سمعت طرقات خفيفة على الباب، ارتبكت الينا قليلاً، ثم نهضت من سريرها بسرعة لتفتح الباب ببطء، بينما ظلت داخل الغرفة. ظهرت الخادمة وهي تقف في الخارج، لم تلتقط شيئًا مما كان يجري داخل الغرفة، ولم ترى أليساندرو الذي استلقي على السرير خلف الينا.
الخادمة قالت بصوت منخفض، محاولَة عدم إزعاج الينا: "سيدتي، والدك ينتظرك للعشاء. الحراس أرسلوني لأخبرك."
تسللت لمحة من القلق إلى عيني الينا وهي تحاول الحفاظ على توازنها أمام الموقف الحساس. أجابت بسرعة وبصوت ثابت: "أخبريه أنني سأكون هناك خلال دقائق."
الخادمة أومأت برأسها دون أن تطرح أي سؤال إضافي، وعيناها بقيتا معلقتين على وجه الينا فقط. ثم انحنت قليلاً قبل أن تستدير وتغادر ببطء، تاركة وراءها الهدوء المؤقت في الردهة.
أغلقت الينا الباب بهدوء، ثم استدارت نحو لوسي التي ظلت ثابتة بمكانها. "انتظري هنا. سأعود بعد قليل."
في اللحظة التي خرجت فيها ألينا من الغرفة ، كان الجو مشحونًا بالصمت. كان أليساندرو يستلقي على السرير، يتأمل لوسي بعينين حادتين، وكأنها ألقت حجرًا في مياه راكدة.
كانت لوسي تبدو شاحبة بعض الشيء من التعب، شعرها الداكن مبللًا بالعرق وجسدها المنهك يكاد يسقط من الإرهاق. إلا أن عينيها كانتا تلمعان ببرود .
نظرت لوسي إلى أليساندرو بنظرة عابرة، وكأنها لم تعر اهتمامًا لوجوده في وضع غير عادي. لم تتردد في التعبير عن رأيها بتلك الجملة الجافة:
"هذا جيد."
أليساندرو رفع حاجبه بدهشة خفيفة، محاولًا فك شفرة ما تعنيه بكلامها.
"ما هو الجيد؟"
لوسي رمقته بنظرة جانبية سريعة، كأنها تحاول السيطرة على شعورها بالحرج دون إظهار ذلك. قالت ببرود: "أنت أيضًا دخلت من الشرفة."
ضحكة صغيرة خرجت من شفتي أليساندرو، ممزوجة بشيء من التسلية والاستخفاف. "ماذا تقولين، يا صغيرة؟"
لكن لوسي لم تكن من النوع الذي يخاف أو يتراجع أمام رجال من نوع أليساندرو. وقفت بثبات وقالت:
"ساعدني... ولن أخبر والدها بوجودك هنا."
للحظة، تجمد الزمن في تلك الغرفة. كانت تحدق فيهما وكأنهما في لعبة قوى، كل منهما يحاول إثبات سيطرته. أليساندرو، الذي اعتاد على ان يرتعبون من سمعته وعنفه، وجد نفسه يحدق في فتاة شابة لا تخاف من شيء. كانت قوتها تكمن في برودها، في هدوئها الغريب، وفي شجاعتها التي بدت وكأنها غير مدروسة.
أليساندرو لم يكن يعرف كيف يصف إحساسه تجاه لوسي. هل كان إعجابًا؟ ربما، ولكن لم يكن إعجابًا سطحيًا. كانت تلك الفتاة تمثل نوعًا من الجرأة التي قلما يجدها في العالم الذي يعيش فيه. كانت مختلفة.
أنت تقرأ
his daughter : أنها أبنته
Actionمن يريد الوفاء، فهو ليس هنا. من يريد الحق، فهو ليس هنا. هنا الغدر، هنا الخيانة، وهنا الخداع. في هذا العالم المظلم، تختبئ الحقيقة خلف أقنعة زائفة، وتتنكر البراءة في ثياب الفساد. هنا، لا مكان للقيم النبيلة ولا للمبادئ السامية، بل تسود شريعة الغاب، حي...