذهاب والتأكد بنفسه .
..........
اما في حي الحفره , حيث ما زال ادريس راقدًا على فراش المرض بغيبوبته التي لم يستيقظ منها حتى الآن , وسط خوف ابناؤه وعائلته واولاد حيه , ولا سيما جومالي , الذي لم يزر النوم عيناه , ولا اثر للمتهم الاول المتسبب ب اصابه ابيه , وب اجواء غريبه جاء ممرض واخرج سرير ادريس وسط رعايه طبيه كامله واخبرهم انه سيذهبون به الى قسم الاشعه لأخذ صورة , وتم نقله فعلًا الى غرفه اخرى ..
وما ان تم ادخاله الى هناك , تركه الاطباء وخرجوا تاركينه وحده بالغرفه , مع جلال ..
جلال الذي امر ب احضاره الى هنا , كان يناظر ادريس الملقح على سريره بدون حول منه ولا قوة بعين الشماته والتشفي , ولم يستطع البته اخفاء ابتسامته , ليقل : مضى وقت طويل يا ادريس اليس كذلك ؟ لنقل 30 عام ام اقل ؟ ربما اكثر , وبالحقيقة لا اتذكر , ولكنني اتذكر الالم الذي اعيش نتائجه الى الان بسببك ..
اوف كم هو شعور جميل وانا اراك تدفع ثمن ما عشته مضاعفًا , هل تعلم ؟ يقولون دومًا , ان اردت ان تنتقم من احدًا , اقتله , لا يبرد داخلك الا ان قتلته , ولكن انا اناقض هذه الجمله , اسوأ انتقام وما قد يبرد داخلك حقًا هو جعل عدوك يتمنى الموت .. وبعد سنين طويله ها انا اف امامك بكل قوتي وانت ؟ لا تقوى على الحركه حتى , اعاجزٌ عن خنقك مثلًا الان ؟
ولكن لا .. سأجعلك ترى ما هو اسوأ , مثل قتلك على يد ولديك مثلًا , فقط انهض وشاهد كيف سأجعل ابنائك اعداءًا لك , وكيف ستكون نهايتك على يدهم , كيف سأجعلهم يسودون عليك ايامك .. مثلما كاد ان يودي فارت... صالح بحياتك الامس .
وابتسم بذات الشماته وخرج من الباب الاخر , بالوقت ذاته , حيث اعتلت اصوات الاجهزة المحيطه ب ادريس , ليتدخل كادر طبي  ب اكمله محاولين انقاذه .
..............
مضى النهار ب اكمله ,وتم اعادة ادريس الى غرفته , بعدما استيقظ من غيبوبته بعد يومان , وبعدما اسقط قلوب ابناءه خوفًا خاصة بعد ارتفاع مؤشراته الحيويه ,بالوقت ذاته حيث تسلل فارتولو الى المشفى وسط اصابته ليعلم فقط ان كان اريس حيًا ام لا ..
وما ان وصل غرفته بعدما علم انه حي , ليجد ان لا احد هناك , ليبتسم بخفه : اي عائله مغفلة هي ؟ هل يتركون الرجل دون حراسه ؟
ومن ثم دخل الى هناك  ووقف ببروده المعتاد امام سرير ابيه , ظل فترة من الوقت يناظره دون فعل او حديث , حتى فتح ادريس عيناه بخفه , ورغم هذا , لم يحرك شيء داخل فارتولو , الذي بقي مكانه واقفًا بذات البرود ليقل ادريس وسط تعبه : هل جئت لقتلي اذا ؟
نفى فارتولو وقال : جئت لأتمنى لك السلامه , ومن ثم ابتسم بخبث واضح : حمدلله على سلامتك ادريس كوشوفالي , الميدان ينتظرك اذا .
والتف خارجًا من هناك وسط نظرات ادريس المتعبه التي راقبت ذهابه , وما ان هم مبتعدًا , ليوقفه ليوقفه صوت جهوري صرخ به : ايها ال*** , من انت وماذا تفعل هنا ؟
ابتسم فارتولو والتف نحو الصوت , الذي لم يكن سوى صوت جومالي الذي ما ان رآه حتى قال : هل هذا انت ؟ ماذا تفعل هنا ؟
ليقل كهرمان : فارتولو ال*** ماذا تفعل هنا ؟
ليصرخ جومالي : هل هذا فارتولو الذي تتحدثون عنه ؟ ايها ال  ***
وهم نحوه مشهرًا سكينه ,وقبل ان يقترب ويغرزها في بطنه , جاء مارت من العدم مسرعًا ووقف بين الاثنين غاضبًا وقال : ماذا تفعلون انتم !!

......
The end
رأيكم ❤

سَرْمَديّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن