-رسالة- ❤

231 10 12
                                    

"ويكفيك منّي عقابًا ب آنني لن اراك كما كنت"
-محمود درويش

Part 7
" اخي هنا ، إن مسنّي اذى يحرقكم , ان علم بما تفعلونه , لا يترك لكم سقفًا تتآون تحته حتى ، لن يرحمكم  "
قالها مارت طفل التاسعه من عمره ل مجموعة الاولاد ؛ احدى عصابات الشوارع  الصغيرة , التي تقتات فتات يومها من بيع المناديل وجمع القمامه وما شابه ,و التي ايضًا نشآت وكبرت على مبدأ قانون الغاب , حيث لا سلطة ولا امان , ف يضطر من بحالهم ان يفرد قوته على من هو اضعف منه كي يحمي نفسه و يتغلف ب غلاف القوة المصطنعه خوفًا من اي اذى او استيلاء على الحقوق , قانون حيث يتصارع  اغلبهم ليحققوا معنى جملة : انا والطوفان من بعدي ..
ليصفعه احد الاولاد وقد وقع ارضًا وجرحت كلا يداه ف آن متآلمًا لينحني الفتى من فوقه ساخرًا وشده من شعره قائلًا : دع اخيك ليأتي اذًا , ولنرى كيف سيرفع نظره نحونا حتى ..
ثم دفعه ونهض من فوقه وتوجه نحو نار مشتعله ف اخذ منها جمرة واقترب من مارت بذات السخريه وامر الاولاد ب تثبيته وسط خوف الاخر ومقاومته وصراخه الذي طغى على المكان
امسك الفتى بكف يده , وفتحها رغم عنه , ثم وضع الجمره داخلها ..
ليصرخ الصغير ب اعلى صوته , صرخه هزت ارجاء المكان , ليتركه الاولاد , ليقع ارضًا يآن من فرط المه , حتى غاب عن وعيه , ف لم يكن المًا قد يحتمله طفلًا لم يتجاوز العاشرة بعد , ليقل الفتى من فوقه وعلى وجهه قد ارتسمت ابتسامة انتصار : لا تتفاخر مرة اخرى ، و اوصل هديتي لأخيك .
وبالليله ذاتها , حيث لم يدع شمس يوم جديد تشرق عليهم , كان يقف اخيه ذو الخامسة عشر من عمره , على احد التلال المطله على مكب النفايات الذي تأخذه تلك العصابه منزلًا , وتنعكس في عيناه اشعة النيران المتطايره , التي التهمت المكان بمن فيه , ف من جعل اخيه يقبض على جمره , جعل نارًا لا بدء لها ولا نهاية تلتهمه .. اخذ انتقام اخيه , وصدّق على قوله حين قال " يحرقكم " ... 
" انتهاء الفلاش باك "
.....
وعلى سفح تلك الهاويه , حيث يقف فارلوتو وامامه ضحيته الجديده , رجلٌ مكبل فاقدًا لوعيه , وامامه فارتولو يناظره بنظرات بارده لا معنى لها , ثم افترش الارض جالسًا محتضنًا قدميه وبقي يناظر من امامه بذات النظرات البارده حتى قال بنبره تطغوا عليها لا مبالاته : في ذلك النهار , اخذ الخوف من عمري  , كان قد مر اربع سنوات على هروبنا من تلك القرية بعدما قتلت انا ذلك الرجل واشعلت حربًا بين القبائل , تنقلنا كثيرًا , حتى واخيرًا عدنا الى اسطنبول , كنا نحاول ان نجد قوت يومنا من العمل مع اولاد الشوارع , ومنذ ذلك اليوم الذي وجدت به مارت , اخذت عهدًا على نفسي ان اقوم له بالأخوة وان احميه , لم استطع ان افرط بتلك الايدي الصغيرة التي تشبتت بي على اي حال .. اجل ذلك اليوم اخذ الخوف من عمري عمرًا , كنا قد خرجنا كعادتنا خلف رزقنا , ولم يعد مارت الى الخرابة التي نتآوى بها , لقد قلقت وهممت مثل المجنون ابحث عنه , حتى وجدته ب احدى الازقه , وكان متكورًا على نفسه وقد ضربوه , ويأن متألما محتضنًا كفه ..
" فلاش باك " ..
-مارت
صرخ بها فارتولو حين وجد اخيه ارضًا يبكي من المه , وهم نحوه راكضًا متفقدًا اياه , لينظر اليه مارت بخضراوتيه الدامعه ثم وبحركة طفوليه خبئ يده خلف ظهره , حين استذكر كلام الولد الضخم كما يسميه , ف خاف بتلقاء نفسه ان يؤذي اخيه كما اذاه ..
ليقل فارتولو : ماذا حدث لك يا عزيزي ؟ لما تبكي ؟
ثم تفقد وجهه ليجد علامة ضرب ف قال بغضب مكتوم : مارت من فعل هذا ..
نفى مارت ثم قال : لم يفعل احد آبي , لقد وقعت فقط .
مسح فارتولو دموع اخيه ثم قال : انك تكذب , حدث شيء وتأبى اخباري .. ماذا حدث يا مارت ؟ ثم لما تخبئ يدك خلفك ؟ هل تؤلمك يا اخي ؟ دعني ارى ؟
رفض مارت بداية الأمر , ليسحبها فارتولو رغمًا عنه وقد آلمه ليأن الاخر ف ابعد فارتولو يده معتذرًا وقد صدم ثم قال بعدما احتضن وجنتي اخيه : مارت , عزيزي , ما الذي تخبئه عني ؟ هل نخبئ على بعضنا شيء قط , ماذا حدث لك ؟
قوس مارت شفتيه واخفض نظراته وقال بطفوليه : ان اخبرتك قد يؤذيك ..
-لا احد يستطيع اذيتي , صدقني
ليجول مارت ب انظاره الدامعه ارجاء المكان بحيرة ثم اظهر يده من خلف ظهره بتردد واشهرها امام اخيه ..
ليجحظ الاخر عيناه خوفًا حين رأى جلد اخاه قد ذاب والدماء الناشفه تأخذ مكانًا وامسك بها بقلق وهو يقول : كيف حدث ذلك؟ من فعل هذا !!
-الولد الضخم , كنت اعمل هنا , اخبرني ان هذا المكان تابع لهم وانه يجب علي ان اعطيهم نصف ما عملت به كي يسمحون لي بالعمل وحين رفضت , ضربني قلت له سيحرقكم اخي , ف وضع جمرًا في كفي , وسرق كل ما عملت به ..
ليحتضن فارتولو اخاه مسرعًا وضمه اليه حين بدأت دموع مارت تسيل تزامنا مع حديثه , ومسح على ظهره وهو يقول : تمام , تمام مضى مضى يا عزيزي , لم يحدث شيء , لا تبكي لأفديك ..
ليهدأ مارت وابعده فارتولو , ثم تفحص كفه وقال : انهض , لأضمدها لك هيا كي لا تتلوث .. ثم شد على وجنته وقال : لا اترك انتقامك ارضًا , كن واثقًا , سأحرقهم , لأنني احرق كل من يمسك ب اذى "
"انتهاء الفلاش باك "
..........
