Part_05_صافرة الإنذار

48 26 10
                                    

...

دموع السماء لم تتوقف لأكثر من ساعة قبل أن يحدث كل هذا السيناريو البشع...
لنقل تارة تتوقف و تارة تستمر...

لفافات الأشجار تصرخ من لفحات برد الشتاء...

الزمن متوقف حاليا كتوقفهما آنيا...
لكن بعض أشعة القمر ميزت بعض الأشياء منها عيون ذاك الغريب...

و لازالت تلك العيون في مقابلة خاصة...

مقابلة خاصة؟..

قلت سابقا أن أنفاسهم قد حبست و أن قلوبهم قد نبضت... وهذا صحيح...
لكني لم أقل بأن عيونهم قد تألقت و خاضت مقابلة خاصة لطيفة تسجل دخولها لعالم الحب عالم الرقة و الرومنسية...

كانت نظرات باردة جافة و سامة...

نعم...

نظرات كلاهما كانت بلا مشاعر...
نظراتها كانت تسودها البرودة و الهدوء حد الصقيع تنوي الأسوء لاحقا و عندما تتغلغل داخل بؤبؤها سترى كابوس الموتى...

ربما عندما تلمحها ستقفز هاربا إذا كنت محظوظا و لم تمت بصدمة قلبية أو بأي تصرف طائش لا إرادي... لكن نظرته كانت مختلفة كليا...

هو لم يخف...
نعم...
لا علامات تدل على خوفه أبدا...
كان جامدا مكانه و بارد الأفعال و الملمح يرمقها بإسترخاء و برود مماثل تواجه عيناه عيناها بكل استماتة و شجاعة و مندون اي كلام أو إتصال خارجي أو أي حركة تذكر...
بكل اعتيادية يرمقها كحادث بسيط يفتعل أمامه...

كما لو أنه لا توجد شفرة الحادة على بعد نصف إنش من إختراق نبض رقبته في أي لحظة سيلقى حتفه اللقيط لكنه لم يبدي بأي رد فعل...

لقد إكتفى بتواصل العيون فقط معها...
كانت اول مرة لها... ليس النظر هكذا بل النظر مطولا على العيون و تحليل ما في عمقها اكثر دون ان تجد بها شيئا... كان كالفضول!
لكن فضولها الذي يشتهي الكثير لم يقدر على احتساب القليل!

يحمي نفسه من الخروج أو كمن يكبح حقيقة نفسه من الظهور في العلن... يريد فيها ان يتغلغل في غموضها ذاك و يبحث في عمق ثناياها و يفترض بأن ذلك يحمل رسالة ما...

و تلك رسالة عجزت فهمها عيون قاتلة لقاتلة...
غريبة مريبة عجيبة...
أشياء كثيرة لا تفهمها رغم أنها تفهم و تتقن كل أنواع الملامح و التعابير لكنه كان دون اياهما...
لا يحمل حتى نية!!

كلما تتعمق داخله...
تجد الخواء كخوائها و الظلام الوحيد الذي تحتويه أفكار مخيفة و غير مألوفة... حدسها يخبرها و يؤكد أن هذا الشخص خطير...
ليس عليها فقط...
إنه شيطان...

 Orchid flower /زهرة الاوركيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن