﴿ ما بعد النهاية ﴾

184 27 11
                                    

تعزف على لحن كمانها بهدوء

و لا يقطع شيئٌ صفاء ذهنها المعهود

نيليتيها أُسدل عليهما ستارٌ رقيق ، يقيهما و يقلل لديها التوتر و بعض الضيق

ستعلم بحياتك كاملةً أن لا أحد باقي ، لا الذكر و لا الأنثى

مهما كانت مكانته لدى ذلك العضو بين قفصك الصدري فسوف يختفي بوقتٍ ما ، و إن كان أشد الإنس الذين حملتَ لهم الوِد

و ذلك يكون مؤلمًا ، لكن الألم لا يستمر

مهما ظننت أنك لن تنسى فسترى كيف ستلهيك الدنيا بما فيها عن كل شيئٍ مررت به

و إن ظللت تقولها ، تقول لذاتك أنا لن أنسى ما سبب نزول تلك القطرات المالحة من جفوني!

فهذا كذب ، ستكبر

و ستقل تلك الهموم ، إلا أن الجرح دائمٌ و لن يختفي

أنت نسيت ، لم تعد تهتم

لكن ذاتك ما زالت مكسورة مهما فعلت ، كقطعةٍ من الطبشور البائس

إن كُسرت لا بأس ، فأنت ستكمل عملك على أي حال

و مع الوقت ، ستتساوى تلك القطع الغير متساوية

لكنك ما زلت مكسورًا

انسدلت خصلاتها شبيهة السواد الذي يعقب بعد النهار من الظلام

و ارتفع الحجاب عن مقلتيها كالنهر الذي يجري تحت البدر الساطع

فرقت شفتيها بخفة ، مخبرةً من يطرق باب حجرتها بالدخول

" ما بال هذة الموسيقى البائسة يا فتاة ؟ "

تنهدت بتهكم ، فقد كان مِن طَرقِه بهذا الوقت تحديدًا ذو هويةٍ معروفة

و من غيره ، ذلك الرجل الذي عُرف بكامل الدنيا

عيناه كما الياقوت الأزرق قليل الغُمقة ، يشبه درجة لون عيناها

" همم ؟~ لكنني أعزف بإعتياديةٍ شارلوك ؟ "

" كلا ، تبدين كرجلٍ بائس تخلت عنه حبيبته "

" مثلك أنت و الآنسة آيرين ؟ "

" أكره النساء! لا تقولي أنها حبيبتي! "

كتمت ضحكتها بصعوبة ، إلا أنها تبسمت ناحيته

" وسط كل هؤلاء البؤساء لا يوجد إلا آلبرت من تزوج ~ ألا تظن أنه يجب أن تفكر قليلًا بالأمر شارلي ؟~ "

Japanese in England ﴾ Ren x William ﴿حيث تعيش القصص. اكتشف الآن