-اخبرهم ان اصابوه ب اذى ف ان اخيه سيحرقهم , وانا اقف على كلمته , لا اسمح ب اذيته , من لدي غيره ذاتًا ؟ ذهبت واحرقت المكب ب اكمله , وربما هو لا يعلم , ولكن "الولد الضخم " كما كان يسميه , الذي اجبر اخي على الامساك بجمرة , اجبرته على ابتلاعها ..
لماذا ؟ لأنني لا اسمح ب اذيته !
ثم تنهد بذات البرود ورفع نظره لمن امامه , ووجده ما زال فاقدًا لوعيه , ليكمل قائلًا : عادة جل من احضرتهم الى سفح هاويات كهذه اسميتهم ب اسم شخص دفنته داخلي , ظننته قد يموت هكذا , ولكنه لا يموت ..
اخبرته ان لا حياة لمن مثلك بهذا العالم , كل ما تخلقه من افكار من داخلي , لا تستطيع مواكبة هذا العالم ولا التعامل معه ..
اخبرته انني اسودًا , ولا يليق بي الا كل حالك مثلي , الحزن والغضب والقهر , رغم انني فقدت الاحساس بما تعنيهم ولكن تتردد معانيهم حولي كثيرًا , احاول فهمهم ولا استطيع ، باردًا دون اي ردة فعل , انني  كمثل من صُفع 99 مرة , ف اجلس هادئًا منتظرًا ال100 ..
اخبرته انني لا اليق بحياة كهذه , ولكن كان يمدني بالامل دومًا , يخبرني ان اخاك هنا , طالما هو موجود ف لازال هناك املًا ان تعود بشرًا , ولكن مؤخرًا حتى اخي الذي كبرته على يداي بدأ يستثقل وجودي حوله , ولا الومه انا لا اطاق احيانًا .. ولكن ظننته يعلم , انه وان وصلت فظاظتي الى حد لا يطاق , ف لا يمكن ان اؤذيه , او حتى احيك اعمالًا من خلف ظهره , قد ابالغ بحمايتي , حتى بدت اخنقه , ولكن انا اعطيته عمري , ف حمايتي كانت من وجهة نظري مبررة , ولكنه لا يريد , كانت عيناه تصرخ دائمًا بذلك وانا اتجاهل ما يقوله حتى قالها اليوم بصريح العباره : انك تخنقني ..
حتى الشخص الوحيد الذي لدي اذيته , وانا لا اريد اذيته , لذلك من اليوم ف صاعدًا ف سأبقى بعيدًا , ربما ب بعدي قد يعيش حياة هانئه .
ثم نهض من مكانه , واحضر دلو ماء بارد وسكبه على من امامه وقال بغضب : ولكن لا اسامح من اذاه , حتى لو كان من دمي .
بذات الوقت حيث فتح من امامه عيناه متألمًا وحتى استوعب من امامه ليحاول فك نفسه من الكرسي وتخبط بمكانه غاضبًا , ليقل فارتولو : على مهلك يا ثور كوشوفا , لن تستطيع افلات نفسك , تمام خطف ثور مثلك لم يكن سهلًا , ولكن انت هنا الان ..
ليهدأ جومالي من حركته وقال : لقد زاد الحساب كثيرًا فارتولو , لن تستطيع السداد يا هذا .
-لا تبدأ بموضوع الحساب ف ان تطرقنا اليه ، ستبقون طوال عمركم تحته ، لا يستطيع اي منكم السداد .
=من انت يا هذا ؟
-انا الفتى الطيب الذي لا يؤذي نمله .
=**** على احساسي , انك شيطان يا هذا , شيطان .
-ان انهيت كلامك هذا لنصفي حساباتنا على حد قولك
=اي حساب يا هذا ؟ ها اي حساب !! تأتي الى حينا , وتشعل حربًا دون سبب , كم فتى مات بسببك , ونحن ماذا فعلنا بالمقابل ؟ لا شيء !
-اخبرتك ، ان اتينا لموضوع الحساب لا تستطيعون ان تنهضون من تحته ، ما سأفعله هو عقاب بسيط على خطأ واحد فقط
ناظره جومالي بعدم فهم , ثم تخبط بمكانه قائلًا : فك وثاقي يا هذا , ودعنا نتواجه رجل ل رجل !
=لم احضرك الى هنا كي اتواجه معك , انت اخطئت وانا احضرتك لتنال عقابك .. ولم يكن اي خطأ , انت ارتكبت الاسوأ , انا لا اسامح جومالي كوشوفالي .
ثم احضر دلوًا يحتوي على مواد قابله للأشتعال , وقبل ان يسكبه قال: ولكن لي بسؤال قبل ذلك ! على اي اساس يصنف المرء ان كان جيدًا او سيئًا ! ماذا يعني ان تكون سيئًا ؟ وماذا يعني ان تكون جيدًا ..
-انك سيئًا سعد الدين , معنى ان تكون سيئًا هو داخلك , انظر الى نفسك جيدًا وستعلم ماذا يعني ان يكون المرء سيئًا
ناظره فارتولو بريبه حيث كان جومالي اول من لم يحاول استعطافه كي لا يقتله , ليبتسم بخفه وقال : ليكن ..
ثم سكب المواد حول جومالي وسط صدمته الا انه اختار ان يناظره بشموخ ولا يسمح للخوف ان يأخذ محلًا على وجهه , ليقل فارتولو : لست خائفًا ؟
-ان كنا سنخاف من الموت يا اسد ف لا طابت عيشتنا .
تبعثر داخل فارتولو جدًا من فرط افكاره وشعر بوغز يضرب على عصبه ف اغمض عيناه محاولًا تجاهل المه ثم وبسرعه اخرج ولاعته من جيبه واشعلها , وبقي يناظر الشعله الصغيرة , وفعل جومالي ذلك , حيث ناظر تلك الشعله بخفه , وتراكضت الى ذهنه ذكرياته , حيث صوت اخيه الاصغر , طفله كما كان يسميه , صورته المشوشه داخله , وصالح الذي لا يعلم عنه سوى اسمه , لتسقط دمعه رغمًا عنه وقال متمتمًا : سامحوا اخاكم , لم استطع ايجادكم .. لم استطع ان افي بالوعد الذي قطعته , سامحوني ..
ولم يفهم فارتولو ما الذي يتمتم به من امامه , ف ناظره قليلًا ثم قال : لقد ارتكبت اسوأ خطأ بحياتك في حقي , ثم اسقط ولاعته ارضًا لتهب امامه نار قويه ثم اكمل : وانا لا اسامح البته جومالي كوشوفالي ..
والتف ذاهباً تاركًا النار تقترب من من امامها ملتهمه كل شيء حولها ..
.....
......
اما في الجهة الاخرى , حيث يجلس مارت متكئًا بظهره على سور منزله , بعدما تركه اخيه وذهب, يطالع الأرض بعيناه التي لم تجف دمعها , وتأبى اسقاطه , يتردد كلامه الذي القاه على اخيه برأسه مرارًا وتكرارًا , ثم يطالع الورقه التي تركها فارتولو ب يده , وكيف لمجرد ورقه ان تفعل ما فعلته بقلبه ..
ليضحك وسط دموعه ثم قال : اللعنه علي , اللعنه علي .. اي كلام قلته انا ؟ الرجل تمامًا يخاف ان يكسر املي , وانا القي كلامًا لا يتحمله حجر , ولا سيما لأخي !! هل قلت انا هذا حقًا !
