Part 6 ..=توقف ..
صاح به مارت من بعيد حين رأى جومالي كوشوفالي , الأبن الأكبر ل ادريس كوشوفالي متقدمًا نحو اخيه -والذي عجز تمامًا عن معرفة سبب وجوده هنا – والشر يلمع في عيناه , مشهرًا سكينه ناويًا قتله , وكان هذا واضحًا انه لن يرديه اقل من قتيلًا , و يعلم تمامًا جل المعرفه , عناد اخيه , وعدم هروبه من اي شر مطلق قد يقترب منه , بل يقف شامخًا وكأنه يعاند الموت ..
ف اراد وك حل سريع , ان يقف بينهم بصفته ضابط شرطه , كي يمنع اي مشكله قد تحدث .. ولكن ل سوء حظ مارت او جومالي .. كان قد وصل مارت بينهم بالوقت تمامًا , حيث وبدلًا من ان تغرز سكينة جومالي في احشاء فارتولو , غرزت في احشاء اخيه الاصغر .
توقف الوقت تمامًا , مع اه الم ثقيلة خرجت من فم مارت , اثبتت لأخيه الذي خلفه جل ما يخافه في هذه الحياه , اخيه وبسببه , وقع بالخطر ..
كان يناظر كل ما يحدث امامه , بفاه مفتوح من فرط صدمته , قابضًا على كفيه , بعين نازفه ..
وبالوقت , الذي سحب فيه كهرمان جومالي للخلف , وصاح به وسط الجلبه التي حدثت ان يهرب , الا ان جومالي هو الأخر وقف مكانه مصدومًا , ف لم يكن في نيته اذية شاب بريء لا ذنب له , وضابط شرطة في آن واحد .. اي مصيبه حلت على رأسه ؟ ووسط ابعاد كهرمان له , حتى استطاع الاستيعاب قليلًا , وفر من مكانه هاربًا ..
كان مارت قد التف نحو اخيه , وناظره ب عيون متعبه , دامعه من فرط المه , كانت شرايين وجهه على وشك ان تنفجر , ف من جهة قد اصيب , ومن جهة اخرى , يعلم حساسية اخيه اتجاه الموضوع , ف بادله النظر , ونفى له , على الأقل كي لا يخرج عن طوره ويكشف امرهم , وتوسله بنظراته تمامًا الا يفعل
وحين لاحظ ان اخيه انفصل عن عالمه من فرط صدمته , وان نهايتهم باتت وشيكه , وك حل سريع قبل فقدانه لوعيه الذي شعر به قريبًا , حيث لم تعد تحمله ركبتيه , صاح بصوت متألم بعناصر الشرطه : القو القبض على جميع من هنا !!
قبل ان يختل توازنه تمامًا وخر واقعًا فاقدًا لوعيه وسط انظار وصدمة الجميع ..
وبصوت ارتطامه ارضًا , فزع فارتولو , وعاد بخطواته خطوتين للخلف , وكأنه لتوه استوعب ما حدث , واحيى الأمر بداخله صدمات عديده لم يتجاوزها , ف اخذ شهيقًا عجز عن اخراج زفيره .. اخاه الأصغر امامه غارقًا بدماؤه ارضًا , وفي لحظة كهذا وبالنسبه لفارتولو , ف كل حياتهم ومتهاتها واسرارهم ضربهم عرض الحائط , وهم نحو اخيه مسرعًا وجثى على ركبتيه كي يتفقده .. مد يده المرتجفه نحوه , وقبل ان يلمسه حتى ويطمئن ان كان حيًا , ضربه احد عناصر الشرطه على ظهره وسط حالة الاستنفار التي عمت المكان , ليخر ارضًا وقد احتضن الارض , ليثبته الشرطي محاولًا تكبيل يديه خلفه , بينما هو كان يتخبط ارضًا , محاولا فك نفسه , والاطمئنان على اخيه فقط , ولا يهمه ان مات بعدها , ولكن قوة عناصر الشرطة فاقته , ليملئ صوته اركان المكان تماماً وهو يصرخ بغضب طالبًا تركه وقد فقد صوابه بشكل مثير للأنتباه .
وبالوقت ذاته , حيث تجمع الأطباء فوق جسد مارت الملقح ارضًا محاولين اسعافه , جر عناصر الشرطة فارتولو وسط تخبطه الى مغفر الشرطه .
كان الرجل فاقدًا لعقله تمامًا , وابدى ردة فعل مريبه , تأكد لمن حوله مدى قرابتهم , فمن يرى ردة فعله , لن يقول سوى ان من اصيب ليس الا ابن ابيه .
ووسط استغرابهم , دفعه احد عناصر الشرطه الى داخل الزنزانه ف وقع ارضًا , واغلق عليه وخرج الجميع , ليبقى هناك وحيدًا ..
وما ان التف وهو ما زال ارضًا , حتى ناظر الابواب الحديديه التي اغلقت عليه بصدمه , نهض بخفه واتجه نحوها , دون ابداء اي رد فعل , وكأنه لم يكن هو من احرق الجميع قبل قليل ..
هل يلمسها ام لا ؟ كان هذا ما يجول في عقله , ف مد يده المرتجفه نحوها , وقبل ان تلمس اطراف اصابعه الحديد , سحب يده للوراء واحتضنها ..
وعاد هو للوراء بخطوات متعثره وهو يردد بسرعه ودون وعي : لن تفعلوا هذا مجددًا , لن تفعلوا هذا مجددًا , اخرجوني من هنا , اخرجوني من هنا !! انا يجب علي الخروج من هنا , هناك من ينتظرني , يجب علي الخروج , اخرجوني ..
وبكل هذا الخوف , ركض هو نحو القبضان الحديد وتمسك بها ,يضربها طالبًا الخروج من هنا , حتى جثى على ركبتيه , شادًا على معدته مفرغًا ما في جوفه , وعلى صوت صراخه الذي هز اركان المغفر , حتى اختنق ب انفاسه ورمى بجسده ارَضًا عاجزًا عن النفس , تجمع نحوه عناصر الشرطه محاولين مساعدته ..
.....
أنت تقرأ
سَرْمَديّ
General Fiction"حين يخضع الناس لضغوط لا تحتمل, ولتهديدات دائمة, فإنهم مجبرون إذا أرادوا تجنب الموت على إيجاد حلول ! وهذه الحلول : الجريمة, الفن, والجنون !" (مقتبس) يتناول سرمدي وسط إطار درامي قصة الآخوين فارتولو ومارت ، الذان جمعهم القدر قبل الدم .