ثم غطى بكفيه وجهه وانهار باكيًا وهو يقول : هل كثيرًا علي ان يكون لدي ام ؟ عائله ! ان اعرف اسمي .. على الأقل عمري الحقيقي .. تعبت من العيش وسط المجهول ..
وظل على حاله فتره , حتى هدأ من نفسه قليلًا , وانتشل هاتفه متصلًا على اخيه , على الأقل كي يحاول ان يصلح ما كسره , وكما توقع تمامًا كان خطه لا يمكن الاتصال به ..
عاد الكره اكثر من مره بحزن ممزوج بغضب قائلًا : آبي لا تفعل , لا تفعل !!
ثم جحظ عيناه بخفه وقد ادرك قليلًا , ما قد يمكن ان يفعله فارتولو في سبيل ان يفرغ عن غضبه , كونه شخصًا لا يستطيع ان يفرغ غضبه بشكل طبيعي , لينهض مسرعًا وهو يقول : فقط فاجئني مرة ولا تفعل !!
.......................
كان قد خرج فارتولو من عند جومالي , تاركًا النار خلفه تلتهم كل شيء حولها , بما فيهم اخيه .. ولعنته , انه يدرك تمامًا ان من تركه خلفه اخيه الحقيقي , وحتى ان كان يكن كرهًا لا نهاية له , ف كان صعبًا على مخيلته ان يقتل وبطريقة بشعه شخصًا تجمعه به رابطة دم , ربما كان هذا صوت صالح داخله , كيف يقتل المرء اخيه الحقيقي .. ولكن صوت فارتولو كان الاقوى .. وذكره ان من تركه خلفه اخيه اجل , الذي لم يرى خير منه , ولو كان اخًا حقيقي لما وصل الحال بهم الى هنا ! شخصًا لم يقم له بالاخوة , على اي اساس سيضعه بمرتبة الاخ ..
ليجحظ عيناه الدامية بغضب وهو يصرخ : سأحرقهم جميعهم بعد , سأحرق الجميع , سأهدم كوشوفا فوق رأس ملكها .. ثم انحنى غير محتملًا الصداع الذي نهش رأسه , وانفاسه التي باتت تحرقه , لم يحتمل كل هذا التخبط , لقد رسم لنفسه طريقًا منذ وقت طويل , لا وجود لصالح ومشاعره , من يوجد هنا فارتولو فقط .. عديم الرحمه , لا يشفق ولا يحزن , يقتل ولو كان من دمه , ومحاولات خروج صالح اتعبته كثيرًا , السيطرة على شخص اخر داخله يقتله , ليقود سيارته مبتعدًا ربما يهدأ كل شيء داخله , حين يهرب ،ربما يزول , ويعلم جل المعرفه انه لا يزول , هو فقط يجد طريقة للتعايش ك حل اول طالما انه لا يستطيع قتل نفسه ..
وحين شعر ان المه لن ينتهي , وانه سيفقد نفسه لا محال , بدأ البحث بعقله المتعب عن حل لتجنب هذا الجنون حاليًا على الأقل , وك حل اخير , عاد لطبيبته التي حاول قتلها , حيث توجه مسرعًا الى هناك رغم رؤيته المشوشه , وتضاؤل انفاسه , وعدد الحوادث التي خرج منها ب اعجوبه ..
يقف بصعوبه على بوابة منزلها , منحني الجسد من شدة تعبه ف طرق الباب بوهن مرتين , وحين لم يجد اجابه , اخرج سلاحه واطلق النار على قفل الباب , وكسره ..
بالوقت الذي خرجت ملك من غرفتها وقد ابتلعت قلبها من فرط خوفها , وحين رأته صرخت بخوف قائله : انت !! انت ما الذي تفعله هنا ..
ليرفع سلاحه نحوها وقال بغضب وهو يشير الى رأسه بيده الاخرى : انهيه , انهي هذا ال ** , وقبل ان يكمل جملته , انحنى متقيئًا كل ما في جوفه ..
وبداية الأمر , لم تستطع ملك اخفاء خوفها من الذي امامها , ف قد ظنت انه اتى لأذيتها مرة اخرى , ولكن حالته كانت تشرح عكس ذلك , عيناه تمامًا كانت تتوسل ل مساعدته , ف اقتربت منه بخوف تريد مساعدته , ليدفعها بعيدًا عنه وقال مشهرًا سلاحه مرة اخرى : اقتلك .. اقتلك , احضري دواءًا او شيء.. انهي هذا ال*** ..
ثم التف عنها وافترش الارض ساجدًا على ركبتيه محتضنًا رأسه ,كان الرجل يأن رسميًا من فرط المه ..
لتقترب منه مرة اخرى , وهذه المره بحذر اكبر , متجنبةً اي فعل قد يغضبه , وجلست بجانبه ثم مسحت على رأسه بخفه وقالت بصوت هادئ : انظر الي قليلًا ..
اقشعر جسد فارتولو , وقد شعرت ملك بذلك , ولكنها لم تبعد يدها طالما انه لم يمانع بعد , وحقيقة , شعر ب شيء من الهدوء ليرفع نظره نحوها , وطالعت هي عيونه , وتعجبت مرة اخرى , كيف تستطيع عينا هذا الرجل شرح المتاهات التي بداخله كل مرة هكذا ؟
لتقل : اخبرني , ماذا حدث ؟
-مؤلم جدًا ..
=اعلم , ولكن ماذا حدث ؟
ليغمض عيناه حين بدأ كلام مارت يتردد على مسامعه , ولحقها النار التي احرقت اخيه , ليقل دون وعي مختنقًا بكلامه : انا , انا اخنقه .. انا فعلت كل شيء من اجله , وهبته عمري , انا , كل شيء .. انا عشت لأنه طلب مني !! انا سأقتلهم واحد تلو الاخر , سأقتلهم , انا فعلت كل شيء , اخذوه مني , الفراشات تحوم حولي , كانت بيضاء , اصبحت حمراء .. سأقتل ابي وعائلتي  ..
ثم احتضن الارض مرددًا ذات الكلمات , وبات واضحًا لمن امامه , انه يمر بنوبه عصبيه افقدته عقله ..
ليناظرها ب الم ثم قال : ارجوك , لينتهي
شعرت ملك ب شيء يعتصر قلبها وهي تشاهد الى اي مدى قد يوصل الالم المرء , لتنهض من هناك مسرعه وبخوف بالغ , احضرت وساده ورفعت رأسه خشية ان يبتلع لسانه او يختنق , ثم قلبته على جانبه , وركضت مسرعه واحضرت من حقيبتها ابرة مهدئ , وعادت واعطتها لمن يفترش الارض المًا .. حتى هدأت حركته واغمض عيناه متعبًا ..
لتأخذ ملك انفاسها التي سلبت منها خوفًا , وحقيقة الامر , لم تعلم ماذا تفعل بعد ذلك , وحسب معرفتها البسيطه بفارتولو , ف انه لا يصل الى هذا الحال , الا ان عاش شيئًا ايقظ احدى صدماته ..
لتنهض من مكانها حين عجزت عن رفعه وطالعته بقلة حيله , لتنتشل هاتفها , وك خيار اخير , وطلبًا للمساعده , اتصلت ب مارت , الذي جاء هو مسرعًا سرعان ما اخبرته ملك , وتوقف مكانه حين رأى اخيه مستلقيًا ارضًا , ليقل بخوف : ملك ؟ ماذا حدث ..
=جاء واطلق النار على قفل بيتي ثم بدأ يهذي , هل يتعرض عادة لتشنجات ؟ ام يعاني من امراض الدماغ !!
نفى مارت وقال : لا يعاني من شيء، يحدث ذلك قليلًا حين يغصب , لقد اخبرني احد اطباؤه سابقًا انه مثل نوبة عصبيه  , او انهيار عصبي نتيجة تعرضه للقلق  ...
ثم تنهد وقد اغرورقت عيناه بالدموع : لقد حدث بسببي , هل تألم كثيرًا ؟ ماذا حدث له .. ام انه فاقدًا لوعيه ..
لتقترب منه ملك وقد ربتت على كتفه وقالت : لا تقلق فقط اعطيته مهدئ ونام , ولكن لم استطع رفعه ..
ليقترب مارت من اخيه ثم رفعه الى احدى الارائك , وغطاه , ثم جلس قليلًا بجانبه , يتأمله , يناظر كيف يستطيع هذا الغضب المكتوم داخله , ان يخرج في حالات ك هذه على هيئة انهيار عصبي , وبعض النقاط الحمراء التي تغزو وجهه .. ف تنهد مستذكرًا كلامه ثم نهض خارجًا الى شرفة المنزل حين شعر ب انفاسه تخنقه , فتركته ملك حتى هدأ ثم اخذت كوبين من القهوة وغطاء وخرجت عنده , ليتناول مارت الكوب من يدها شاكرًا اياها , لتقل هي محاولة قطع الصمت : هل كان هكذا طوال عمره ؟
ابتسم مارت ب الم وقال : ماذا تعنين ب هكذا ؟
-يعني , بارد , فظ , وغاضب , من ينظر اليه يظن وكأ..
=وكأنه صوان لا يشعر مهما طرقت به , حجر , عديم مشاعر ..
-لم ارد قول ذلك , ولكنه كذلك , يعني لا تفهمني بشكل خاطئ , ولكن .. انا رأيت قبل قليل , هذا الرجل يحمل داخله المًا لا تحمله جبال , بمجرد النظر في عيناه تستطيع المعرفه ذاتًا , يعني لا اظن انه كان هكذا طوال عمره , واضح جدًا انه يغلف نفسه بغلاف القوة والبرود والفظاظه كي يحمي شخصًا هشًا بداخله .
=هل هذا تشخيصًا اذا ؟
-لا , انا اقول فقط ما شعرت به , رغم انه حاول قتلي مرة , ورفع سلاحه بوجهي اليوم مجددًا , الا انني حين نظرت لعيناه اردت وبشده مساعدته .
ليتنهد مارت ثم قال : لم يكن كذلك , من منا يولد بهذه الطباع ذاتًا ؟ كل ما هو عليه نتيجة السوء الذي عاشه .. هل تعلمين , لقد فقد عقله , قتل نفسه مرات تعبت من عدها , جلس عامًا كاملًا في مستشفى الامراض العقليه , وضعوه داخل غرف خاليه من اي شيء قد يؤذيه , ربطوه بالسرير , جلسات الكهرباء وما شابه , ادويه ثقيله كانت تفقده وعيه ومهدئات ومضادات اكتئاب.. وبعد سنه خرج , بهذه الشخصيه ..
قرأت ذات مرة مقولة تقول : " حين يخضع الناس لضغوط لا تحتمل وتهديدات دائمه ف انهم مجبرون اذا ارادوا تجنب الموت على ايجاد حلول , وهذه الحلول : الجريمه , الفن والجنون !!"
واخي حين لم يحتمل عقله ما حدث , وحين ادرك ان مجبر على تجنب الموت حينها .. فقد عقله , ولكن لسوء حظه , حتى حين جن , كان هدفه الوحيد الموت .. حتى جنونه كان مؤلمًا , لم يفقد عقله وعاش عالمًا موازيا .. هو حتى داخل جنونه كان مدركًا لألمه ..
لتقاطعه ملك قائله : وحله الاخر لم يكن الفن بالطبع ..
ناظرها مارت بحزن لتقل ملك : مارت انا انسان , قبل ان اكون طبيبه , ك طبيب ادرك ان وجود اخيك خارج المصحه هو خطر عليه وعلينا , وك انسان اعلم ان وضعه لم يعد يستدعي مشفى بقدر ما يستدعي نية حقيقية بالعلاج , انك تدرك ذلك , اخاك لم يتلقى العلاج من الجنون , انه فقط وجد حلًا اخر .. وترك جنونه على الرف .
-اني ادرك كل هذا ..
=ربما تعلم , ولكن اخيك لا يعاني من عقله فقط , حتى قلبه يؤلمه , ان كنت سأتفرع ب مرضه , ف قد لاحظت انه يعاني من الخوف المرضي نحوك .
ليصفق مارت وقال مبتسمًا بغضب : حلالٌ علّي , وانا اخبرته اليوم أنه يخنقني ..
ثم نهض من مكانه غاضبًا واكمل : **** على العمل الذي اقوم به وعلى ما اقوله .. ثم عاود الالتفات ل ملك واكمل : هل تظنين انني لا اعلم ؟ لا اعلم ان خوفه لم يعد طبيعي , هو مرضي بحت , ولكن انانيتي وهوسي جعلني ارمي كلام هنا وهناك .. يا انا ما الذي تفوهت به ؟ كيف يخطر على عقلي ذاتًا ان اخي قد يحيك شيئًا من ورائي ؟ اخي !!
يا ملك , هل تعلمين ؟  دعك من العناق وما شابه انه يأبى لمس احد , ولكنه عانقني , احتضن اللآمي , لملم بعثرتي , تحدى عقله ونفسه وقلبه واستطاع ان يبقى بجانبي كما عهدته دومًا , كان يرتجف خوفًا ولكن استطاع انتشال خوفي مني .. اعطاني الابوه والاخوة رغم فقده لهم .. وانا ماذا فعلت ؟ كنت اول من سن سيفه نحوه , سلبته طمأنينه ؛حاول جاهدًا بشق الأنفس الحفاظ عليها ! انا كيف سأسامح نفسي ؟
= هو لا يغضب منك يا مارت , انا رأيت هذا بعيناه , وانت اكثر من يعلم هذا , رأيت الابوه قبل الاخوة اتجاهك منه , ولكن انت ايضًا غضبك انطقك , هو يعيش حياتك بدلًا عنك , انك تعانق لوح زجاج مكسور , يخدشك
-لا تستطيعن تشخصيه طالما انك لا تعلمين اسبابه ..
=اي كانت الاسباب, سواء كان محقًا ام لا .. ولكن تشخيصي صحيح .. انه يشعر بهذا , يشعر انه بدأ يبدو ثقيلًا عليك , رغم رفضك لهذه الحقيقه , انك بشكل او ب اخر اشعرته انه ثقيل عليك ..
-انا فقط من غضبي ..
=ان كنت تقول اخي خوفه مبرر , ان كنت تقول قدم لي حياته على طبق من ذهب , ان كنت تقول لو اعطيته قلبي ابقى مقصرًا في حقه , ف حتى بوقت غضبك ستضبط نفسك , ستعد للعشره قبل ان تتفوه او تتصرف ب شيء قد يؤذيه .. وحال اخيك ليس طبيعيًا ذاتًا ..
تمام اقول لك ستضبط نفسك , ولكن هل التصرف وكأن لا شيء يحدث طبيعي برأيك ؟ وهذا ايضًا خطأ .. يجب ان يحل الامر من جذوره , ان يخضع لعلاج حقيقي , ان لا يجد حلولًا بديله , ان يتجاوز , لا ان يتعايش !
=لا يرضى .
تنهدت ملك وقالت : انظر ورغم انني اضع نفسي بالخطر , ولكن انا طبيبة , لا اترك من يحتاجني .. لقد جاء الي اليوم وقال : ساعديني .. وانا سأخذ هذا الامر من بعد الان .. ولكن وجودك مهم , دعمك له مهم , ستجد طريقه وتجعله يسامحك اذًا ايها الوسيم , رغم وثوقي بكونه لا يغضب منك .
ليبتسم مارت وقال : هل هكذا تقولين اذا ؟
=هكذا اقول
............................
مضت الليله ب اكملها , وشرقت شمس صباح يوم جديد , حيث بقي مارت طوال الليل بجانب اخيه , ولم يتركه ولو لحظة , رغم ان فارتولو وعلى اثر المهدئ , لم يحرك ساكنًا , كان نومه هادئًا جدًا ..
كان مارت غافيًا على الاريكه , حين بدأ فارتولو بفتح عيناه الثقيله , متأملًا السقف , قبل ان يستوعب مكانه ووجوده وما حدث ليلة الامس , لينهض من مكانه مسرعًا , وجحظ عيناه بخفه حين رأى مارت مستلقيًا على الاريكه , ناظره بخفه , مستذكرًا حديثه يوم الأمس .. كان الهواء الذي يعصف في صدره مؤلما حد الموت , ولكن خارجه لم يتأثر ولو ذرة , كانت عيناه تتفحص من امامه بخوف وحب بالغ , ولكن .. ذاك الصوت داخله يمنعه من الاقتراب .. ف هم لأخذ سترته والذهاب قبل ان يستيقظ اخيه , وما ان اراد الخروج  , او الهروب بوصف ادق , دخلت ملك غرفة المعيشه تحمل فنجانًا من القهوة وقالت بقلق : فارتولو هل استيقظت ؟ كيف اصبحت ؟ هل انت بخير ؟
=ماذا تفعلين انت هنا ؟
لتبتسم ملك وقالت : انت بخير اذا , لقد عدت لوعيك
=اقول ماذا تفعلين هنا !
-سؤال وجيه , ماذا افعل بمنزلي يا ترى ؟
التف فارتولو بعيناه انحاء المكان , حيث لم يستوعب مكانه  , ف ناظرها بغضب وقبل ان يذهب , استيقظ مارت على حديثهم , هو الذي نهض من مكانه مسرعًا حين رأى فارتولو وقال بقلق : آبي !!
وتوجه نحوه وادًا عناقه , وكان مؤسفا بعض الشيء ,  حين عاد فارتولو بخطواته للخلف واشاح بنفسه عن اخيه , وابتلع مارت غصته ولكن لم يستطع ابتلاع دموعه ليقل : ابي انا .. لا تفعل .
-لا افعل شيئًا
=انظر انا اعلم انني اخطئت , لمتك وغضبت , ولكن انا لم اقصد اي مما قلته , لقد فعلت بسبب غضبي , حقًا اعتذر ..
ليطالعه فارتولو ببرود وشعر مارت بشيء من الالم يفتك في صدره , لقد كان ينظر اليه بشكل مختلف , والان , يناظره مثلما يناظر الجميع , لتتساقط دموعه مجددًا وقال : انا لا احتمل هذا ..
ليخفض فارتولو انظاره وقال : لم يكن خطأك , انت لم تخطئ , ربما ما قلته قلته بمحض غضبك , ولكن غضبك انطقك الحقيقه , انا اخنقك , من فرط خوفي , اردت الا تخدش حتى ولكن بالغت كثيرًا .. انت طلبت مني ذلك , وانا افعل كل ما تطلبه .
=ماذا طلبت انا ؟ انا كنت غاضبًا واللعنه , جاء احدهم ولعب علي *** لعبه , لم يستوعب عقلي , لم استطع التفكير بشكل صحيح .
-دع عنك يا مارت , حتى لو لم تقول ف هذا واضح , من الان ف صاعدًا تلك حياتك , لن افعل شيئًا يزعجك .
ليحاول مارت الاقتراب منه مجددًا وامسك يديه , ليقشعر بدن فارتولو وسحب يديه مسرعًا وعاد بخطواته للوراء محتضنًا كفيه بخفه : لا تقترب مني ..
وحقيقة الأمر , ان مارت بقلبه الحزين هذا , لم يحتمل ما حدث , لم يحتمل ان يرى غضنه المنيع كسر , والجبل الذي يسنده دائمًا هدم , لم يستطع عقله تحمل فكرة ان اخاه جعله مثل الاغراب ..
ليصمت قليلًا وهو يناظر اخوه بصدمه وقد تساقطت دموعه , ثم التف واخذ سترته وهرب من المكان مسرعًا قبل ان تخونه شهقاته ..
ليناظر فارتولو اثره ثم رمى سترته , وجلس على الاريكه محاولًا تنظيم انفاسه التي سلبت منه , وفي لحظة الصمت هذه قطعتها ملك قائله : لقد اظهرت اداءًا مثالي كي تجعله يبتعد عنك .
ليتنهد فارتولو بخفه وقال : من انت ؟ لما تتدخلين بما لا يعينك !
=انك تدخلني فارتولو , انا كنت امرآه تجلس هادئه في غرفتها , ومن ثم اطلق احدهم على بابها .
-انت من عقدتي صفقة علاجي مقابل عدم قتلك , لست انا ايها الطبيبه المعتوهه .
=اقطع صوتك , ستتعلم كيف تتحدث معي , ستتعلم كيف تتحدث مع النساء هل فهمت ..
جحظ فارتولو عيناه بخفه وقد ادرك فظاظته ف نهض من مكانه غاضبًا ناويًا الذهاب , لتوقفه ملك قائله : ارسل احدًا كي يصلح الباب الذي اتلفته .
ناظرها فارتولو بغضب وخرج من منزلها وهو يتمتم قائلًا : فظه
...................
اما في الحفره , حيث يجلس ادريس خلف طاولته صامتًا والغضب ينهش داخله , الافكار تعصف به هنا وهناك , يتأكل داخله ولا يتردد بداخله سوى جملة " صالح يبلغك سلامه " هل حقًا طفله صالح على قيد الحياه ؟ وهل جاء فعله لقتله ؟ وان كان هو ف لماذا ؟ هل يظن ان اباه تركه ف اراد الانتقام منه ؟ ام ان احدًا يلعب عليه لعبة , وفي كل الاحوال الخيارات جميعها كانت قاتله .. ولكن ذلك الامل الذي مُد به ولو قليلًا بطفله الذي لا زال على قيد الحياه قد اسعده وادخل السرور الى قلبه المتعب , ليتنهد بتعب حين اغمض عيونه كي لا تفيض ولكنها امطرت.. بالوقت ذاته حيث دخل عمي الى المقهى ورمى السلام ثم قال : ادريس , ذهبت للبيت , ظننتك هناك , ماذا تفعل هنا ؟ لقد خرجت من المشفى صباحًا ..
=اختنق يا عمي هناك , انك تعلم .
-تعلم انك اصبت بنوبة قلبيه بعد اصابتك
-اي تقول انني هرمت لدرجة قلبي لم يحتمل طعنة سكين
=والله هرمنا جميعًا يا ادريس .
ليضحك ادريس بخفه ليقل عمي : دعك من هذا واخبر اخيك , لست رجلًا يقلقك اصابه , اني الاحظ ولكن اصمت , ما حالك  ؟
ليتنهد ادريس ثم قال : ما به حالي يا عمي ؟
-هادئًا بشده , ولكن داخلك يغلي , انك رجلًا تعلم كيف تقف امام المصائب , لم تضعف امامها وواجهتها وما زلت تواجهها , ما يحدث الان غريب .
= " صالح يبلغك سلامه "
-ماذا ؟
=من غرز بي سكينه , قال لي هذه الجمله , " صالح يبلغك سلامه "
-صالح ! هل صالح صالح ؟صالح خاصتنا ؟ ادريس هذا يعني ان الفتى ما زال على قيد الحياه ويعلم بك , ولكن .. ولكن لما لم يأتي ويخبرك , لما لم يأتي ويقول انا ابنك .
=ربما يظنني قد تركته
-ادريس مهريبان قتلت وصالح لم يتم السادسه , لقد فقد الفتى من حينها , كيف سيعلم بك ! حتى وان اخبرته مهريبان ف لن يتذكر .
-ماذا يعني هذا !
=يعني ان وجود صالح غير منطقي , وهذا اخطر , هناك احدًا يلعب بك , وقصة صالح وياماش معروفة , الجميع يعلم ان لديك طفلين قد فقدوا .
ثم تنهد بخفه حين شاهد انطفاء بريق عينا ادريس وقال : اعلم ان هذا مؤلم , قد ظننت ان طفلك وجدك و عاد , حتى ان عاد منتقماً ولكنه عاد , ولكن انا اقول المنطق يا ادريس , كيف سيتذكر فتى بالسادسه من عمره امر كهذا !
حين تمتم ب اذني تلك الكلمات يا عمي , شعرت بالغصه تخنقه , كان صوته غاضبًا ولكن تستطيع سماع نبرة الحزن الذي حاول اخفائها ..
ربت عمي بخفه على يد ادريس وقال : كان صالح ام لم يكن , ف نحن سنتحرى بكل الاحوال يا ادريس لا تقلق , ولكن يجب ان تخبر جومالي بهذا , ربما يساعده بالبحث ..
=دعني اتحرى اولًا , ولا تخبر احدًا , دعنا لا نمدهم ب املٍ زائف .
اومئ عمي ثم قال : هيا الى المنزل , يجب ان ترتاح قليلًا يا ادريس ..
اومئ ادريس قائلًا : خذني الى بيتك , اود النوم , لا استطيع البقاء بمنزلي , اشعر ان جدرانه تطبق على صدري , ولكن قبل ذلك , احضر الاولاد يجب ان نتحدث ب امر هام .
اومئ عمي وهم مناديًا كهرمان الذي جاء مع عمي مسرعًا وقال : بابا ؟ لقد تركتك بالمنزل ماذا تفعل هنا ؟
=دعك مني يا كهرمان , اين جومالي ؟
-لم يعد بعد !
اومئ ادريس بغضب ليقل كهرمان : لا تغضب يا ابي , تعلم حاله .
=لا يهم الان , هناك امر عاجل يجب ان نتحدث به , بخصوص فارتولو , لقد تمادى هذا الولد كثيرًا ونحن جلسنا وراقبنا سفكه لدمائنا , لم نكن يومًا جبناء , لا يليق بي ولا بحفرتي , جاء الرجل الى غرفتي بالمشفى وقال : جئت اتحمد لك السلامه , الميدان ينتظرك ادريس كوشوفالي , يسترجل وما شابه ..
=هل جاء حقًا !! فارتولو فارتولو !! ****
-تمام لا تسترجل انت ايضًا , من امامك ! الرجل يتحداني بعقر مكاني , لن اسمح ب اذية حيي اكثر من ذلك .. هذا الفتى به شيء لا اعلم ما هو , ذكي وصريح , لم استطع قراءة داخله , لم اتحرى عنه بما يكفي , لذلك لم استطع مجابهته ..
=ماذا سنفعل يا ابي اذًا ؟
-ما نجيد فعله يا بني , نحن سرسرية اسطنبول , اريد كل المعلومات اللازمه عن هذا الفتى , عمله وعائلته , اماكنه .. كل شيء , الامر لديك يا كهرمان ارسل الاولاد , حتى المساء سيكون كل شيء جاهز .
اومئ كهرمان لينهض ادريس قائلًا : انا سأذهب وارتاح , ان اردت شيئًا تجدني بمنزل عمي !
-الن تذهب الى منزلنا يا ابي ؟
ليلتف ادريس نحوه وناظره بغضب ثم قال : هون الله عليك يا كهرمان .
......................
في المغفر , وبعد خروج مارت من عند مديره متوجهًا نحو شباب القسم قائلًا : يا اولاد تجهزوا سنذهب الى حي الحفره , كي نكمل التحقيق ..
-اذ اردت ابقى يا سيدي , نذهب نحن .
ابتسم مارت حين شعر بالدفء لامس قلبه حين ذكرت الحفره , ثم قال : لا عليك , سأذهب معكم .
ومن ثم توجه الى مكتبه , كي يجهز بعض الاوراق قبل ذهابهم , وفي وسط انشغاله ,وصل الى هاتفه عدة رسائل ف انتشله بفضول قارئًا اياها بصدمه والتي كان محتواها : " لقد كذب عليك مجددًا وصدقته " " هو لا يريد سوى ابعادك عن اي خيط قد يصلك ب عائلتك " " ان اردت الوصول لعائلتك , فقط ابقى معي , سر وجودك لدي  "
تنهد مارت بغضب , وكان واضحًا لديه ان من يرسل تلك الرسائل يريد وبشدة الاوقاع بينه وبين اخيه , وقد نجح المرة الاولى , ف لن يسمح بتكرارها .
ليرن على الرقم الذي ارسل الرسائل ليجده غير مستعمل , ليضرب الهاتف بغضب شاتمًا اياه ليلتف العناصر نحوه قائلين : هل هناك شيئ يا سيدي ؟
اخذ مارت انفاسه وقال : لا شيء , هيا ان كنتم مستعدين لنذهب .
بالوقت ذاته , عند فارتولو , الذي وصلته عدة رسائل هو الاخر محتواها : " صالح كوشوفالي طفل مهريبان , وابن ادريس كوشوفالي الغير شرعي الذي القاه ابيه للشارع كي لا يقولوا ل ادريس ابن زنا " ماضيك لدي , كما ان ماضي اخيك الذي ذهبت وتحريت عنه لدي , اني العب بكم على اصابعي ادرك هذا , لا تعيق عملي ب هدم حياتكم "
ليطفئ فارتولو الهاتف وقال : رمى بي بالشارع لأنني ابن زنا اذا ! قل شيئًا لا اعرفه ايها المجهول .
ثم ضحك بخفه وقال : اهلا بعديم اللسان الجديد , اهلا برقم 152 .
ثم اكمل طريقه نحو ابيه الذي ينتظره في المطعم الذي ما ان رأه حتى قال : اهلا يا بني .
اومئ فارتولو ليقل جلال : تعال لنفطر سويًا ,
-لست جائعًا .
=ما حالك اذا ؟
-لقد ناديتني هل هناك شيء ؟
=تجيب على سؤالي بسؤال اخر , ليس مهمًا , هل قابلت اخيك ؟
-لم افعل ! هل هناك شيء ؟
=اردت الاطمئنان فقط , هل اصبح بخير .
-غالبا.
=غالبا !! هل حصل شيء بينكم ؟
-ماذا قد يحدث ؟ لم اره وحسب .
=تمام يا بني لا تغضب .
-لم اغضب ..
=ما اخبار الحفرة ؟
-سأهاجم للمرة الاخيره خلال اليومين المقبلين , ومن ثم سأدخل الحفرة عنوه , الان انتظر ردهم , بالطبع ادريس كوشوفالي لن يجلس هادئًا وسيحاول ان يرد لي الصاع , لا بد انه يتحرى عني الان , ولكن لن يعلم اكثر مما انا اريد .. سواء ب اماكني التي سيهاجمني فيها , او ب انني ابنك , وانا ردًا على هذا الهجوم سأرد بالطبع , ولكن ردي سيكون قاسيًا بعض الشيء , وسيود ان يعقد معي صفقه كي انهي هذه الحرب التي سأشنها عليه , ومن ضمن شروطي دخول الحفره وصنع بضاعتي فيها .
ليضحك جلال بفخر وقال : فخور بك يا ابني , انت تمامًا ابن ابيك .
اومئ فارتولو وقال : والان ان لم ترد شيئًا سأذهب ..
=اي لن تبقى لتناول الفطور معي ؟
نفى فارتولو وقال : لن افعل, ومن ثم خرج من عند جلال ليتمتم الاخر : سأرى الى اين ستصل حرب الاب وابنه اذا .. ستنتهي بموت من ؟
وضحك مرة اخرى قبل ان يصدر هاتفه عدة اصوات , ففتحه متفحصًا الرسائل التي وصلته , ليجد فحواها :
" بائع الكباب جلال , مختطف الطفلين صالح وياماش .. ام اقول فارتولو ومارت ؟ هل انت مستعد لفضيحتك امام الاطفال الذين خدعتهم , اتوّق لأرى رد فعلهم , كيف سيقتلانك ؟ لقد بدأ العد التنازلي لحياتك يا بائع الكباب , تجهز "
ليغلق جلال الهاتف بغضب ثم رماه ارضًا وهو يصرخ : يا هذا , من انت يا هذا !!
...........
وبعد مرور اليوم ب اكمله , حيث غابت شمس النهار , في الحفرة بمنزل عمي تحديدًا , حيث ينام ادريس بهدوء , بعد كل ما اتعبه واثقله من هموم .. فتح عيناه بخفه وتنهد بتعب , ليأتي عمي نحوه وقال : هل استيقظت ؟ 
=هل نمت كثيرًا
-ليكن , انك بحاجه للراحه يا ادريس ..
=لقد ازعجتك يا عمي ..
-ب استثناء صوت شخيرك العالي ف لم يزعجني شيء , هيا العشاء جاهز , جئت لايقاظك , دعنا نتناوله سويًا ثم لنذهب للمقهى ..
ثم خرج سابقًا اياه , لينهض ادريس من مكانه , ليتبعه , وقبل ان يخرج من الغرفه , وصلت رساله الى هاتفه , ف رفع هاتفه ليرى داخلها ف كان : " ليس صالح وحسب من يبلغك سلامه , وياماش ايضًا , اطفالك بخير "
وقع الهاتف من يد ادريس بصدمه , وترنح بوقفته حين شعر المكان يدور به , ليأتي عمي مسرعًا وسنده قائلًا : ادريس ؟ ماذا يحدث ؟ هل تعبت ..
ليشير ادريس الى الهاتف بصدمه ومن فرط صدمته لم يستطع الحديث , لينتشل عمي الهاتف ب استغراب , ثم قرأ محتوى الرساله وناظر ادريس بصدمه لتتساقط دموع ادريس بغزاره , وشد على قلبه الذي كان ينبض بقوة حتى علت شهقات بكاؤه وهو يقول : ابنائي على قيد الحياه يا عمي .. ابنائي بخير ..
ليحتضنه عمي مسرعًا وربت على ظهره , الا ان ادريس تزايدت شهقاته , وكانت هذه اول مرة يرى فيها عمي ادريس منهارًا بهذا الشكل ..
ليبتعد ادريس وقال من بين شهقات بكاؤه : انا لم استطع ان اقيم عزائي على اطفالي , لم اذرف دمعه واحده كل تلك الاعوام , وكأن كل تلك الدموع التي لم اسمح بنزلوها , تتساقط اليوم يا عمي .. كلا ابنائي بخير , انظر , يخبرني ان اطفالي بخير .
ثم انتشل الهاتف من يد عمي ,وعاود الاتصال بالرقم , وكسر قلبه بشده حين وجده غير مستعمل
ليقل : ولكن .. ولكن كيف !! من هذا ..
ليهدءه عمي ثم قال : ادريس اهدئ , انا لا اريد كسر املك وما شابه , ولكن ان تبين ان هذا ملعوب .. من الشخص الذي اصابك , الى هذه الرساله ؟
-هذا كان هذا صحيحًا ف يعني ان ابنائي ليسوا بخير كما اخبرني .
ليحتضنه عمي مجددًا ثم ابتعد وقال : كن قويًا ادريس , لا تضعف .. سنرى , سنتحرى , من ارسل هذه الرساله سيرسل مجددًا , ربما يكون صادقًا ..ربما اطفالك بخير , نحن ذاتًا لم نصدق خبر وفاتهم , هل سنصدقها الان ؟ ولكن .. سنهدأ سنتعامل مع الامر بمنطق ..
اومئ ادريس وقال : انت على حق .. انت على حق , يجب ان اهدئ
ليربت عمي على كتفه ثم قال : هيا لنأكل قليلا ومن ثم سنذهب للمقهى .
اومئ ادريس وتبعه , ثم ذهبوا الى المقهى , وكان واضحًا للجميع انقلاب حال ادريس , وذهاب لونه ليقل كهرمان : بابا ؟ ما حالك هذا ؟
=هل اتى جومالي ؟
-لم يأتي بعد ..
اومئ ادريس وتوجه لطاولته وجلس بذات الهدوء , وحقيقة الأمر , حتى هذه اللحظه كان عيناه لا تزال تذرف الدموع ..
ليشير كهرمان الى عمي ليهدأه الاخر , ثم ربت على يد ادريس ليتمالك نفسه ثم قال : اذا يا بني , هل حصلت على ما اريد ؟
=اجل يا ابي , فارتولو سعد الدين , اسمه علم بالسوق السوداء , يتاجر بالاسلحه والمخدرات والاثار وكل ما هو غير قانوني .. اي الرجل اسودًا بحق , لا يفرق بين بريء وظالم , الجميع لديه سواسيه , لم يدخل احد معه من قبل بحرب وخرج منتصرًا .. يخافه الجميع .. اي رجلًا على قدر من القوة والهيبه , ترك ابيه له كل الاعمال وتفرغ , يجلس الان ويدير مطعمًا .
ليقل عمي : هل خرج على التقاعد , حتى السوق السوداء له سن تقاعد؟
=الرجل يقول انه تقاعد يا عمي , ولكن هو المحرك لكل الاحداث ولكن يبقى بالكواليس ويتصدر ابنه المشهد
ليقل ادريس : ومن هذا الاب ؟
-يدعونه ببائع الكباب جلال يا ابي .
التف ادريس نحوه ابنه بصدمه وقال : جلال ؟
ثم اغمض عيناه بغضب وردد اسم جلال عدة مرات , ليقل كهرمان : هل تعرفه يا ابي ؟
-هل يمكن ان لا اعرفه ؟ لقد اتضح الامر يا عمي , نية الفتى ذو العين الحمراء ليست الحماية من الحفرة , يودون الدخول للحفره وشن حرب معي كي ينتقموا !
=من هذا الرجل يا ابي ؟
-احد اعدائي القدامى يا كهرمان .. لا عليك , اي من كان ف لا يهم .. المهم انني لن اسمح له بما يريد فعله .. انت هل علمت اماكن هذا الفتى ؟
=علمت يا ابي .
-تعلم ما عليك فعله اذا ..
=جل ما اعرفه .
ابتسم ادريس وخرج كهرمان ليقل عمي : اذا بائع الكباب قد عاد .
وقبل ان يجيبه ادريس , قاطع جلسته دخول مارت وقال : ادريس امجا ؟ انت هنا !!
-اهلا يا بني ..
=لم اظن انني قد اراك , يعني ظننتك بالمنزل ..
-لست رجلًا يستطيع المكوث بالمنزل طويلًا , انت كيف حالك , عدت الى رأس عملك وما زالت اصابتك حديثه .
=وانا لست رجلًا يستطيع المكوث كثيرًا لنقل .
ابتسم ادريس وقال : نحن مستعدين لأي شيء تريده , ولكن حقًا لا اعلم اين جومالي , لقد اخطئ ابني بحقك و انا اعتذر نيابة عنه , واي ما تريد فعله خذه مني .. ابني اخطئ وانا اكفله
-هل يعقل يا عمي ان تعتذر , لقد كان حادثًا , وانا اتفهم هذا , ولكن ل إجراءات الشرطه وجب علينا القاء القبض عليه ولكن سأتنازل لا تقلق , يبقى الحق العام وهذا نستطيع ان نخففه .
=اي رجل انت يا بني ؟ تسامح من اصابك .
-بالنهايه كان حادثًا لم يقصد .
=لا اعلم كيف سأشكرك .
-كأسًا من الشاي يكفي , لقد تعبت والله منذ الصباح اركض بالحفره هنا وهناك 
ضحك ادريس وقال : لم تطلب شيئًا , حتى انني سأصنعه لك بنفسي يا بني .
لينهض مارت وقال : ولكن سأتعبك هكذا ف لا لا تفعل .. اجلس يا عمي ..
=هل يعقل ان اتعب ؟ ما زلت قويًا لم اشيخ بعد .
-ان كنت مصرًا لأساعدك اذا .
ابتسم ادريس وقال : حفظك الله لعائلتك , فتى مثل المسك , اهنئ والدك حقًا فيك .
لتتغير ملامح مارت وقال : لا اظن هذا كثيرًا ..
-ماذا يعني ؟
=لقد فقدتهم منذ ان كنت رضيعا , لقد كبرت بالميتم ..
ثنى ادريس شفتيه بحزن ومن ثم ربت على وجنتيه وقال : لو كانا على قيد الحياه , سيفخران بك مؤكدًا ليرحمهم الله
ابتلع مارت غصته ف لم يستطع ان يخبر ادريس بكونه فتى كبر بالشارع , خوفًا من تلك النظره التي قد ترتسم على وجهه , النظره التي رأها طوال عمره من جميع من اخبرهم ان ابن شارع , ف بظنهم ان ابناء الشوارع , هم نتيجة علاقة محرمه .
وابتسم بخفه ليقل ادريس : هل تعلم , لقد خطف اثنين من ابنائي حين كانوا اطفالا .. بحثت كثيرًا ولكن اخبروني انهم قد ماتوا .. ابني الصغير , ياماش , كان سيكون بعمرك ، تتشارك معه خضراوية عيناك ..
ثم اخفض نظراته قبل ان يبكي مجددًا وقال : ولا زلت ابحث ..
تنهد مارت بحزن وقال : هل اثنان ! اه اي الم تحملت .. مؤسف على السيده سلطان , فقدت اثنين من ابنائها .
تغيرت نظرات ادريس واكمل صنع الشاي قائلًا : لقد علقت على الام سلطان انت ..
-لا كذب , لقد احببتها , وللحقيقه لقد احببتكم , الاجواء التي هنا دافئه جدًا ، اشعر وكأنني بمنزلي .
ليبتسم ادريس وقال : وانا احببتك , لتعتبر هذا الحي منزلك الصغير , اصبحت منّا على اي حال ..
بادله مارت الابتسام ليقل ادريس : ستأتي للعشاء لدينا حين تتفرغ .
-ولكن عمي ..
=لا اكرر كلامي هذا امر .
ابتسم مارت مجددًا وقال : اذا سأتي , فقط اتصل بي .
....................
وبعد اسبوع , وبعدما حصل ما خطط له فارتولو , وشنت الحفرة هجوماً على مستودعات واماكن فارتولو عدة مرات , حصلت على الرد , حيث حاصر فارتولو الحفره , وشن حربًا لا تحتملها بشر , امطرهم بالرصاص , وخطف رجالها ونسائها واطفالها , دون اي تدخل من الشرطه.. اضطر ادريس مجبرًا الخضوع لفارتولو , واعطاءه مكانًا في الحي كي يصنع بضاعته وتأمينه بالحمايه ..
اسبوع فقط بمنتصف حي الحفره حيث ترجل فارتولو من سيارته, واقفًا بشموخ وامامه ادريس كوشوفالي وعمي وابنه كهرمان وبعض اولاد الحي وحقيقة الامر , يسره رؤيته ذليلًا , ليلتف ب انظاره ارجاء المكان , ثم وقف توجه امام ادريس ووقف قباله , ثم ابتسم بخفه وقال : حمدلله على سلامتك مرة اخرى ادريس كوشوفالي , ولكن الميدان اصبح لي .. لترحب بالسيد فارتولو سعد الدين .. 
وقبل ان ينهى جملته قاطعه صوت من خلفه قال بصوت عال : بابا ..
ليلتف فارتولو نحو الصوت وجحظ عيناه بصدمه لم يستطع اخفاءها قبل ان تتساقط الاشرعه من الاسطح من فوقه التي تحمل شعار الحفره وسط انظار فارتولو , ليقترب الرجل من الذي امامه وقال : اهلا بك بالحفره فارتولو سعدالدين ..

.....
رأيكم يهمني ❤

سَرْمَديّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن